الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حرب بناء مصر الجديدة

حرب بناء مصر الجديدة
حرب بناء مصر الجديدة


أيام وتعلن مصر انتصارها فى حرب سيناء 2018. بعد أن سحق الجيش المصرى كل عناصر الإرهاب الموجودة على أرض سيناء. ولأن الدولة المصرية القوية لديها الخبرة والإرادة والخطط والاستراتيجية، ولديها رجال وضعوا الخطط واتخذوا القرار. فإن الحرب هى الخطوة الأولى فى الاستراتيجية المستقبلية لمصر.
الحرب من أجل التطهير ثم البناء وحصاد مكاسب الحرب والبناء. فالحرب ليست مسألة أسلحة وذخائر، وإنما الحرب مسألة فهم واستيعاب تصنعهما تجارب ميادين القتال بالدرجة الأولى. هناك علم ضرورى، وهناك مران لازم، وهناك أسلحة وذخائر، وهناك جنود، وهناك حاجة لقيادات قادرة على تصور ووضع الخطط على مستوى ميدان القتال وعلى المستوى الاستراتيجى الأوسع، وهو متوفر بالفعل فى الجيش المصرى. فلديه العلم والمران والسلاح والذخيرة والبشر، ولديه خرائط رسمت عليها أسهم ممتدة أو ملتفة، ووضعت دوائر حمراء على مناطق العمليات، ووضعت الأولويات، لكن فكرة استيعاب الحرب لدى كثيرين قضية أعقد. فهم لا يعرفون أن الحرب وفنونها والغرض منها هو عملية لا تنزل على الجيوش من السماء فجأة، ولا تتلقى مفاتيحها من الكتب مرة واحدة، وإنما فكرة الحرب حياة طويلة مع التجارب والتراكم، فقد كان الجيش فى حرب حقيقية منذ أن تولى الإخوان الفاشيست الحكم فى البلاد. كان الجيش يحارب على جميع الجبهات، حرب بالداخل لحماية الشعب من إرهاب الإخوان، وحرب فى سيناء دفاعًا عن الأرض، وكانت العناصر الإرهابية هدفها تشتيت الجيش بعمليات خاطفة وغادرة، قام بمراقبتها وتتبعها وقام بجس النبض وبتجارب ميدانية حتى استوعبها جميعًا وقام بحربه الشاملة فى التوقيت الذى حدده هو. وبالاستعداد العسكري والمخابراتي والمعلوماتي والنفسي والاستراتيجي. وذلك ما حدث فى مجتمعات أخرى. فالجيوش الأوروبية مثلًا خاضت فى بلادها وحول حدودها وفى القارة وفى المستعمرات عشرات الحروب حتى ظهرت جيوش مثل جيش (فردريك الأكبر) وجيش نابليون وجيش بسمارك وجيش هيج وجيش هتلر وجيش ماوتسى تونج فى الصين، وجيوش ماريشلات وجنرالات من طراز ووزن جوكوف وروميل ومونتجمرى وباتون وجياب وأيزنهاور وغيرهم. كلها تجارب جيوش حققت أنواعًا مختلفة من النصر. أو الدفاع عن أراضيها. ولأن الجيش المصري له تاريخ طويل فى المعارك كانت حرب سيناء حصيلة تجارب كبيرة ممتدة عبر تاريخ عسكرى طويل؛ شريف ونبيل، وفى الخطة التالية ما بعد النصر هناك حرب أخرى لكنها ليست بالأسلحة والذخائر بل حرب البناء والتعمير. وهناك خطط اقتصادية جاهزة لتنمية تلك الأرض المقدسة، وهناك مصالح دولية من خلال مشاريع اقتصادية وسياسية ستنفذ على أرض سيناء، ومن مصلحتها أن ينتهى الإرهاب تمامًا من أرض سيناء. وتضغط على الدول الممولة للإرهاب حفاظًا على مصالحها، أمامنا طريق طويل صعب ومعقد، ويحتاج صبرًا، لكن رجال الدولة ورجال جيشها لديهم الإرادة وحسن الإدارة والعزيمة لبناء مصر الجديدة.