الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أوراق زينب صادق و60 سنة صحافة ..صباح الخير..عمرى

أوراق زينب صادق  و60 سنة صحافة  ..صباح الخير..عمرى
أوراق زينب صادق و60 سنة صحافة ..صباح الخير..عمرى


 الجميلة، الأنيقة.. الرشيقة البسيطة، الكلمة الصادقة  والإحساس الكبير.. أتحدث عن زينب صادق أول صحفية فى صباح الخير صاحبة الأسلوب المتميز الرائع فى رحلة صحفية طويلة شاقة.. حالة رصد خاصة للمجتمع المصرى، والبحث فى مكنون أسراره بأمانة وحب ووطنية نادرة التواجد، غاصت وأبحرت وكتبت آلاف المقالات وعشرات الدراسات وبضع روايات وسهرات درامية بتأثير نادر الوجود.

زينب صادق صاحبة أشهر وأرق باب إنسانى فى الصحافة المصرية (أنا  والحياة) والذى استمر منذ عام 73  وحتى الآن.. إنها الركن الركين فى الباب الرائع.. نادى القلوب الوحيدة.. صاحبة كتاب «إدارة العواطف».. ورواية «لا تسرق الأحلام».. وكم وكم فى حياة هذه المبدعة قليلة الكلام كثيرة التأثير.. مدججة العواطف نحو الوطن.. زينب صادق (البنت البكر) لصباح الخير.. التى تحمل فى جوانحها الحب والأحلام الكبيرة فى دعبثة وتقليب لبعض أوراق وحديث ذكريات وشخصيات.
الورقة الأولى
(بيت المنيرة) والسنية الثانوية وجامعة القاهرة !
حيث الأسرة المثقفة وترك   والدى مدرس الجغرافيا لوظيفته والعمل كمصور فوتوغرافيا.. «هاوى» لرصد أحوال الحياة.. والمجتمع المصرى والبحث وراء فن إيقاف اللحظة ! وتثقيف أبنائه وإلحاقهم جميعا بمدارس تعليم عليا، والاطلاع وشراء كل ما تدور به المطابع من روايات مترجمة وصحف ومجلات لتكوين وعينا وكنت الأكثر نهما للقراءة والاطلاع حتى التحقت بمدرسة السنية للبنات.. درة التاج فى الرحلة التعليمية القريبة من منزلنا بمنيرة السيدة زينب..
 والتحقت بجامعة القاهرة فى  عام 1954 وثورة يوليو فى أوج مجدها.. والتحقت بقسم الصحافة الدفعة الأولى ومن أبرز من صاحبنى فيه (سناء البيسى) و(صافيناز كاظم).. و(جمال حمدى).
الورقة الثانية
يوميات الشعب
فى بواكير انطلاق ثورة يوليو وجريا وراء أهدافها فى اقتحام كل مناحى الحياة ومنح الحرية الكاملة للفتاة.. وكنت ومازلت أقول إننى بنت هذه الثورة.. ونتاج ثقافتها وحريتها التى هى حرية مسئولة (حرية اقتصادية).
أى تعمل المرأة والفتاة.. وتكد وتكسب وتنتج مادامت لديها المقدرة والمؤهلات لذلك فى كل مجالات الحياة.
فعند صدور جريدة «المساء» يومية مسائية التحقت للعمل فيها بقسم التحقيقات، وكنت فى قسم الصحافة، وكان هناك باب جديد فى المساء  تحت عنوان (يوميات الشعب) عبارة عن حكايات مع المواطنين البسطاء الذين (حنت) عليهم ثورة يوليو فى كل مكان، شارع، مصنع، ورشة.. ومع الأيام أثبت جدارة فكان المسئولون يرسلون معى مصورًا لالتقاط صور لمن أتحدث معهم، وكان هذا المصور بموتوسيكل كنت أركب خلفه وننطلق فى شوارع العاصمة وحواريها.. وبعد أيام قام والدى بشراء كاميرا خاصة لى فكنت أحرر الباب كتابة وتصويرًا، ورصدت فيه كثيرًا من حكايات هؤلاء البسطاء.
الورقة الثالثة
 فى (صباح الخير) اكتشاف بهاء وتكليف إحسان
 ذهبت مع العديد من زميلاتى لشارع محمد سعيد حيث مقر روزاليوسف التى أطلقت صيحتها وقنبلتها الصحفية الراقية (صباح الخير) الصوت الاجتماعى الحر.. الجرىء.. التقينا بالمعلم الأول لويس جريس بعد التعارف أطلقنا فى حالة رصد للمجتمع  نتحاور.. نناقش.. وفى النهاية أكتب أنا.
 الأستاذ أحمد بهاء رفض. وقال يا لويس : كل واحدة تكتب بمفردها.
 وقد كان.. أسبوع والثانى قال : زينب بس اللى حتكمل.. واستدعانى لمكتبه.
وأبدى إعجابا أثار خجلى.. وقال: إننى بنت هذه الثورة واكتشافها.. اكتبى عن جيلك الجديد.. وعبرى عنه.. أحلام.. طموحات.. أفكار.. رؤى.. وقد كان.
