الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية: عادت مصر لموقعها دوليًا بعد عودتها لأفريقيا

رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية: عادت مصر لموقعها دوليًا بعد عودتها لأفريقيا
رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية: عادت مصر لموقعها دوليًا بعد عودتها لأفريقيا


تراب، رياح، أمطار، طقس غير مستقر.. هذه هى أولى الكلمات التى تسمعها قبل بداية يومك حتى قبل أن تقابل زملاءك فى العمل لتقول لهم: «صباح الخير»، ووراء هذه المعلومات التى تحدد شكل يومك هناك هيئة كبيرة بأقسامها، وإداراتها، وبموظفيها، مهمتهم التنبؤ بالأرصاد الجوية..
خلال السطور القادمة سنحاول أن نحلق مع كابتن هذه المنظومة ونعرف منه كل التفاصيل عن هيئة الأرصاد الجوية الدكتور أحمد عبد العال.. خاصة مع الاحتفال باليوم العالمى للأرصاد الجوية، حيث تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ومرافق الأرصاد الجوية فى جميع أنحاء العالم باليوم العالمى للأرصاد الجوية فى ٢٣ من مارس كل عام .
• حدثنا عن الهيئة.. منذ متى بدأت؟ وكيفية عملها؟
-الدكتور أحمد عبد العال : نحن أقدم هيئة فى مصر.. عندنا ١٧٦محطة فى كل مكان فى مصر، وبكل مطار محطة تقيس عناصر الرصد الجوى من رياح، واتجاه، وسرعة، ومستوى رؤية، وكمية السحب، ونوعها، وارتفاعها،والحرارة،والضغط، والرصدة تكون كل ساعة ومع سوء الأحوال الجوية ممكن كل ربع أو نص ساعة، حسب حالة الجو.
وهناك محطات أخرى تقيس نسبة الإشعاع الشمسى، والتلوث، والأوزون، وتتم الرصدة على رأس الساعة من قبلها بـ١٠ دقائق تُجمع فى هيئة الأرصاد. ثم نبعث بها للإذاعة والإعلام، ودوليًا على رأس الساعة يوجد ما يسمى ببنك معلومات الأرصاد، ويوجد فى أفريقيا فى ثلاثة أماكن، جنوب أفريقيا، ونيجيريا، والجزائر، أنا أمد هذا البنك بالمعلومات عن الأرصاد ويرد بإرصادات العالم كله.
عودة لأفريقيا ولموقعنا الذى نستحقه
•ما وضع مصر بين العالم فى مجال التنبؤ بالأرصاد الجوية؟
-مصر عادت لوضعها القوى الذى فقدته منذ السبعينات .. حيث كنا نتقلد منصب الرئاسة للمنظمة العالمية من ١٩٧٠ إلى ١٩٧٨، وكان الأمين العام الدكتور فتحى طه، ثم حدث التراجع بسبب أولًا: ابتعادنا عن أفريقيا، فأعضاء المنظمة من أفريقيا ٥٧دولة، والبعد عنهم ليس بالقليل، وبالبعد حدث انفصال إقليمى، وبالتالى مناخى، وعند دخول الانتخابات فى المنظمة الدولية أنت لا تضمن أفريقيا وهى قارتك!! فكيف بباقى الدول؟ وثانيًا لأننا لم نأخذ بأيدى الشباب ونضعهم على الطريق فى الفترات السابقة، فعندما يتولى أحدنا منصب رئيس الهيئة وعمره ٥٨ أو  ٥٩ سنة لن يلحق أن يعمل أي شىء للمنظمة، لكن لو شاب يستمر ويدعم علاقاته ويكمل ما بدأه من قبله ويخطو خطوة يكملها من بعده..
والحمدلله فى الفترة التى توليت فيها رئاسة الهيئة من ٢٠١٤، استطعت أن أكون حاليًا رئيس اللجنة الدائمة للأرصاد الجوية للدول العربية، وهو ما يسمى برئيس الأرصاد العربية، وهذه أول خطوة، وهو مركز فقدناه  من ١٩٩٨.
ثم على المستوى الأفريقى عملنا علاقة قوية جدًا، وفيما يسمى بمجلس الوزراء الأفارقة المعنيين بالأرصاد الجوية حصلنا على مركز النائب الأول لهذه اللجنة، لأن الرئيس يكون من الدولة المستضيفة للمؤتمر.
