الأحد 1 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نعيمة عجمى.. جائزة فى السهل الممتنع!

نعيمة عجمى.. جائزة فى السهل الممتنع!
نعيمة عجمى.. جائزة فى السهل الممتنع!


بين النصوص الدرامية والألوان تعيش حياتها، الممتلئة بالخيال والفن. البحث والدراسة أفضل أوقاتها. تقرأ، وتفكر.. تعيش أوقاتًا هادئة للتأمل والتعلم. ثم تبدأ فى الرسم والتلوين على إيقاع نغمات فيروزية.. ابنة البهجة والدهشة.. نعيمة عجمى.

فنانة متميزة ليست بحاجة للتظاهر بالغرائبية كتعبير عن العبقرية الفنية، ومحاولات الابتعاد عن النمطية خشية الاتصاف بها. هى حالة شديدة الندرة تشبهنا جميعًا، ولا تكاد تميزها من فرط تواضعها وبساطتها مع ذاتها ومحيطها الإنسانى المتنوع.. إنه السهل الممتنع الذى يُحكى عنه!
نعيمة عجمى، فنانة تشكيلية، مهندسة ديكور، ومصممة أزياء للمسرح. من أهم أعمالها، التى تجاوزت سبعين عملاً مسرحياً بين ديكورات وأزياء..  ليلة من ألف ليلة، أهلاً يابكوات، وبحلم يامصر، مخدة الكحل، الطوق والإسورة، رجل القلعة، يامسافر وحدك، هاملت، بلقيس، وغيرها الكثير..
 ولها الآن على خشبة المسرح القومى مسرحية «اضحك لما تموت» شاركت فى العديد من المعارض الدولية لمصممى السينوغرافيا. وجائزة أحسن مصممة أزياء من المهرجان القومى للمسرح ٢٠١٤.
المسرح أشبعنى
«سألغى المسافة بينى وبين الطفولة، وأرسم فوق الجدار، سنابل حب صغيرة، سألغى الحروف وألغى الكلام، وألهو»..
«رغم رغبة والديّ فى دراستى للطب، اخترت الفن والسعادة التى يمنحها لعالمى. ورغم خططى لأكون مهندسة ديكور وبعد دراستى له، اخترت المسرح لأنه أشبع خيالي».
فى أعماقها تجلس لتتأمل العالم. يجذبها الجمال كالضوء حين يسترق الفراشة، ضوء الاكتشاف فى رحلة التفاصيل. تتحول إلى طفلة شغوفة مبتهجة ومتفاعلة مع الموهبة حد التحليق. تجرب وتعمل كأنها تمارس ألعابها المفضلة فى فضاء من الحرية.. لاتمل ولا ينطفئ حماسها  «أراقب الشجر وألوان الورد وتشكيلات الطبيعة، أشعر باقترابى من الله، باقترابى من الفن لأنه الفنان الأول الذى أبدع كل جميل».
سيدة اللون الأزرق
تنظر لى والتماعة فى عينيها تفتح نافذتين على قلبها ويطير سربٌ من الكائنات إلى قلبى، أتساءلُ كيف مرّ الزمن على هذه السيدة وماتزال دهشتها الطفولية ورقتها رغم قسوة هذا العالم؟!
«لديّ أمانة مع ذاتى ومع الله، أن أحافظ على طبيعتى التى أحبها وتريحنى. فلا أسمح لنفسى برؤية أى قبح، أبتعد فوراً، ولا أتحمل القلق أحب أن يملأ السلام وقتى لأفكر فى الفن.. أتعلم كل يوم جديدًا وتكمن سعادتى فى العمل».
تتضح قدرتها فى التعامل مع الألوان بعفوية ورهافة، مع حساسية للشكل والضوء، مؤكدة حبها لما تقع عليه عيناها من المشهد والمعنى.
تعمل فى صمتٍ وصبرٍ أمومى، بشغف طفلة لا تكفّ عن الاستكشاف والتجريب «أقضى ساعات وساعات فى البحث والدراسة، للاستعداد إلى عمل ما، أو فى أوقات الفراغ، فهو الشىء الممتع والباعث للسعادة فى حياتى، رؤية وتأمل الألوان فى كل العصور والبلدان-فى الكتب والمتاحف والفضاءات الرقمية أو البحث الالكترونى-يثرى فضائى المعرفى، ويملأ عالمى. فى حياتها فترتان مسرحيتان كبيرتان «مسرح الطليعة والمسرح القومي» رغم عملها بمختلف المسارح.
عالمها فنى بامتياز، «تزوجت من زميلى، الفنان حسن فؤاد الفنان الأروع. وربما ما جذبنى إليه منذ البداية تميزه الفنى ومهارته. فقد كنت أجلس وأراقب عمله بالساعات منبهرة بقدراته الفائقة، أستمتع وأتعلم منه ومعه.. عشنا صديقين، شجاراتنا قليلة وسرعان ما تنتهى ونعود لصفائنا الأول، هكذا وأصبح أولادى فنانين بطبيعة الحال يمارسون الرسم والعزف».
تفضل بين الألوان، الأزرق، وكم يشبهها فى صفائه، ورحابته، وهدوئه ووقاره الشديد. •