الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أهالى شهداء العمليات الحربية فى سيناء: كانوا لكم حماة وطن، وكانوا لنا وطنًا

أهالى شهداء العمليات الحربية فى سيناء: كانوا لكم حماة وطن، وكانوا لنا وطنًا
أهالى شهداء العمليات الحربية فى سيناء: كانوا لكم حماة وطن، وكانوا لنا وطنًا


«الدم ده دمى.. واللون ده من طينى.. والحضن ده لأمى.. ياعزيز عينى»..شهداؤنا وجع فى القلب، وسام على الصدر، فخر للوطن، هم الملائكة الغائبون عن أعيننا، الحاضرون فى وجداننا، اختاروا الوطن وضحوا بأنفسهم فتُوجوا عند الله شهداء أحياء فى منزلة الأنبياء والصدّيقين. وها نحن فى أعياد تحرير سيناء نبعث لهم بأسمَى آيات الشكر والعرفان، كما أردنا أن يشاركنا ذووهم الذين فضّلوا أن يرسلوا لهم رسائل «حب وفخر»، عسى الله أن يجمعنا بهم ويبلغنا مكانتهم فى يوم من الأيام.

( منسى)
السيدة منار- زوجة الشهيد الأسطورة العقيد أحمد منسى، قوية صابرة، أعدها زوجها لهذه اللحظة، لحظة استشهاده، فلا تتعجبوا فالشهيد كان حلمه منذ اليوم الأول لالتحاقه بالكلية الحربية هو الشهادة، فكان مثَله الأعلى الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى أسطورة الصاعقة المصرية.
قالت: منسى كان رجلاً.. ثابتًا حتى فى اللحظات الأخيرة قبيل استشهاده، وهو يبلغ القيادة ويطلب الدعم، كان فى منتهى الهدوء وهو يقول لرجاله: «اثبتوا يا أبطال وقاتلوا.. الدعم فى الطريق»، رغم أنه فى حرب حقيقية وبيتضرب عليه بكل الأسلحة، حتى بعد التفجير والضرب، حرص هو وزملاؤه الرجال، شالوا جثث الشهداء، كان أسد ومعاه أبطال أسود زيه ومرعوبين منهم التكفيريين.
تختتم منار حديثها قائلة: حاليًا أربى حمزة ابن الشهيد على أن يكون بطلا مثل أبيه، رحم الله أبطال مصر شهداء بلدنا الرجال من ضحوا بحياتهم من أجل مصر وشعبها قلوبنا مع أهلهم، ربى يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة هم عند ربهم أحياء يُرزقون؛ ليت كل شباب مصر مثلهم شهامة وعِزة وقوة وإيمان بالله.
(شبراوى)
ندا حسن- زوجة البطل الشهيد الرائد أحمد شبراوى- بطل المجموعة 103 صاعقة، وزميل الشهيد المنسى، لديها ولد وبنت «عمر وتاين» ولم يتخط أكبرهما 6 سنوات.
تقول: هناك أناس خيروا بين أنفسهم والبلد، فاختاروا البلد واستشهدوا فداء لترابها، زوجى الحبيب منهم، ربنا يقدرنى وأكون قَدّ المسئولية من بعده، وزى ما كان الشهيد بيقول لى دائما: «اللى مالوش أب..ليه رب».. - تحدثت مع الرائد مقاتل «أ. ى-  صديق الشهيد شبراوى» فقال: أحمد طول عمره كان جدع ورجل، استقبلنى لما روحت الكتيبة لأول مَرّة، ورحب بيّا جدا كأنى فى بيته، كنا فى رمضان ولقيته بيقولى: حظك حلو، احنا عازمين الناس كلها على الفطار عندنا فى الكتيبة، كان الله يرحمه خلوقًا كريمًا بشوشًا، ربنا كرمه بالشهادة واحنا هنكمل من بعده المشوار.
يضيف الرائد مقاتل: بعد ما التكفيريين نزلوا الفيديو بتاع موقعة البرث، رأينا كمية الذخيرة اللى ضربوها على بيت راشد اللى كان فيه منسى ورجالته الأبطال بجميع أنواع الأسلحة كانت عامله إزاى! رأينا قوة تفجير جعلت اللى بيصور من مسافة كيلو الأرض بتهتز  بيه و بالكاميرا وإخواتنا الأبطال اللى جوه البيت اللى حصل التفجير فيه، قد إيه كانوا أبطال ما اتهزوش وثبتوا وقاتلوا ساعة ونص.
 رأينا ورغم تفجيرهم الضخم و أسلحتهم الـ 14.5 المضاد للطائرات و الـrbj اللى عمال يرزع ورشاشاتكم الكلاش وبنادقكم اللى مابطلتش ضرب من  أول لحظة لآخر لحظة غير  بمب الهاون الـ 120 ومش عارفين يطلعوا المبنى لحد ما النهار طلع عليهم مع أن بداية الهجوم كان فى الظلام.
يؤكد المقاتل «أ. ح» أن الجميع رأى وعرف قد إيه العسكرى البطل عذب التكفيريين لدرجة أنهم بدأوا يحدفوا عليه قنابل من تحت علشان يطلعوا، وفى النهاية لم يعرفوا، عرفنا أن شبراوى وحسنين ونجم وفراج وكل الأبطال ماتوا رجاله وسلاحهم فى إيديهم فهؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
(يوسف كامل)
كميل كامل- شقيق الشهيد رقيب يوسف كميل الذى استشهد فى سيناء، وهو بالمناسبة كان مجندًا بشرق العوينات.
يقول كميل: أخى يوسف استشهد قبل زواجه من ابنة خالته مباشرة، تمنيت بعد استشهاده أن أذهب إلى سيناء وأكمل رسالته، لكن خدمتى جاءت فى منطقة أخرى.
وأحب أن أقول: إن مصر كانت ومازالت قوية، وعفية ومباركة من قِبَل الله.
دائما ما أدعو الله فى كل صلواتى، وأقول له: يارب ترفع كل حزن، ووجع من كل بيوت أبطالنا الشهداء.
أما عن  رسالتى للرجال فى سيناء، فأقول لهم: الله معكم ويحارب عنكم ضد الإرهاب.. لكم النصر دائمًا لأنه بالفعل سيناء غالية وقطعة عزيزة على أرض مصر.
سألته إن عاد به الزمن، هل من الممكن أن يرسل أخاه مرّة أخرى للشهادة؟، فأجابنى دون تردد: نعم سأرسله، لكن ليس وحده، سأذهب معه لننال الشهادة معًا بعد أن نطهر بلدنا من القتلة الإرهابيين، فهذا وطننا وإن لم ندافع عنه، فمن سيدافع! •