الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أسرار ومغامرات القلب العاشق المهزوم

أسرار ومغامرات القلب العاشق     المهزوم
أسرار ومغامرات القلب العاشق المهزوم




تربطنى بأم «نهلة» الشهيرة فى هوليوود بـ «هالى بيرى» عدة صفات، أهمها حزنها الجميل الذى يسكن الجفون رغم الابتسامات المنقوشة على الوجه، رمال مقامرات ولهو القلب العاشق المهزوم. وربما يفسر ذلك سر تحمسى الشديد، وعشقى الدائم، ومغفرتى لكل خطايا قطة هوليوود اللذيذة، المثيرة بفتنتها السمراء الساحرة.
أذكر أول مرة التقيت بها، عندما قادتنى إليها إحدى صديقاتها، قابلتنى بابتسامة دافئة مرحبة وتعانقت العيون الحزينة  فقلت: كيف حال أم «نهلة» اليوم، فضحكت من القلب وقالت لى: أكيد بتعرف عربى كويس، وكانت  ضحكتها مدخلا للقرب من حقائب محاولة النسيان وقلبها الذى ذاق النار والحرق من الهزائم العاطفية المتلاحقة.

 
 
ومنذ ذاك الحين، وأنا أحاول كسر الأسوار لعلى أفهم السر وراء الهزائم المتلاحقة للفاتنة السمراء سعيا وراء لحظة دفء وصدق واحتواء ممزوجة بالحنان حرمت منها منذ طفولتها البائسة للوصول إلى منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.
آخر مغامرات القلب العاشق المهزوم لقطة هوليوود كانت مع عارض الأزياء الفرنسى الكندى جابرييل أوبرى (63 عاما) والتى استمرت عامين ونصف العام، وأنجبت الطفلة «نهلة» 4 سنوات، وانتهت بأمر قاضىٍ محكمة بلوس أنجلوس لهالى بيرى، بدفع 02 ألف دولار شهريًا لحبيبها السابق ووالد طفلتها عارض الأزياء، جابرييل أوبرى، كإعالة لابنتهما «نهلة» بعد معركة ضارية للوصاية التى خاضها الطرفان للفوز بحضانة الفتاة منذ عام 0102. ليوقع بعدها أوبرى مع بيرى على وثائق تقر بأبوته لنهلة التى تحمل اسم عائلته. والحصول على حضانة مشتركة للطفلة. وقد تقدمت بيرى بأوراق لدى المحكمة تطلب فيها الإذن للانتقال إلى أوروبا، ولقد وافقت المحكمة على طلبها، ما أغضب والد طفلتها البالغة من العمر 4 سنوات بما أنه لن يراها كما يحلو له، وأنها ستقيم مع رجل غريب هو أوليفييه مارتينيز.
 

 
 