أسابيع واستدعانى الأستاذ (إحسان عبدالقدوس) للمكتب الفنى (خاصته) بجوار النشيطة (نيرمين القويسنى) للترجمة، وذات مساء قرأت مقالاً كاملاً فى المساء فيه هجوم ضارٍ عليَّ والأستاذ إحسان  وكيفية قضائه على مستقبلى الصحفى واستغلال إحسان لاسمى لغرامه بالكتابة تحت عناوين نسائية.. ونقد لاذع كان مثار حديث (الدار) بأكملها.. وانهمرت دموعى أمام الأستاذ (إحسان  وبهاء) وكان رد إحسان بأنها شهادة ميلاد لك كأديبة ناجحة وضرورة العمل بمزيد من الكتابة والترجمة والدراسة الأدبية.. وهو ما حدث بالفعل من خلال باب حكاية الذى كان يتصدر صفحات صباح الخير.
الورقة الرابعة
 أنا والحياة
لا أظن أن هناك عنوانًا لباب أخف ولا أرشق عبارة بتكتيك فن رفيع المستوى يُماثل  هذا الباب الذى مازال ينبض بحب الحياة ويتفاعل  معها ويرصد أحداثًا شيقة لهذه الكتابة المتفردة بريشة مختلفة  تحمل توقيع إيهاب وعلى مدار 45 عامًا تطوف بنا زينب صادق فى الحياة تقول: مع تولى المبدع حسن فؤاد لرئاسة تحرير  صباح الخير بداية السبعينيات استدعانى وبحماس منقطع النظير قال (يا زينب  عاوزك تكتبى كل أسبوع - فكرى فى باب ثابت يحمل اسمك).
• اليوم التالى جئت وقلت: أعمل باب «الحياة وأنا»..
- رد سريعًا لا، هو أنا والحياة.
وصار.. وسار ملازمنى حتى الآن.. بريشة المبدع الصديق  إيهاب  شاكر الذى رفضت  أن يرسم أحد معى الباب سواه حتى الآن. وأقول نحن نكمل بعضًا فأنا أكتب عن الحقائق وهو يرسم العبث.. وهناك تلاقٍ فنى أدبى بيننا لن ينفصل. ومازالت أعتبر هذه النافذة على صفحات صباح الخير عمرى وحياتى ورسالتى للأسرة والمرأة والمجتمع المصرى بكل أطيافه.
الورقة الخامسة
نادى القلوب الوحيدة
عفوا عزيزى القارئ هل بعد هذا تفرد ولا جمال ولا تميز.. لهذا النادى.. النادر.. تبتسم زينب صادق وفى جوارنا الفنان العظيم رفيق العمر والمشوار.. متعدد المواهب د. سامى رافع وتقول أيقونة صباح الخير، وشاهدة عصر تفوقها وإبداعها الأدبى والفنى الرائع: إنه صبرى موسى أحد أجنحة الإبداع والتميز  فى تاريخ صباح الخير.. عقب عودته من أمريكا وفى إحدى جلساتنا بالمجلة وإطلاعه لنا على أحدث الصيحات الصحفية والأدبية والإصدارات والأبواب.. والعيشة. تولدت هذه الفكرة وتم تنفيذها بيننا بالمشاركة واستمرت فى الثمانينيات والذى من الواضح أن المجتمع كان يحتاج لمن يسمعون ويتحاورون فى المشاعر والأحاسيس بين طرفيها (الرجل.. والست) وشكلنا ثنائيًا.. جاءتنا خلاله آلاف الرسائل والمكالمات الهاتفية والمشاكل العاطفية والإنسانية ونجحنا فى حل بعضها أحيانا.. وتركنا أثرًا فى أصحابها حينًا آخر.. وكان بابًا واسعًا للغوص والإبحار فى النفس البشرية أظننى أثرنا من خلاله فى كثير من حياة عشرات المواطنين الذين لم يجدوا من يسمعهم.. وكان رسالة نبيلة نحو المجتمع وهذه إحدى أدوار صباح الخير.. والصحافة عموما.
الورقة السادسة
20  مؤلفًا من القصة القصيرة للرواية، للدراسة
يمتلئ نهر إبداع زينب صادق بكل أنواع الأدب من المقالة.. والقصة القصيرة.. والرواية، والدراسة الاجتماعية والسيناريو والسهرات الدرامية.. ووصل ما أنتجت قريحتها لـ 20 مؤلفًا من كل هذه  الأنواع تزخر بها وتزدان المكتبة الإنسانية بهذا الأسلوب الراقى المتميز المنتقى بعناية وحب، ومازالت كتاباتها هدفا للترجمة من أبناء وبنات اللغات الأخرى التى تعددها لى الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، البلغارية.. لأن لغة القلوب واحدة.. وزينب صادق بسهامها وسطورها تخترق القلوب بتألق.. وإن  كان المجال لا يتسع لسرد سطور هذه المؤلفات وما بين دفتيها، ولكن أذكر عناوين بعضها تحفيزًا للدارسين للبحث عنها والغوص فيها.. مثال رواية (لا تسرق  الأحلام)، (كنا فى زمن أحباب)، (يوم بعد يوم) التى تحولت لفيلم سينمائى باسم.. (ابتسامة واحدة تكفى).
نكمل حكايات زينب صادق - تكريم فى ملهى ليلى - الحب والزواج - إدارة العواطف - عندما يقترب الحب- هذا النوع من النساء - أنقذنى من أحلامى - حكايات فى ضوء القمر - أنت شمس حياتى- إدارة المشاعر الصعبة - الحزن بحرية - قوة الحب - الخوف يمنعنى - بوصلة عقولنا - القرار لك -  سيب نفسك -  أهمية أن يكون لك هدف.
وكم فى جراب هذه السيدة من غوص فى أعماق البشر ما يتسع لحلقات كثيرة.•