الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنحت «بالسلك» كائنات تنبض بالحياة

أنحت «بالسلك» كائنات تنبض بالحياة
أنحت «بالسلك» كائنات تنبض بالحياة


النحت بالسلك.. أسلوب تشكيلى فريد لفت الأنظار مؤخراً، يستخدمه مهندس الديكور الفنان «جلال جمعة» فى سابقة غير مألوفة.
 قطع تشكيلية من النحت المجسم يبدعها من أسياخ السلك الرفيعة القابلة للثنى والطى، فتتحول بين أنامله إلى لوحات فنية، والكثير من المجسمات التى تشدو فيها كائنات من عوالم مختلفة بتشريح قوى يمتع النظر.

ببساطة شديدة وبدون استخدام أية وسائط من لحامات أو وصلات صناعية قد تفسد شكل الخامة، يطوع جمعة السلك بين يديه، وكأنه خيوط تريكو من طيات ومنحنيات يقدم بها عالما مثيرا، ينطق بالجمال، يضم عالم البشر ودنيا الحيوانات والطيور والأشجار والنباتات وحتى الحشرات.
• ورش السلك
اشتهرت ورش النحت بالسلك  التى يقيمها «جمعة» على فترات منتظمة فى جاليرى الجريك كامبس، مكتبة الجامعة الأمريكية سابقا لإتاحة الفرصة لراغبى التعلم، وبالفعل حققت هذه الورش تفاعلا واضحا مع عدد كبير من هواة هذا النوع من النحت، ونظموا معارض خاصة بإنتاجهم، نشروها على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
• قصة الغزالة
بعد تخرج جمعة عام 1974 فى قسم الديكور بكلية الفنون التطبيقية. وحصوله على منحة لدراسة الفن بإيطاليا عام 1975. قادته الصدفة إلى النحت بالسلك «عملى كمهندس ديكور يحتم على التعامل مع كل أنواع الخامات، ومنها السلك، الذى أراه دائما ملقى على الأرض بشكل مهمل.
وذات يوم فى عام 1990 أخذت كتلة سلك وأخذت أشكلها، فجاءت أول قطعة بشكل غزال، أعجبت بالخامة ووجدت أنها يمكن أن تعطى ما هو أكثر.
وما زاد من تشجيعى، أن كان الملحق الثقافى الفرنسى فى زيارة لبيتنا ورأى الغزال وأعجب بها كثيرا، فطلب منى المزيد، وعلى الفور تحدث مع مدير المركز الثقافى الفرنسى للبدء فى تجهيز أول معرض يضم هذه الأعمال.
وتم المعرض بالفعل وبيعت كل القطع الفنية تقريباً، وعرضته أكثر من قناة تليفزيونية. وبعده توالت المعارض حتى الآن.
تشكيل أسلاك الحديد بأقطارها المختلفة ليست هى أولى إبداعات «جمعة»، كانت أولى تجاربه فى استخدام الأخشاب والأحجار وأشكال زلطية، باعتبارها خامات غير مكلفة تتيح فرصة التخيل والابتكار والبحث والاختيار.
• قوة التشريح
يختزل «جمعة» الشكل فى أبسط صوره ويجمع بين التجريد والتشخيص. وبطيات بسيطة يشكل الثور بضخامته وقوته، الحصان بعضلاته الرشيقة، بجانب الغزال المتعانق والديك الذى نكاد نسمع صياحه.
ومن الضخامة إلى الخفة والرشاقة، يشكل النحلة والبعوضة، وأكثر ما يميز أسلوبه استخدامه القوى للتشريح، «أدرس أى عنصر قبل الشروع فى استخدامه، وحدث أن ذهبت إلى محاضرة كان يلقيها طبيب بيطرى عن الحصان، واستغرقت 4 ساعات تحدث خلالهما عن صفات الخيل ونسبه التشريحية، دراسة التشريح مهمة لأضع لمستى الفنية».
• تقنية ثلاثية
حرص «جمعة» على تطوير نفسه يجعلك متشوقا دائما لمتابعته، فرغم أن السلك المعزول أصبح خامته الأساسية، يسعى دائما إلى تطوير أسلوبه، يقول: «كنت أستخدم الكثير من الأسلاك لتنفيذ عنصر واحد، الآن اتبع تكنيك الخط الواحد باستخدام سلكة سميكة غير متقطعة أو ملحومة وأنفذ بها التكوين بتقنية ثلاثية الأبعاد فيستطيع المشاهد أن يرى العنصر من جميع الزوايا، وتكمل ثنيات الخط الواحد بعضها لتساعد العين على مشاهدة المجسم بتقنية ثلاثية الأبعاد».
يكمل: أنفذ الآن لوحات كاملة بالسلك تحتوى على أكثر من عنصر أثبتهم على اللوحة المسطحة (التوال) ثم أقوم بتلوين فراغات العناصر بلمسات من ألوان الأكوريل.
وهذا ما يوضح كيف أن أعماله مفرغة بفعل ثنيات السلك لذا فهى مسكونة بالهواء وليست مسمطة، تحمل بداخلها تشكيلا من كل مقومات وأوصاف الحياة، لتجمع بين الشكل والعناصر بما يتفق ومضمون الموضوع، فجمع بين التلقائية وحكمة التعبير وتنوع وثراء التشكيل.
• مقتنيات
يعمل «جمعة» الآن على نحت بورتريهات لشخصيات عامة وسفراء ورؤساء دول بواسطة الأسلاك الحديدية، واقتنى متحف الفن المصرى الحديث بدار الأوبرا المصرية، بورتريه «لإسعاد يونس» من أعماله، وطلبت منه إدارة متحف الفن الحديث بالمنيا اقتناء أحد أعماله. •