ومازالت المواجهات مستمرة مع أوبرى بسبب رغبة بيرى فى الانتقال مع ابنتها للعيش فى باريس، بعد أن عرفنا السر وفاجأتنا جميعا بموافقتها السريعة بالزواج من صديقها «أوليفييه مارتينز» معللة تخبطها السريع الجنونى بأنها قد وجدت الشخص الذى يشاركها حياتها، وأنها هى التى «حرصت» على الارتباط به، بعد معاناتها الأخيرة مع صديقها السابق، عارض الأزياء جابرييل اوبرى، والد ابنتها «نهلة».
أوليفيه تقدم لخطبتها خلال عطلة عيد الميلاد الماضية وأهداها احتفالاً بتلك المناسبة خاتما من الماس والزمرد من تصميم الفرنسى المعروف «روبير مازلو جرهان».
يذكر أن علاقة حميمية ربطت بين مارتينيز وبيرى منذ عام 0102 حين تعرفا على بعضهما البعض خلال أعمال تصوير فيلم «المد المظلم» (Dark Tide) الذى شارك فيه كلاهما.
وسيكون هذا هو الزواج الأول بالنسبة لأوليفييه مارتينيز (64 عاما) الذى اشتهر بعلاقته بالممثلة الأمريكية ميرا سورفينو والمغنية الأسترالية كايلى مينوج.
أما هالى بيرى (64 عاما) فسبق لها أن تزوجت من لاعب البيسبول السابق «ديفيد جاستيس» واستمر زواجهما من عام 3991 إلى 7991. كما تزوجت للمرة الثانية عام 1002 من المغنى «أريك بينيت» الذى انفصلت عنه عام 5002 .
∎ نجمة تحت الحصارالدائم
وعلمت من «هالى بيرى» عقب العرض الخاص بفيلمها الجديد «سحابة الأطلس» أن عدسات المصورين التى تحاصرها وتراقب تحركات ابنتها نهلة، دفعت بها إلى التفكير جديًا فى الانتقال إلى باريس لأنها حريصة على الحفاظ على خصوصية ابنتها ونشأتها بطريقة سوية، ليس بهدف التمتع برفاهية الحياة الأوروبية، بل حتى تتمكن من تعليم ابنتها تلك الحضارة، إذ إنه من السهل التنقل داخل أوروبا من دون التخفى من عدسات المصورين البابارتزى.. واستكملت هالى حديثها، قائلة: «وجودى فى أوروبا سيسمح لى بأن أذهب دوريًا مع ابنتى فى رحلات إلى روما خلال عطلة نهاية أسبوع ما والتنقل بسهولة بين كابرى، وبراج، وكورسيكا، وبرشلونة».
وترى هالى أن الحياة الأوروبية تنمى العقل وتثريه أكثر من الحياة فى المدن الأمريكية، وأكدت: «على المدى الطويل إقامتى فى أوروبا ستكون حماية لنهلة، فهى ستنمو وتتعلم فى مجتمع يثرى عقلها ويجعلها مؤثرة على محيطها».
وتعتبر هالى بيرى «سحابة الأطلس» بمثابة العودة الحقيقية لها منذ فوزها بجائزة أوسكار عن «مونستر بول» فى عام  2002
وقالت إنها استمرت فى العمل بعد جائزة الأوسكار دون توقف تقريبا حتى ولادة ابنتها فى عام 8002؟ ثم أخذت سنتين راحة من العمل. وقالت إنها قدمت عددا من الأفلام منذ ذلك الحين، ولكن مع «سحابة الأطلس» أشعر كثيرا كأنه العودة الحقيقية لهالى بيرى - حتى لو كانت هوليوود لا ترى الأمر على هذا النحو. «أنا منذ فوزى بالأوسكار لم أقدم أى شىء يدعم مكانتى وموهبتى»، وأضافت: «أنا فقط اقتنصت الفرصة لأكون فى فيلم غير عادى مع مجموعة من النجوم غير عادية، واستكشاف فكرة مهمة ذات الصلة للجميع».
وبدون أدنى شك جاء دورها الأكثر طموحا منذ سنوات. فى فيلم «سحابة الأطلس» وهو من إخراج «توم تيكوير» والأخوين «اندى ولانا واتشوسكى» وترتكز القصة على رواية للكاتب ديفيد ميتشيل نشرت فى عام 4002  ويحمل مجموعة من الأسماء قلما تجتمع فى فيلم واحد مثل «هيو جرانت»، و«توم هانكس»، «هالى بيرى»، «سوزان ساراندون»، «جيم برودبنت»، «هيو وافينج»، «بن ويشاو» و«جيم ستارجس».
تلعب بيرى فى «سحابة الأطلس» ستة أدوار، فى ست قصص ويؤكد النجم توم هانكس: «بدت بيرى عميقة وصادقة جدا، بثقتها وهدوئها ومعايشتها للدور، وأدائها الرائع».
مسكينة حقا هذه المرأة الجميلة البسيطة التى نادرا ما نسمع عن موهبتها الفذة أى ضجيج إعلامى، إلا ما ينشر من ضجيج وصخب الفضائح التى تتصدر الصحف والمجلات وتملأ صفحات الإنترنت عن حياتها الخاصة: مسلسلات من الفضائح بعد حادث العراك العائلى العنيف الذى أفقدها السمع بنسبة 08 فى المئة فى أذن واحدة، حادث الكر والفر بالسيارة بعد حادث فى أحد شوارع بيفرلى هيلز عام 0002 فشل زواجها بعد أربع سنوات من لاعب البيسبول السابق «ديفيد جاستى»، مما أدى إلى انهيارحالة بيرى وتفكيرها فى الانتحار.
فشل زواجها الثانى، من المغنى «إريك بينيت»، بعد اعترافه بخيانتها ودخوله أحد مصحات العلاج من إدمان الجنس.
والآن يأتى صراع حضانة «نهلة» مع عارض الأزياء الفرنسى الكندى جابرييل أوبرى، والضجة الكبرى الآن فعلى الرغم من تعهدها، بشكل قاطع فى لقائها المعروف فى برنامج أوبرا، فى عام 4002 التى قالت فيه «لن أتزوج مرة أخرى - أبدا»، فوجئنا مؤخرا جميعا بمصاحبتها للممثل الفرنسى الوسيم  أوليفييه مارتينيز «64 عامًا» الذى أكد حقيقة عقد خطوبته على الممثلة الأمريكية الحائزة على جائزة «أوسكار» هالى بيرى.
 وعندما طرحنا السؤال عليها: «لماذا تقع دائما هالى بيرى فى الخيارات السيئة من الرجال؟». 
أجابت بتلقائية سريعة وهى تضحك: «لقد انكسر منقارى» وأضافت: «الله أراد فقط أن يلخبط حياتى. ربما كان يفكر، هذه الفتاة لا يمكن أن تحصل على كل شىء! سوف أعطيها المنقارالمكسور. على فكرة إنه تم إصلاحه الآن».
وليس هناك من شك أن هالى بيرى موهبة عظيمة، حتى وهى فى منتصف العمر «64 عاما» فهى تحمل بشرة رائعة، عنقاً طويلاً، جميلة وأنيقة الطلة والهيئة، وصاحبة أنوثة وفتنة طاغية، وهى تستكمل عملها الرياضى بالذهاب إلى النادى وتعتمد على حمل الأوزان والأثقال مما يساعد على إبراز منحنيات ومفاتن جسمها ويجعله متناسقاً ومشدوداً ويحمى بذلك آثار السنين والهزائم المتلاحقة.
وربما لا يعلم الكثيرون أن هالى بيرى تعانى  مرض السكرى منذ سن الـ 91 ولكنها لا تزال تدير حياتها وغذاءها بطريقة جعلتها  - حتى الآن- تبدو الأجمل والأكثر صحة جسدياً وفتنة والأعلى أجرا بين نجمات هوليوود.
∎  أحب أن أكون عارية
وتعترف هالى بيرى بأنها لا تمانع أبداً بالتعرى أمام الشاشة الكبيرة، فهى تحب الشعور بأنها عارية، فقد قالت: «أحب أن أكون عارية».
ولدت السمراء «هالى ماريا بيرى» فى 41 أغسطس 6691 بكليفلاند، أوهايو، الولايات المتحدة الامريكية للأب الأفريقى «جيروم بيرى» وهو منظم بأحد المستشفيات ومدمن للكحول وأم بيضاء (ممرضة نفسية) وشقيقتها هى «هايدى بيرى»، وقد أساء والدها معاملة أمها وشقيقتها الأكبر سنا وقد انفصل والداها عندما بلغت الرابعة من عمرها، وعاد والدها للبيت مرة أخرى بعد ست سنوات فيما وصفته بيرى بأنه «أسوأ عام فى حياتى». ولكن كان لوالدتها «جوديث» الفضل فى تربيتها ونشأتها.
وكان لفوز هالى فى إحدى مسابقات الجمال التى أقيمت بأمريكا والتى اشتركت فيها عام 5891 وعام 6891 أثر كبير فى أن تصبح «موديل» لتبدأ حياتها الفنية بأول سلسلة تلفزيونية أسبوعية (الدمى الحية) عام 1998 وقد التحقت هارى بجامعة كليفلاند بولاية أوهايو عقب تخرجها من مدرسة ثانوية بيدفورد بنفس الولاية، تعتبر هالى بيرى أول ممثلة أمريكية من أصول أفريقية تفوز بجائزة أوسكار، فضل ممثلة.
وتحكى بيرى عن نشأتها قائلة: بعد ظهور والدتى معى لأول مرة فى المدرسة الابتدائية التى جميعها من السود، نبذت بيرى من الجميع وكان الأطفال يعتقدون أنى طفلة غير شرعية ومتبناه، وتضيف بيرى بأسى شديد: بين ليلة وضحاها «لم يقبلنى أحد» فى أى مكان انتقلت الأسرة إليه بحثا عن تعليم أفضل لبيرى وأختها. وفجأة وجدت الطفلة الوحيدة السمراء نفسها فى مدرسة جميعها من البيض.   
أما نموذج الرجل الجيد فمن الصعب الحصول عليه فى فكر بيرى تقول: «كان لوالدتى صديق رجل أسود، وهذا أمر مهم، وكان رحيما بنا، لكن الرجل الذى كان عالقا دائما برأسى والأكثر مركزية فى تشكيل صورتى عن الرجال لا يزال والدى». والغريب أن بيرى لا تعرف حتى الآن إذا كان حيا أو ميتا. توفى والد هالى بيرى فى عام 2003. 
 

