الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الصبوحة وأهل الفن..

الصبوحة وأهل الفن..
الصبوحة وأهل الفن..


إنها الحب الكبير. وراعية قصص الحب فى عالم الفن والصحافة. عشاق. تبنت قصصهم.  موهبتهم. أسرارهم. دفعت بهم إلى الأمام. ودافعت عنهم باستماتة.  الصبوحة. واحة الأفكار. عاشقة الحرية، مجلة الفن وأهله وناسه.  كانوا مواهب شابة. يخطون خطواتهم الأولى فى عالم الفن.  تبنت موهبتهم. وكانت الحضن للهفتهم. إصرارهم.. شكواهم. أحلامهم.

• سعاد حسني.. الابنة
ابنة مجلة صباح الخير، ابنة إحسان عبدالقدوس.  كانت وجهًا جديدًا يبدأ مشواره الفنى عندما التقت به لأول مرة.  ومن وقتها وقد أصبحت سعاد من أبرز قراء روايات إحسان عبدالقدوس، بل وأحد أشهر بطلاتها. البنات والصيف.  بئر الحرمان وأين عقلي.
تبناها الكاتب الكبير أحد عظماء مجلة «صباح الخير» أحمد بهاء الدين.
كان يعتبرها نموذجًا للفتاة المصرية، الذى يستحق أن تقوم بدورها تجاهه «الصبوحة».. كانت ولا زالت نموذجًا للمجلة الراقية بأفكارها. المبتكرة بفنونها. بالضبط كما كانت وستظل السندريلا هى النموذج للفنانة الراقية بفكرها والمبتكرة بفنها.  وجهين لعملة ذهبية واحدة سيظل بريقها يسطع ويخطف الأنظار رغم ما يحيط به من مفاسد للذوق والفكر والفن.  الصبوحة.. قصة حب.
فى عام 1992. كان أحد رواد الصبوحة. الكاتب الكبير مفيد فوزى فى حضرة السندريلا سعاد حسني. يدير حواره معها. فإذا بها تكشف ولأول مرة عقب 15 سنة من الصمت وإنكارها ومن إنكار «العندليب» لقصة حبهما، على صفحات مجلة صباح الخير كواليس وتفاصيل قصة حبها للعندليب عبدالحليم حافظ.  والتى توجت بزواجهما الذى استمر لمدة ستة أعوام.
لم يكن هدف الصبوحة الانفراد بقصة حب ولكنها كانت دائما تحرص على الانفراد بالتفاصيل.  تغوص فى الأعماق لتطفو بأدق الأسرار. تبوح بما يجوز لها البوح وتحتفظ بالكثير، الذى جعل منها بئرا للأسرار، تحمل جدرانها الكثير عن أهل الفن وتفوح من أرجائها الكثير من المشاعر الصادقة.
الرابط الأقوى بين الصبوحة وأهل الفن. لم تنفرد الصبوحة بقصة حب السندريلا والعندليب وحدها.  بل كان لها السبق فى نشر أبعاد وحقيقة قصة حب كل من مارلين مونرو الشرق «هند رستم» والفنان يحيى شاهين. فقد جاءت الحدوتة عقب استهلال كان نصه كالآتي: «الهمسات فى الوسط الفنى تؤكد أن هند رستم تحب يحيى شاهين وأن يحيى يبادلها نفس العاطفة».
ففى عام 1957 شهدت صفحات صباح الخير حوارًا مع كل من النجمة هند رستم والنجم يحيى شاهين وأيضا النجم أحمد مظهر، الذى طالته الشكوك أيضا حول قصة حب تجمعه بالأولى، والتى يعود أصولها لأحداث فيلم رد قلبى الذى تشاركا بطولته كل منهما، جاء الحوار ليكشف عن حقيقة حب طال الأطراف الثلاثة، الذين نجحوا فى تبرير نفيهم لحقيقة هذا الحب.
• الصبوحة ومذكرات العندليب
