الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الحبروك

الحبروك
الحبروك


إسماعيل الحبروك
الراجل ده مش بس مات بدري من حيث العمر (36 سنة وشهرين)، لكن كمان مات بدري فى الزمن (1961) قبل ما يبقى فيه شوية اهتمام بالمؤلفين والملحنين وهكذا أشياء. ولولا كده مكنش أبدا هـ يقل فى التقدير عن نجوم التأليف وقتها من أول حسين السيد لـ حد أصغر واحد (من غير أسماء).
ولو بصينا على قائمة أعمال الحبروك، اللى اتولد فى دمنهور سنة 1925، تحديدا يوم الاتنين 5 يناير، هـ نتخض من كتر الأغانى المشهورة والمميزة: يا أغلى اسم فـ الوجود، يا جمال يا حبيب الملايين، تخونوه، كل شيء راح وانقضى لـ نجاة، يا فايتنى فـ حيرة كارم محمود، وكده يعني.
ومع حياته القصيرة، عمل كل حاجة تقريبا، كان طالبًا فـ حقوق الإسكندرية، ومن سنة أولى بدأ يراسل روزاليوسف، فـ تنشر له شعرًا وقصة ومقالات وخلافه. وكان مالى الدنيا فـ الكلية، وزعيم طلابي، وقائد مظاهرات، وفيها حب بنت من كلية علوم، واتجوزها وخلف منها ولاده منهم حسين الحبروك الصحفى فى الأهرام.
أول ما خلص كلية نزل على روزاليوسف، عينوه، وكتب فيها وفـ غيرها، وله مقالات شديدة التقدمية والاستنارة خصوصًا فى ملف المرأة والمساواة مع الرجل. ويدوب حط رجله فـ روزا، طلع ع الإذاعة، كان فهمى عمر (زميله فـ الكلية) اشتغل فيها، وبـ يعمل حاجة اسمها مجلة الهواء، قدمه فيها، فاعتمدوه مؤلفًا، وأغانيه للإذاعة وصلت حوالى 80 أغنية.
واللافت إنه اترقى فـ عالم الصحافة سريع سريع، اتعين فـ روزا وبعدين فـ الأهرام، ثم رئيس تحرير جرنان الشعب، وأخيرًا رئيس تحرير الجمهورية حتة واحدة. وفى السينما عمل أغانى فـ 8 أفلام، وكتب سيناريو وحوار لـ فيلم اسمه ليالى الحب، وخدوا منه قصتين حولوها لأعمال درامية بعد وفاته.
لما عمل يا أغلى اسم فى الوجود، وغنتها نجاح سلام، عبدالناصر عجبته الغنوة، فـ راح مدى نجاح سلام الجنسية المصرية، وادى إسماعيل جايزة الدولة التشجيعية، وكان لسه عنده 31 سنة، فـ طبعا ده خلى مطربين كتير يحبوا يغنوا أعماله.
النقلة فى عالم الأغاني، لما كتب غنوة »تخونوه« واداها لـ بليغ حمدى يلحنها، علشان تغنيها ليلى مراد، فـ سمعها حليم، طلبها من بليغ، بليغ رفض، وحصلت فـ الأمور أمور، وفـ الآخر بليغ اتفاجئ إن ليلة مراد بـ تقول له إنها مش هـ تغنى الغنوة، اديها لـ عبدالحليم، وفيه أساطير اتقالت مش موضوعنا دلوقتى، بس واضح إن شاعرنا أمه قالت له: روح يا ابنى، يجعل لك فـ كل خطوة نقلة.
على مستوى تانى، إسماعيل الحبروك واخد عدد من الجوايز غريب إن شخص واحد ياخدها، من كتر ما هى متنوعة: أحسن أغنية، أحسن مقال، جايزة القصة من إذاعة لندن، جايزة النجمة الذهبية من المغرب، ده غير جايزة الدولة التشجيعية اللى اتكلمنا عنها من شوية.
سنة 1960، عز الدين ذوالفقار كان بـ يعمل فيلم »الشموع السودا«، ولما نقول عز الدين ذوالفقار، فـ إحنا بـ نتكلم عن إن كل واحد اشترك فـ الفيلم كان من الصف الأول فـ مجاله، ذو الفقار اختار تلات أغانى لعبدالوهاب والموجى وبليغ، وغنوة بليغ كانت من كلمات الحبروك، وبقت أهم علامات الغنوة : »وحياة اللى فات«، ومطلعها: كل شىء راح وانقضى، وكانت آخر حاجة يعملها قبل ما يتوفى يوم الخميس 16 مارس 1961، قبل ما يكمل 37 سنة، وفات وراه تاريخ كبير فى عمر قصير.
وحدووووه