 
 
والبداية لبيرى جاءت فى ظهورها عام 1993بفيلم «هود الأب» الذى لم يحظ بنجاح كبير، ولكنه أبرز موهبة أداء بيرى كممثلة رئيسية فى الفيلم، بعد أن تم تصميم الدور خصيصا لممثلة سوداء.
والانطلاقة القوية لهالى بيرى جاءت بعد فوزها بجائزة أوسكار عن «مونستر بول» فى عام 2002 لتنهال عليها العروض بعضها جيد وأكثرها ردىء، وأهمها على الإطلاق فيلمها الجديد «سحابة الأطلس».
ومنذ «مونستر بول» اشتهرت بيرى بأدوارها فى أفلام مثل «المرأة القطة» (2004) و«مت فى يوم آخر» (2002)  وهو واحد من أفلام جيمس بوند الشهيرة،  وغيرهما. وفازت الممثلة بعدد من جوائز السينما والتليفزيون منها «جولدن جلوب» و«إيمى».
حتى فى تلك الليلة التى فزت فيها بجائزة الأوسكار، كانت لى مجرد لحظة مهمة فى مشوار حياتى جاءت فى الوقت المناسب. وأنا فى سيارتى فى تلك الليلة، عائدة إلى بيتى، شعرت وكأنى سندريلا. قلت لنفسى: عندما تنتهى هذه الليلة، سأعود راجعة ومذكرة هالى بيرى بحقيقة من تكون. وهذا ما فعلته»∎