فى منتصف عام 1973 قرر العندليب عبدالحليم حافظ نشر أولى حلقات مذكراته على صفحات مجلة «صباح الخير». بخط يده. سرد العندليب سطور قصة حياته، التى حملت بينها الكثير من الأسرار. وجاءت لتلخص مشوار حياته حتى رحيله.. «عندما فكرت فى كتابة مذكراتي.. أحسست أننى أريد أن أصرح بكل ما حدث فى عمرى مرة واحدة. حب.  وفاء. مرض. خيانة.  صداقة. ألم. سعادة.  رحلات فى معظم بلاد الدنيا...»  هكذا بدأ العندليب فى سرد قصة حياته. كم كان كاتبا.  فيلسوفا. فنانا.
وكم كانت الصبوحة الكتاب المفتوح أمام أهل الفن. يتخذون من صفحاته منبرا للتواصل مع محبيهم ومعجبيهم.  يعبرون عن مشاعرهم ويسجلون ذكرياتهم ويحلمون من أجل مستقبلهم.
• الصبوحة ورحلة الزعيم
منذ ميلادها وهى تتتبع الآثار وتصر على كشف الحقيقة. من هذا المنطلق نشأت علاقة الحب والارتباط بينها وبين أهل الفن. فقد كانت الشاهد على البداية ورفيق الدرب وهى الرواية. وفى كثير من الأحيان كانت الكاتم للأسرار. كانت أيضا المشجع والمؤيد والمدافع عن الفن وأهله. 
فى يناير عام 1984 صفحات صباح الخير كانت على موعد مع موضوع حول إصدار القاضى مرتضى منصور حكما بحبس الفنان «عادل إمام» شهرا لإهانته مهنة المحاماة من خلال فيلمه «الأفاكاتو»، عقب تقدم 150 محاميا بدعوى قضائية ضد صناع الفيلم ليصدر حكم بوقف الفيلم وحبس بطله الزعيم عادل إمام. 
وقتها لم تبخل الصبوحة بأقلامها ولا بصفحاتها ولا بسطورها للدفاع عن أشهر راسمى البسمة على وجوه ملايين المصريين، فقد أعلنت تضامنها معه وتبنيها لقضيته، وفى عام 1988 تبنت كتيبة «الصبوحة» رحلة الزعيم من القاهرة إلى أسيوط لعرض مسرحيته «الواد سيد الشغال»، ردا على تهديدات بعض الجماعات المتطرفة بمحافظة أسيوط لشباب مسرح أسيوط. مسيرة خرج فيها عشرات الإعلاميين والصحفيين يناصرون الزعيم، فى المقدمة كان كبار كتاب الصحافة المصرية.  روادها من أبناء صباح الخير. 
قصة حب من نوع خاص جمعت بين الزعيم ومجلة صباح الخير.  قصة حب جمعت بين رقى الأداء ورقى الكلمة. قصة حب بين الصبوحة التى يتغنى بها الطير وبين الزعيم الذى أبى أن تتحكم فيه طيور الظلام. 
• شاب مصرى يغنى بصدق
يحكى أنه بتاريخ 5 مايو 1983 وتحت عنوان شاب مصرى يغنى بصدق قدمت الصبوحة عددا خاصا عن الملك محمد منير. الفتى النوبى أحد أعضاء المثلث الأنجح فى تاريخ الأغنية المصرية والذى ضم الشاعر عبدالرحيم منصور ابن صباح الخير، الذى اكتشفه الكاتب الكبير لويس جريس، والملحن أحمد منيب. ضم العدد حوارًا خاصًا مع الفتى النوبى ورصدًا للبداية وأمنيات وأحلام فتى الجنوب المغترب من أجل المستقبل، صرح بها فكان من أشهرها أن يأتى المستقبل لينعم بإلحاح الناس لتكرار أغانيه. موهبة حقيقية.  درويش من دراويش الساحر الساخر محمود السعدنى أو السعدنى الكبير.. أحد رواد صباح الخير.  رئيس تحريرها الأسبق. الذى تبنت موهبته وكانت الداعم دائما لصوته وفكره. بكلمة أو صورة أو بورتريه يحمل فى طياته الكثير من ملامح قصة حب جمعت بين الصبوحة والملك.
إنها الصبوحة كانت ولا تزال بيت الفن وواحة الإبداع وراعى الفنانين وكاتمة أسرارهم. وسندًا وظهرًا لكل موهوب مبدع من أهل مصر.