ولاد الذوات

إمتى بـ نعتبر إن التاريخ دا
هو تاريخ إصدار الفيلم الفلاني؟
فيه مدرستين
أوروبا تقول لك:
العبرة بـ وجود نسخة من الفيلم
أول ما نقول
معانا فيلم كذا
بقى فيه فى الوجود فيلم كذا
حتى لو ما اتعرضش تجاريا
أو اتأخر عرضه
أو ما اتعرضش
العبرة بـ «الوجود»
الأمريكان قال لا: نو حبيبى
الكورة إجوان
والجون إن الفيلم يتعرض
فـ تاريخ الفيلم
هو تاريخ أول عرض ليه
ولو ما اتعرضش
يبقى أصلا مفيش فيلم
والله النظرة الأوروبية وجيهة
والأمريكية وجيهة
ولو عايز رأيى أنا
إذا كان يهمك رأيى أنا
إنه كل حاجة وليها حاجة
ليه لازم يبقى فيه تاريخ واحد؟
حسب إحنا بـ نتكلم عن إيه،
نقول تاريخه
دا لو عارفين التاريخ دا
ماشى
لو مشينا على سنة القارة العجوز
يبقى أول فيلم مصرى ناطق هو «أنشودة الفؤاد»
ودا له كلام بعدين
ولو مشينا على سنة العم سام
يبقى السينما المصرية
نطقت أول مرة من 86 سنة
تحديدا الساعة ستة مساء يوم 14 مارس 1932
لما اتعرض فيلم «ولاد الذوات»
اللي يوسف وهبى قال فيه جملته الخالدة:
يا امرأة الكل يا مزبلة التاريخ
الجملة دى قالها لـ مراته
لما اكتشف إنها بـ تخونه
حوار تخيلى
فى الخمسينيات
لما حبوا يغيروا النشيد الوطنى لـ مصر
عملوا مسابقة لـ اللي يعمل النشيد الجديد
اتقدم لها الكبارات فى المزيكا والكلام
وبعد مشاورات ومداولات
كان النشيد اللى كسب
هو نشيد «الله أكبر فوق كيد المعتدى»
من ألحان محمود الشريف
لكنه ما بقاش النشيد
لـ إن عبد الناصر قرر إنهم يستعينوا
بـ أغنية لـ أم كلثوم
لـ حد هنا «معلومات»
حاجات حصلت
إنما اللى جى خيال محض
وهزار يا ريت ما يخليش حد يقفش
لما راحوا يودوا النتيجة لـ عبد الناصر
عشان يعتمدها
حصل المشهد التالي بينه وبين سامى شرف
ناصر:
إيه دا؟
شرف:
سيادتك دى نتيجة المسابقة
اللى عملناها بـ أوامر من سيادتك
علشان نختار النشيد الوطنى
ناصر:
اسمه القومى يا سامى
القومى
لما أنت تقول الوطنى
مين يعلم الشعب المعلم الكلمة الجديدة؟
شرف:
ما تآخذنيش سيادتك يا أفندم
لسه بـ نتعلم من سيادتك
ناصر
(ينظر بـ تمعن لـ الأوراق
ثم ينفث دخان سيجارته
ويتكلم دون أن ينظر لـ سامي)
إيه الكلام الفارغ دا؟
ما خدتوش ليه حاجة لـ أم كلثوم
شرف:
سيادتك أم كلثوم ما اتقدمتش بـ حاجة
وبعدين هي لا مؤلفة ولا ملحنة
ناصر (بـ هدوء قاتل):
مش لازم في كل حاجة
أقول لك اتصرف يا سامى
سامى (يرتعد)
تمام سيادتك
ناخد لها مثلا «سيادتك عمرى»
ناصر (يضحك)
«إنت عمرى» يا سامى
اتعملت سنة 64
واحنا لسه في الخمسينيات
إنت هـ تعمل زي المسلسلات
اللي بـ يستخسروا يجيبوا باحثين
يظبطوا الحاجات دي؟
سامى (يحاول النطق مرتبكا
لكنه لا يستطيع الكلام)
ناصر:
خدوا والله زمان يا سلاحى
سامى (تنفرج أساريره ويتنفس الصعداء)
يا سلام يا أفندم
يا سلام
من غير سيادتك مش متخيل ممكن نعمل إيه
ناصر (ينظر بـ دهاء لـ سامي)
علشان كدا يا سامى
مش ممكن آمن لـ حد تانى ع البلد
خد الورق دا
واعمل اللازم
شرف (بـ تحرج)
لكن سيادتك بـ النسبة لـ اللى كسبوا
نعمل معاهم إيه؟
نعتقلهم سيادتك؟
ناصر:
لا يا سامى
إحنا مش بـ نعتقل المثقفين
احنا بـ ندعو لـ الحرية
راضوهم بـ أى حاجة
وشوفوا أى بلد
ادوها النشيد دا يبقى نشيدها القومى
شرف:
تمام سيادتك
ينصرف شرف
بعد أداء التحية العسكرية
وينظر لـ الملف ويقرأ
الله أكبر
تأليف عبد الله شمس الدين
ألحان: محمود الشريف
ويستمر فى القراءة
وهو ينصرف بـ بطء
قطع
صدفة!
يالها من مصادفة عجيبة!
كل الكتاب الموضوعين
يقدمون رأيا مطابقا تماما لرأيى
أما من يكتبون لهوى فى أنفسهم
فهم دائما من المعسكر الآخر
الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله
قالها حتى ابتلت لحيته
عصر التوحش
فى العصر البدائي الثالث،
وصلت البشرية درجة من الانحطاط والتوحش
أن الحكومات
صنعت طريقا دائريا حول المدن
كان المارة يقضون الساعات
عالقين فيها دون رحمة
من كتابى
«العصور البدائية
الجزء الثالث.. الهمجية الأنيقة»
معرض الكتاب لعام
بيب بيب أهلي
يا إخوانا
لازم حد تانى غير الأهلى
يكسب الدوري السنة الجاية
عشان الأمور تتوزن شوية
ونرجع تاني لـ الوضع الطبيعى
الأهلى ضعف كل الأندية كلها
أصل كدا قلوا عن النص
وحاجة عيب الصراحة
وبـ المناسبة
فى الصيف
بـ أبص على قايمة الأهلى
وفى يناير
بـ أبص بصة تانية
اللى موجود فى القايمة دى
هو لاعب الأهلى
أى لاعب تانى
أى لاعب
هو لاعب فى نادى تانى
ربنا يوفقه
أو ما يوفقوش هو حر
إنما أنا ماليش فيه.•