د.إلارية عاطف: تعميم مدارس المتفوقين يقضى على «السناتر»

عبير صلاح الدين وريشة الفنان سامح سمير
هى المرة الأولى التى تكشف فيها خبيرة فى المناهج وطرق التدريس بوزارة التربية والتعليم، عن مشاعر مدرس المدرسة، الذى هجره طلابه إلى «السنتر» وستفوا أوراقهم بشهادات مرضية حتى لايأتوا للمدرسة.
تقول د. إلارية عاطف: «مدرس المدرسة محبط، لأن الطلاب خاصة فى الثانوية العامة، يهجرون المدارس إلى السنتر، فأصبح المدرس يفكر فى المكسب المادى، لأنه حرم من مشاعر الفخر بأن يرى ثمرة جهده فى اكتشاف مهارات تلاميذه وتنميتها».
الوزارة لا تستطيع إغلاق السناتر وإغلاقها لن يجدي
تعترف إلارية بأن السنتر، أصبح تعليما موازيا للمدارس، بل إنه فى بعض الأحيان يكون له نظام يتحكم حتى فى الزى الذى يرتديه الطالب، من خلال تعليمات من مجلس إدارة السنتر، وهو ما لا نستطيع تطبيقه بحزم فى جميع المدارس الآن.
أغلب مدرسى السنتر«90% تقريبا» غير تربويين وغير مؤهلين لتعليم الطلاب، من أجل أن يتعلموا التفكير ويكتسبوا مهارات الحياة، فهم إما صيادلة أو أطباء أو مهندسين، لأن المهم هو الامتحان، وهؤلاء لديهم القدرة على أن يحفظوا الطلاب إجابات الامتحان، والمدرسون منهم حصلوا على إجازة بدون مرتب، فلم يعودوا فى حاجة إلى المدارس بعد أن أصبح لهم اسم فى هذه السوق.
السنتر عالم، يرخص على أساس أنه مركز تعليم لغات، أو كمبيوتر، أو تحفيظ قرآن، ولذا لا تستطيع وزارة التربية والتعليم إغلاقه.
تغيير الامتحانات يحتاج قرارا سياسيا
بحزم تضع د.إلارية الحل: «لو ضبط ترس التقويم، لعاد الطلاب للمدرسة، نحتاج قرارا سياسيا، مش تابلت بدل الكتاب المدرسى».
كل طفل لديه نوع معين من الذكاء، لكن ليس لدينا آلية لاكتشافها، لأننا نركز فقط على الامتحانات التى تقيس فقط التحصيل، ولا تقيس المهارات والمشاعر والميول.
تشرح إلارية: «لو سألت تلميذا الآن ماذا تريد أن تدرس، يقول بابا عايزنى مهندس زيه، وماما عايزانى طبيب زى خالى، لأننا لم نعطه فرصة أن يكتشف ميوله، عندنا الطالب المتفوق زى الضعيف، يتساويان فى ورقة الامتحان، لأنها قائمة على الحفظ، فعطلت خلايا الإبداع فى مخه».
تدخل أولياء الأمور
يعرقل التطوير
حتى تقييم الطلاب انهار، بسبب مطالبات أولياء الأمور، بقصر الامتحانات على امتحان نهاية كل تيرم، ولم تعد أغلب المدارس تعقد امتحانات الشهر أو نصف الترم، وإذا عقدتها لا تضاف للمجموع.
أولياء الأمور أصبحوا قوى ضاغطة على الوزارة، ويعرقلون تطبيق الكثير من أجزاء نظام التقييم التراكمى للطالب، ولابد من إفساح المجال لأصوات العقلاء المختصين، ليكونوا وسطاء بين الوزارة وجماعات أولياء الأمور.
البوكليت لا يكفى
«امتحانات البوكليت» نجحت فى توفير ميزانية كبيرة كانت تنفق على طباعة الكثير من الأوراق، لأن الإجابة فى نفس ورقة الأسئلة، لكن مازالت امتحاناتها تقيس التحصيل المعرفى دون المهارى والوجداني.
المهارات لا تقاس بامتحان تحريرى، بل بالملاحظة، مثل مهارة قراءة الخريطة، يلاحظ المعلم كيف يرسم الطالب البحر على الخريطة مثلا، أو يضع اسم المدينة فى مكانها على الخريطة، وفق بطاقة معايير وملاحظة للمعلم، وتوضع درجة التلميذ وفقا للمعيار.
وكذلك تقاس المشاعر بوضع التلميذ فى موقف حياتى «لقياس أمانته مثلا»، كيف يتعاون مع المدرسة وزملائه وولى أمره لحماية البيئة مثلا، كأن يشترك مجموعة من التلاميذ فى صنع جهاز لتنقية المياه.
وهو أمر لابد أن يجرى بشكل واقعى، ليكون حقيقيا، بخلاف ما حدث مع نظام «ملف إنجاز الطالب»، الذى طبق منذ 2005 وحتى 2010، وكان ولى الأمر هو من يقوم بالتكليفات التى يفترض أن يقوم بها الطالب، وكانت النتيجة تقييما مضللا للطالب، فتم التخلى عنه.
«لدينا نموذج ناجح للتقييم الحقيقى للطلاب مطبق فى مصر، فى مدارس المتفوقين التى يدرسون فيها من الصف الأول الثانوى، ويعتمد على المشروعات، ولو اعتمد التعليم فى مصر على أن يقوم الطلاب بمشروعات ويقيمون على أساسها، ستنتهى الدروس الخصوصية.•