السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

التسعينيات بعيون طفلة

التسعينيات بعيون طفلة
التسعينيات بعيون طفلة


التسعينيات بالنسبة لى آخر أعوام  طفولتى، كانت أحلامنا وطموحاتنا محدودة بحكم محدودية عصرنا، مقارنة بأطفال هذه الأيام، أطفال التكنولوجيا والألعاب العبقرية، المحظوظين كثيرًا عنا.
ألعابنا كانت ما بين عرائس وآلات موسيقية، وكان حلمى مثل كثير من أبناء وبنات جيلى، أن نصبح أطباء، مهنة مثالية لمساعدة الآخرين وتخفيف الأعباء، أما الآن عندما تسأل طفلًا ماذا يحب أن يكون، تستمع لمهن غريبة حتى أن أحدهم قال لى يومًا أود أن أكون محافظ البنك المركزى.
أكثر ما كان يميز طفولتى كان مصيف العائلة،  فأسرتى  من الطبقة المتوسطة، التى تحرص سنويًا على قضاء عشرة أيام فى الإسكندرية أو رأس البر أو المعمورة،  نجتمع صباحًا على شاطئ البحر نلعب ونلهو مع أبناء وبنات العائلة.
 وفى فترة الغداء والعشاء تكون سعادة اللمة، والنزهة ليلًا فى (السينمات الصيفى) وتناول الآيس كريم وفطير رأس البر، ولعب الكوتشينة، فمهما كانت أعباء الحياة دائمًا هناك مبلغ على جنب أو جمعية سنوية تخصص  للمصيف.
أبواب الجيران كانت مفتوحة، نزور بعضنا البعض، فالأبواب كانت مفتوحة دون خوف أو حقد أو غيرة.
الأعياد كان لها مكان خاص، فالنقود الجديدة سمة كانت مميزة فى العيد، ولأن والدتى كانت تعمل فى بنك، فإننا كنا نمتلك هذه الأوراق بكثرة ونقوم بتوزيعها على العائلة، أما  أبى فكان يصطحبنا فى رحلة صباحية (لكى نهنئ أقاربنا أولاد عمتى وأعمامى بالعيد)، لم تكن وسائل التواصل الاجتماعى التى تقصر التهانى والهدايا والمشاعر فى مجرد بوست.بل كانت هناك حياة حقيقية مشاعر ومودة.
أتذكر برامج الأطفال والفوازير وأفلام الكارتون لم يكن هناك قنوات كارتون متخصصة، كالموجودة حاليًا، كنت أنتظر برامج الأطفال بشغف خلال الصباح وحتى الثانية عشرة ظهرًا، وكان أكثر ما يزعجنى وقتها هو انقطاع فيلم الكارتون خلال العرض، فالبرامج لم تكن تعرض أفلامًا كاملة وكان البديل هو الفيديو حيث كان يسجل أبى لى بعض أفلام الكارتون لرؤيتها.
(هايدى) هو الفيلم الذى كان دائمًا تحدثنى عنه صديقاتي ممن سافرن للخليج فور سماعهن اسمى ومع سفر والدى كان فيلم هايدى هو هديتى التى طلبتها منه.