والأكثر من ذلك وافقت المنظمة الدولية للارصاد الجوية أن هذه السنة ستكون مصر الدولة المستضيفة للمركز الإقليمى الأول للأرصاد الجوية وسيعقد اجتماع الأرصاد الجوية فى مصر لأول مرة آخر هذا العام، وقد حضرته فى الرأس الأخضر المرة الماضية، وافتتحه رئيس الجمهورية، والوزير المعنى بالأرصاد هناك، وكان مستمرًا معنا فى الفعاليات.. وهو مؤتمر مهول من ٥٧ دولة أفريقية، ورئيس الأرصاد، وبعده بيومين سيقام اجتماع مجلس الوزراء الأفارقة المعنيين بالأرصاد الجوية وسيقام أيضًا فى مصر فى نفس الفترة.
كذلك المنظمة الدولية للأرصاد الجوية اختارت مصر كعضو فى المجلس التنفيذى، ومعنى أن يتم اختيار مصر ضمن ٢٧دولة هي أعضاء المجلس التنفيذى، من بين ١٩٦ عضوًا فى المنظمة لهو دليل على قوة وضع مصر وقدرتها ومن خلال المجلس التنفيذى مصر عضو فى وضع الخطة الاستراتيجية للمنظمة ٢٠٣٠، فالأرصاد الجوية المصرية أخذت وضعها على المستوى العالمى والإقليمى العربى.. «بنروح المنظمة وكلنا فخر، بنمثل مصر، ولما مصر بتقول رأى كل من يجلس آذان صاغية لمصر. وعندما سيأتى موتمر الاتحاد الإقليمى الأول الذى سيقام آخر هذه السنة خدمة للسياحة «احسبى السائحين القادمين» على الأقل عدد ٢٠٠شخص من أفريقيا ومن المنظمة  فهو حدث مهول يوجه النظر العالم لنا.
 الشباب ثم الشباب
•ماذا عن تدريب الشباب فى الهيئة؟
-عندنا علماء شباب على مستوى العالم فى مجال الأرصاد، واشتركنا فى بروتوكولات وأبحاث مع علماء فى الصين، واليابان، وأمريكا، وأنا مؤمن بأن الموارد البشرية هى أقوى ما لدينا، واعترفت بنا المنظمة الدولية كمركز إقليمى للتدريب، فأصبحت مصر مسئولة عن التدريب فى أفريقيا (الدول الناطقة بالإنجليزية) والشرق الأوسط، فى مجال الأرصاد الجوية وهذا يرجع لوضعنا القوي،
• وما أهم المشاكل التى تواجهكم فى المنظمة العالمية للأرصاد؟
- مشكلة انسحاب أمريكا من لجنة التغيرات المناخية، وهنا أحب أن أشير إلى أن انسحابها ليس لعدم اعترافها بحدوث التغيرات المناخية، لكن القصة أنها لا تريد دفع أموال!! فهذه هى عقلية المقاول ترامب .. وانسحابها أحدث ضغطًا ماديًا.. فأصبحنا نفكر بأن ندخل القطاع الخاص ونشرك المجتمع المدنى فى المنظمة لنخف عن ميزانية الدولة».
خريطة تفاعلية
• وماذا عن رسم خريطة لاتجاه الرياح والأتربة للمدن الجديدة؟
-«هناك بالفعل بروتوكول لرسم خريطة تفاعلية بمشاركة هيئة الأرصاد مع القوات المسلحة ووزارتي البيئة والطيران المدنى،  لمصر كلها وسنبدأها بالمدن الجديدة».
• ما سر التغيرات المناخية الصارخة فى مصر.. من شدة الحرارة، لشدة البرودة، والرياح الترابية المفاجئة التى نتعرض لها؟
-«التغيرات المناخية أثرت على العالم كله ومنه مصر .. ولشرح ذلك فإن الأرض تمتص حرارة الشمس طول اليوم، وليلًا تطرد الأشعة الضارة إلى الفضاء.. اليوم، الإنسان استخدم مشتقات البترول والفحم بكميات غير عادية منذ الثورة الصناعية الحادثة، فأحدث ما يسمى بغلاف حول الكرة من الملوثات، فلا تخرج هذه الأشعة الضارة للفضاء وتعود للأرض تمتصها، ودرجة حرارتها تزيد بسبب هذا الغلاف، هذا هو التغير المناخى، تبدأ فى أماكن تسبب  السيول وأماكن تسبب فيها جفاف، أو عواصف ترابية أو رملية وإعصار يقضى على ولاية فى أمريكا بالكامل.
والخطة الاستراتيجية ٢٠٣٠ التى تضعها الهيئة العالمية بناء على إحساس العالم بذلك وبخطورة التغيرات المناخية،  ولم تنشق أى دولة عن اتفاقية باريس.. ما عدا أمريكا عندما جاء ترامب».
