على غرار «المرعبين المحدودة»: «شركة» المعلمين المحدودة.. السنتر سابقًا

شيماء قنصوة وريشة الفنان عمرو الصاوي
السنتر ليس فصلًا دراسيًّا فقط.. السنتر أنواع ومستويات.. يختلف نوع السنتر حسب المحافظة والمنطقة، وعدد الطلاب، وبالتالى سعر الحصة، والخدمات والأشياء الأخرى.
أنواع السنتر
السنتر العام هو الأقل سعرًا والأكثر فى عدد الطلاب، قاعة الدرس بها ما يقرب من 400 طالب، ويتراوح سعر الحصة بين 35 و 50 جنيهًا حسب المادة.
والسنتر المتوسط يكون فى نفس حجم القاعة تقريبًا، ولكن ينخفض عدد الطلاب للنصف، ويزداد سعر الحصة للضعف.
أما السنتر الخاص فهو أشبه بالدرس الخصوصى فى المنزل، حيث يتوسط المدرس مائدة مستديرة لا يتجاوز عدد الطلاب حولها 15 طالبًا، يدفع كل طالب 150 جنيهًا للحصة الواحدة.
ويتردد طالب الثانوية العامة طوال العام، على ثلاثة سناتر على الأقل، لحضور الحصة مع المدرس الذى اختاره فالطالب فى هذه المرحلة يبحث عن المدرس الجيد وليس السنتر..
شركة مساهمة مصرية
فى البداية كان أصحاب السنتر أشخاصًا عاديين يمتلكون منزلاً قاموا بتهيئته ليصلح مركزًا للدروس الخصوصية مقابل نسبة من ثمن الصحة.
لكن بنفس الطريقة التى فكر بها الأطباء المشهورون ليتشاركوا فى إنشاء مستشفى خاص، وبالمثل المهندسون فى المكتب الاستشارى الكبير، أو شركة المقاولات التى يتشارك فيها أكثر من مهندس مشهور، فكر المدرسون فى أن يكونوا هم أصحاب السنتر، فلا يخرج المكسب أو جزء منه لغيرهم، وأصبح الكثير من السناتر، عبارة عن شركة أصحابها مدرسون أرادوا استثمار أموال الدروس الخصوصية بشكل أكبر، ليصبح المبلغ الذى يدفعه الطالب من حق المدرس فقط دون منافس يقاسمهم الرزق، إلا من نسبة بسيطة للمساعدين والعاملين فى السنتر.
«من مذكرات العلامة المائية
لكتاب مستر السنتر»
الفجوة بين الطالب والكتاب المدرسى لم تقف عند حدود الكتب الخارجية وملازم الدروس الخصوصية، ذات العلامة المائية الشهيرة، لفك شفرات كتاب المدرسة، بل تفتق ذهن مدرسى السناتر، إلى استثمار «صناعة السنتر» لإنتاج كُتب بديلة لكتب المدرسة، وللكتب الخارجية وللمذكرات معًا، «كتاب المستر» غير مخصص للبيع خارج السنتر، ولا يستطيع الطالب حضور الحصة بدونه.
وكتاب المستر، عبارة عن ثلاثة أجزاء: كتاب للشرح وآخر للأسئلة وكراسة لحل الواجب، ويصف الطلاب هذا الكتاب بـ «افتكاسة» مدرسى السنتر لمصدر رزق إضافى بجانب ثمن الحصة فلا يقل سعر هذه الكتب عن 300 جنيه.
ولا يتوقف الأمر عند هذا المبلغ لكل مادة، بل يدفع الطالب ثمن هذه الكتب ثلاث مرات على الأقل لكل مادة خلال السنة، حيث يقوم المدرس بتقسيم المنهج على أجزاء وفقًا لفصول المنهج، ولكل جزء كتاب بأجزائه الثلاثة.
امتحان كل حصة
فى نظام السنتر الحديث، لا يجرؤ الطالب-خاصة فى الثانوية العامة- على الجلوس أمام المدرس فى قاعة الدرس دون حل الامتحان الأسبوعي، فلكى يستطيع المدرس أن يقيم مذاكرة هؤلاء الطلاب لن تتسع الساعتان «مدة الحصة»، فلجأ المدرسون إلى الاستعانة بـ «مساعد المستر» لامتحان الطلاب قبل الحصة، لينتهى من تصحيح الامتحان والواجب مع انتهاء شرح المدرس.
اشحن طاقتك فى بوفيه السنتر
ساندوتش وعصير ولاتنس الحساب
لا يقابل الطالب فى السنتر المدرس ومساعده فقط، بل يستقبله فى البداية قبل الدخول إلى قاعة الدرس موظف الاستقبال المتخصص فى جمع أموال الدرس والملازم من الطلاب، ثم يقوم بحساب نسبة المركز التى تتراوح بين 15 و25% ويعطى للمدرس المبلغ المتبقى بعد حساب النسبة.
تمتد ساعات الدرس لما يقرب من 5 ساعات يفرج فيها المدرس عن الطلاب مرة واحدة مدتها ربع ساعة تقريبا؛ يتجه أغلبهم فى هذه الفترة إلى البوفيه لشراء المشروب المفضل وساندوتش أو قطعة حلوى لتجديد النشاط وشحن الطاقة لاستكمال الحصة بذهن حاضر حتى النهاية.
التيرم الثانى فى السنتر
حصص مكثفة وفلوس مضاعفة
يُصادف شهر رمضان هذا العام فترة الامتحانات، ويشعر الطلاب والمدرسون بالخوف من عدم القدرة على الانتهاء من حصص المراجعات النهائية فى الميعاد المناسب، قبل تعب الصيام والإجهاد، مما دفع المدرسين لاتخاذ قرار بمضاغفة عدد حصص فى الأشهر الأولى من التيرم الثانى لإنهاء شرح ومراجعة المنهج قبل حلول الشهر الكريم، وبالتالى سيتضاعف على ولى الأمر ثمن الحصص. •