السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صلوات غرام ويا حرام تتمحى

صلوات غرام ويا حرام تتمحى
صلوات غرام ويا حرام تتمحى


رباعيات
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايماً سفر
ده البعد ذنب كبير لا يُغتفر
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما بحور
أعدي بحر ألاقي غيره اتحفر
عجبي !!


بعدت وفاته فى الزمن تلاتين سنة..  ياهل ترى الطفل اللى نايم يبتسم، من خلف جدران فى العدد تلاتين سنة..  هو الحزين؟ هو البدين الملتحم؟!
فى منتهى الوداعة والعمق يجىء إنسان، كسؤال متجدد دائمًا عن الموقف الصحيح.. محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى..


صلاح جاهين، أحسن تلميذ فى المدارس طفلًا. والفنان العظيم خالص رجلًا. سئل من أفضل رسامى الكاريكاتير فى رأيك. « أنا كل مااشوف نفسى فى المراية بعرف أن ربنا هو أعظم رسام كاريكاتير »، كان جوابه.
صلاح جاهين الذى عاش طيلة حياته يبحث عن الحب موقنًا أن هناك حبًا شديد الندرة وعظيم جدًا ينتظره... بحث عنه كثيرًا ولم يجده!
أنا عازمك ياحبيبى لما ألاقيك.. على فسحة فى جميع الطرقات..
يا سلام لم لو أعتر فى حبيب.. كنت أرقص من كتر الإعجاب..
الذى أحب الحياة رغم خوفه الشديد منها، امتلأ بالجمال والحزن، لم يكفه كل هذا القدر من الحب ليبدد وحشته فى هذا العالم، ليجيب عن تساؤلاته المتنامية حول ألم الإنسان ووحدته رغم الكثرة والزحام.. عن الغياب رغم كل هذا القدر من الحضور الملفت.. والتمس ابتسامة لا مبالية من مفارقات الضد.. لم يغفر لنفسه يومًا كونه ليس وسيمًا إلى الحد الذى تمنى. لم يحاسب غير نفسه. ولم يكف عن المحاولة. ظل كلما نظر فى المرآة يبحث عن الجمال الذى فَقد..كما ظل يبحث فى الربيع عن أسباب لهذا الكم الهائل من الحزن الكامن فيه، لطالما أربكه الربيع وجماله الطاغى.. دخل الربيع يضحك لقانى حزين.. وايش تعمل الأزهار للميتين.. فضحكات الربيع وسعاداته لا تخفى الحزن ولا أزهاره وجامله يخفى القبح!
شعره رغبة دائمة للخلاص، الخلاص من الحزن، الوحدة، ربما من التشاؤم .. إيه تطلبى يا نفس فوق كل دا، حظك بيضحك وانتى متنكدة!
كيف اختار للمشهد الأخير أن يكون ربيعيًا هكذا.. من بين كل زهور الحديقة اختفى.. أو كما قال «علشانك النهاردة.. الدنيا كارت معايدة.. ملا الربيع أركانها بمليون ألف وردة» وتجئىء ذكرى وفاته كل ربيع لتحييه كل وردة. يقول بهاء جاهين:
ذكراك فى كل ربيع
وكل ربيع فيه الربيع ذكرى
فيه الربيع تعذيب مورستانى
كتابة الشعر، الرسم، التمثيل والغناء ورقص الباليه الذى ظل حلمًا، ممارسة الفن وممارسة الحياة كلعبة
دى لعبة كل الناس، وجميعًا جوا اللعبة
لأ أبدًا دا غلط جدّا، اللعبة اللى جواهم
زى البطيخة واللبة!
والمدهش فيه اندهاشه من كل شىء، ربما ومن دهشته ذاتها أحيانًا.. وإلا فكيف أصبحت كلمة «عجبى» تستدعى حضوره الهائل فى بساطة..!
كل هذا الحب للحياة والتغنى بجمالها لم يخلُ من الغربة فيها.. وكل هذا النداء للموت للخلاص به لم يخلُ من الحزن لفقد الحرية.. أوصيك ياربى لما أموت.. متودنيش الجنة.. للجنة سور
هجرى وهجرى كأنى فوق حصان... وهطير كأنى بأجنحة، لطالما كانت روحه الحُرة القلقة حبيسة لجسده الذى أرقه كثيرًا.. فكيف يتحمل فكرة الحبس مَرّة أخرى فى عالم أكثر رحابة.. ويقول بهاء جاهين:
يارب يكون له فى البعاد جنة
جنة بلا أسوار كما اتمنى
خليه على غصن الشجر عصفور
يشرب فى نهر النور ويصبح نور..
واستدعى هنا أول قصيدة حب كتبتها أمينة لأمين.. أمينة جاهين لأمين حداد.
ولكن من قلبى لصلاح هذه المرة..
بحب الجمال علشانك، ويا للعجب!!
بحبه عشانك، مش أنت عشانه
بحب جنانك ولو مش مكانه
بحب حنانك على كل شىء
وللرقة أسجد لأنك رقيق
بحب الجمال علشانك، ويا للعجب!
بحبك عشان كل ده ومن غير سبب! •