الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البورسعيدية المدبرة.. زينب صبحى

البورسعيدية المدبرة.. زينب صبحى
البورسعيدية المدبرة.. زينب صبحى


مستشار محمد حامد الجمل
ولدت المرحومة أمى الحبيبة فى مدينة بورسعيد بحى العرب وقد توفيت بالقاهرة بعد أن بلغ سنها السبعين عاما وقد كانت سيدة ورعة ومتدينة تقيم الصلاة بانتظام وتأمل أن تؤدى العمرة  أو الحج،
 وكانت عميقة الحب وشديدة الاهتمام بأولادها وقد كانوا اثنين فقط أنا الأكبر فيهما والثانى الدكتور رضا وقد تعلمت أنا بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية والثانوية ثم بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتعلم أخى فى مدرسة الليسيه فرانسيه بمصر الجديدة ثم فى كلية الألسن بجامعة عين شمس وقد توفى أخى رضا الأستاذ بكلية الألسن فى سن الخمسين بعد عملية فى القلب المفتوح!! وقد كانت المرحومة والدتى تتولى كل المسئوليات والأعمال اللازمة لحياة العائلة بنفسها وقد كانت تربى فى جانب من شرفة الشقة التى تسكنها فى مصر الجديدة الفراخ والأرانب والبط وكانت تشترى بنفسها من سوق مصر الجديدة يوميا كل احتياجات العائلة من الغذاء وغيره كما كانت أمى تصنع الحلويات بأنواعها ومن بينها الكعك والبسكويت والمربى فى الأعياد والمناسبات وقد كانت المرحومة والدتى بالإضافة إلى الأعمال المنزلية المعتادة تهوى التفصيل وخياطة الملابس فى أوقات فراغها من الأعباء المنزلية الأخرى وكانت تقوم أيضا بالخياطة لى ولأخى وأبى وقد كانت تسهر حتى الفجر فى الأسابيع التى تسبق الامتحانات الخاصة بى مع شقيقى وكانت تقوم خلال السهر بكل الخدمات والرعاية الخاصة بنا من طعام وشراب وغيره وكانت لا تنام إلا بعد أن أنتهى وأخى المرحوم رضا من المذاكرة ولذلك كنت أنا وأخى من المتفوقين فى جميع مراحل التعليم بفضل رعاية أمنا لنا واجتهادنا وقد كنت أنا من الخمسة الأوائل فى كلية الحقوق 1953 ولم تقم أمى أبدا بتعنيفنا أو ضربنا على الإطلاق، بل كانت تعتمد على العتاب والنصيحة إذا ما وقع خطأ من أحدنا وكانت تشجعنا على صداقة المجتهدين من زملائنا بالمدرسة كما كانت تهتم بإكرام أصدقائنا عند زيارتهم لنا وكنا نقضى شهرا على الأقل كل سنة بعد الامتحانات فى بورسعيد مع جدتى لأمى وخيلاتى وكانت أمى تحسن الاقتصاد من مصروف المنزل واشترت لى ولأخى ساعة وعجلة هوائية فى مناسبة نجاحنا بتفوق فى الابتدائية والثانوية العامة وكانت أمى وأبى يحتفلان بعيد ميلادى وميلاد أخى المرحوم رضا كل سنة مع تقديم الهدايا لكل منا لتشجيعنا على المذاكرة والنجاح بتفوق وقد كنت أنا وشقيقى المرحوم د. رضا نحب أمى كثيرا ونحب أبى كذلك وقد كان يعمل مدرسا بمدرسة الصناعات الزخرفية ببولاق، وكان فى ذات الوقت يدير ويملك معرضا للموبيليات التى يشتريها من بلده دمياط. •