 •ما أهم التغيرات المناخية التى ستشهدها البلاد خلال الفترة القادمة؟
-«كل فصل له سماته فقبل بداية الفصل بـ١٥يومًا نرسل للوزارات والمحافظات ومجلس الوزراء سمات هذا الفصل لتحذر من قبلها بفترة، فالخريف نحذر لو هناك سيول قبلها بـ١٥يومًا فهو فصل السيول ليتم تأمين خرارات السيول أو إخلائها من السكان، ويعاد التحذير قبلها بـ ٧٢ ساعة أيضًا».
•إذا كان يتم التحذير فلماذا نرى الأزمات التى تحدث كما حدث فى الإسكندرية منذ عامين؟
-«الطبيعة لا يوجد أحد يستطيع أن يقف أمامها مهما فعلنا واستعددنا، أمريكا بأموالها  لا تستطيع أن  توقف الإعصار. فى مصر السيول مثل ماحدث فى رأس غارب نزل ١٢٠ مليون متر مكعب ماء من على جبل بسرعة كبيرة لا يستطيع أحد أن يقف أمامها وما حدث فى الإسكندرية من عامين كان بفعل فاعل ورأيته بعيني، البلاعات كانت فيها شكائر أسمنت تأتى المياه فتسدها تمامًا».
•وماذا عن خططكم للمستقبل؟
-«أول مرة منذ إنشاء الأرصاد الجوية تُبدى الحكومة، وعلى رأسها فخامة الرئيس هذا الاهتمام بالهيئة، والدليل أننا لدينا كل الأجهزة المتطورة فى العالم إلا رادار الطقس، ليس عندنا فى مصر، ويُستخدم فى السيول.. يخبرنا بيانات السحابة، ما كمية المياه التى ستسقط منها، وأين.. ومتى؟ بدلًا من أن أقول احتمال سيول على سلاسل البحر الأحمر، وهى سلاسل طويلة .. سنقول المكان على خط طول وعرض كذا.
عرضت الموضوع على وزير الطيران المدنى، وقابلنا رئيس الوزراء وعرضه نفس اليوم على رئيس الجمهورية، اليوم التالى صدق عليه رئيس الجمهورية ووافق على مئة مليون جنيه لتطوير الأرصاد الجوية بالاشتراك مع القوات المسلحة لوجود الرادارات.. طبعًا لم يحدث  هذا الاهتمام قبل. والأهم.. أثناء المناقصة العالمية حدث تحرير سعر الصرف، فالمئة مليون التى كنا نشترى بها خمس رادارات نحتاج عليها ٨٢ مليونًا إضافية.. فصدق عليها الرئيس.
تمت المناقصة، وستبدأ الشركات التى رست عليها العمل وهما شركتان أمريكيتان العمل..فالشكر واجب لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الطيران المدنى، والحكومة على هذا الاهتمام غير المسبوق بالأرصاد.. وأشكر الإعلام الذى أوصلنا للناس، وأصبحوا يسمعوننا قبل الذهاب لعملهم.
•وماذا عن الأبليكيشن على الموبايل الذى يتنبأ بالطقس.. هل لكم علاقة بها؟ وما مدى صحة توقعاتها؟
-لا.. الأبليكيشن ليست لنا علاقة به، ولو أخطأ من سيحاسبه؟ لكن الهيئة هنا كلٌ يعرف عمله، ومن يخطئ يحاسب، وليس لنا حساب على الفيس بوك أو تويتر،الويب سايت الوحيد لنا هو www.ema.gov.eg.
•كانت لك مشاركة فعالة فى مبادرة مؤسسة روزاليوسف «سلامتك أولاً» للحد من حوادث الطرق ..حدثنا عن علاقة الحوادث بالأرصاد الجوية؟
-«٩٠٪‏ من الحوادث إن لم يكن أكثر بسبب حالة الطقس، الشبورة، العواصف الترابية مع السرعة فى ظل انخفاض رؤية مصيبة كبيرة، وللأسف لا يعيها الكثيرون خاصة الميكروباصات، لذلك يجب أن نفهمهم  خطورة الاستخفاف وعدم الحرص على حياتهم وحياة الآخرين، وهناك تجربة دائمًا أطرحها عليهم إذا كنت فى بيتك الذى تحفظ كل مكان فيه وقمت بتغمية عينيك ألن تصطدم فى شىء؟!! فما بالك بالشارع مع انعدام الرؤية لظروف الطقس، مع القيادة السريعة.. حادثة مؤكدة». •