الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأديب حجاج أدول: الحكومة تلاوع فى حق عودة النوبيين

الأديب حجاج أدول: الحكومة تلاوع فى حق عودة النوبيين
الأديب حجاج أدول: الحكومة تلاوع فى حق عودة النوبيين


الأديب حجاج أدول تجربة فريدة متميزة، يقف وحده فى منطقة يعبر فيها عن النوبة وأهلها وتراثها وثقافتها، ولأنه بدأ حياته الأدبية بعد الأربعين، يرى أنه لا ينتمى لجيل أدبى بعينه، فمن فى سنه سبقوه، ومن أصغر منه أصدقاؤه.. وفى هذا التوقيت الذى تموج به مصر بالكثير، يحمل أدول رسائل كثيرة بعيدا عن صخب الأحداث المتلاحقة، يرى بعين الأديب المشهد السياسى والانتخابى، والأحزاب ودعوات تعديل الدستور ومستقبل أهل النوبة وموقف الحكومة فى عودتهم، والحركة الأدبية بعد 25 يناير.. كل هذا والمزيد خلال السطور التالية.

•  ما رؤيتك للأحزاب فى مصر وللحركة السياسية؟
- الأحزاب تم نسفها بعد حركة 1952، ولم يسمح للحياة المدنية بالعمل فى أى مجال، لهذا ضعف العمل المدنى بما فيه الأحزاب.. وحتى الآن فإن ما يوصف بالدولة العميقة لا يترك الفرصة للعمل الحزبى أو المدنى عامة، للعمل الحقيقى، فاللوم ليس على الأحزاب.
•  ما رؤيتك للمشهد الانتخابي؟
- نحن أمام ما يشبه استفتاء، لأنه لا يوجد منافس قوى أمام الرئيس.
•  بين الحين والآخر،  تظهر دعوات تطالب بتعديل الدستور، كيف ترى ذلك وأنت عضو من أعضاء لجنة الخمسين التى وضعت الدستور؟
- الدستور الحالى يناسبنا تماما، وأى دعوة لتغيير مواد فيه، إما أنها غير واعية، أو أنها  نفاق خبيث.. وبعد أن تتخطى مصر المرحلة الحالية، قد نفكر فى تعديل طفيف فى مواد ما، بعيدة عن مد أو تطويل فترة رئاسة الجمهورية.
•  هل توجد مواد تحتاج لتعديل من وجهة نظرك؟
- مثلا حذف مجلس الشورى، هذا المجلس مهم للتخطيط السياسى وغيره، صحيح أنه كان فاتراً وأغلب الأعضاء تم تعيينهم مجاملة، أو ترضية، لكن فى حال تواجده الصحيح سيكون بالغ الأهمية.
• كيف ترى تعطل بعض مواد الدستور وعدم صدور قوانين حتى هذه اللحظة لاستكمال هذا الاستحقاق ؟
- هى مسئولية مجلس النواب. واللوم واقع عليه.
• المادة 236 فى الدستور نصت على أن  تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية، والعمرانية، للصعيد وسيناء ومطروح ومناطق النوبة، بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية، فما حجم ما تحقق على أرض الواقع؟
- تعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشروعات تعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية وتنميتها خلال عشر سنوات، على النحو الذى ينظمه القانون.
•  هل تتخذ الدولة موقفًا جادا  تجاه حق العودة للنوبيين؟
- لا... الحكومة تلاوع. أى تناور بخباثة.
•  وكيف ترى مشروع وادى كركر.. وهل تسير الأمور بشكل أنت راض عنه ؟
- وادى كركر مقلب من مقالب الحكومات ضد حلم العودة النوبية. فالمشروع مساكن بدون أراض زراعية! فهل هذه عودة نوبية؟! النوبيون لهم آلاف المساكن على ذمة الحكومة منذ عام 1964، ومحافظ أسوان السابق أصر على أن يبنى لنا شققا سكنية فى مساكن شعبية! ولما رفضنا هددنا بأننا سننتظر أربعين عاماً وأن من يريد العودة النوبية ينزل تحت مياه بحيرة النوبة بثمانين متراً!.. أصررنا على العودة.. فنفذوا لنا مصيبة كركر حتى يفسدوا حلم العودة، وحتى نقع فى خلافات فيما بيننا.
•  هل أثر التهجير على التراث النوبي؟
- التراث تراكم معيشى مادى ومعنوي، وأهم معلم أثر فينا البيئة؛ وعلى وجه الخصوص النيل.. النوبيون هويتهم نهرية نيلية، لذا فالتهجير إلى الصحراء معناه نسف تراثنا وزلزلة هويتنا، مع تذويبنا. وهذا هو غرض تهجيرنا لصحراء كوم أمبو، بدلا من رفعنا لأعلى مثلما تم مع معابد النوبة مثل معبد أبو سمبل.
•  ما تقييمك للحركة الأدبية بعد 25 يناير؟ وهل نستطيع أن نقول إننا أمام موجة جديدة من الأدب؟ وما أهم مميزاتها؟
- أتكلم عن الأدب الحقيقى هنا، وليس عن الفقاعات. الثورة لم تستكمل بعد، لكنها غيرت فى أسس المجتمع بإيجابية. الثورة المضادة الآن فى حالة هجمة ارتدادية.. لذلك فتأثير الثورة على الحركة الأدبية لم يتبلور بعد، وأتوقع خلال سنتين أن تقوم موجة شبابية بغربلة الحالة الراكدة المائعة الكاذبة التى تطغى على الحياة الثقافية عامة.. ومتأكد أن الكثير من الأصنام الأدبية وغيرها، سيتم زعزعتها بسحب زيفها الإعلامى، ثم وضعها فى المستوى الحقيقى.
•  فى هذه اللحظات التى تعيشها مصر؛ ما هو دور المثقفين المنوط بهم؟ ولماذا تحاصرهم الاتهامات بالتقصير؟
- دورهم هو  التنوير فى عصر يسود فيه الظلام الدامس، ليس أمرا صعبا فقط، بل هو خطير نظرا لاستفحال قوى التطرف.. وهى قوى مستعدة لاغتيال من يعمل على كشفها اغتيالا معنويا وماديا.. انظرى ما حدث لنصر حامد أبو زيد، وفرج فودة ونجيب محفوظ وغيرهم. ومنذ قليل، ماذا فعلوا بإسلام بحيرى وحاليا ما يحاولونه مع د. خالد منتصر وغيرهما.
•  كيف أثرت سنوات حرب الاستنزاف والعبور فى حجاج أدول الروائي؟
- سنوات الحرب السبع، والتى خضت فيها حربى الاستنزاف والعبور؛ سنوات صعبة مريرة، تأثيرها السلبى ما زال يوجع نفسي.. كتبت قصصا قصيرة عنها، أما الرواية البانورامية عن الحرب، التى كنت قد بدأت فيها، فقد مزقت أوراقها، السبب.. ربما أحكيه يومًا ما.•