أحلام البنات.. من فارس الأحلام.. لجنين

صباح الخير
كتبت- أماني زيان
ريشة الفنان - سامح سمير
الأحلام المشروعة من السهل تحقيقها.
أن تحب، أن تتزوج من تقبل به أمينا على عمرك ومشاعرك، تقضى معه عمرك، تنجبون أطفالا تشبه ملامحهم ملامحكم، وأرواحهم مزيج من أرواحكم، تكبرون معهم وتشيبون سويا بين أيديهم. من منا لم يحلم بذلك؟ لكن ماذا لو تم اختزال هذه الحياة فى بويضة!
لم تعد الفتيات يحلمن بفارس الأحلام، ولا بحب يكبر مع الأيام، لا تريد انتظارا بشوق لرجل يعود من عمله تطهو له وتلهو معه، لا تتلهف لرؤية نظرة الفرحة والفخر فى عينيه عندما تبلغه بأنها حامل، ويتنافسان فى اختيار الأسماء سويا.
ربما جزء صغير من الحلم الكبير لم تستطع بعد الاستغناء عنه أو نسيانه، شيء واحد لم يستطع الزمن قتله بداخلها كباقى أحلامها.. أن تصبح أماً.
فى سبيل هذا الحلم، الحياة بما فيها بالنسبة لها، هى على استعداد لفعل أى شيء، حتى لو كان تجميد بويضاتها بعيدا عن جسدها الذى يكبر ويصيبه العجز يوما بعد يوم.
على طريقة ملكة النحل من 15 سنة كانت «مروة عطية» لها نفس الأحلام الكبيرة، أحبت وفشلت، حاولت أن تتزوج بالعقل وخطبت لرجل هو فى الظاهر رجل الأحلام وفارسها لأى فتاة، وسرعان ما اكتشفت أن المظاهر خداعة، ففسخت خطبتها، وحاولت أن تبدأ من جديد.
مرة تلو الأخرى، كانت مروة ذات 23 عاما وقتها.
تتوق لعمل أسرة، تعوضها عن أسرتها المتفككة، أب غير مسئول وأم تحملت حتى ضاع عمرها وقررت الانفصال.
فى سن 24 لم تجد مروة فارس الأحلام، ففقدت الأمل وكان يلاحقها خطيبها الأول، فوجدت الحل الأمثل،«أتزوج المهندس محمد، وأنجب طفلا، لكنى دون أن أعيش حياتى فى عذاب مثل أمى فداء لأولادى.
أمها كانت ضعيفة، لا تعمل فلا تجد الدخل الكافى لانفصالها، لذا قررت أن تعمل فى شركة كبيرة كشرط للعودة لخطيبها، فوافق وكان بدوره يخطط لإجبارها على ترك العمل بعد الزواج.
بعد 3 شهور علمت بأنها حامل وبدأت خطتها «لقح بويضتى واذهب للجحيم»، طلب منها الاستقالة، ابتسمت ورفضت ببرود، وقالت مش عاجبك طلقنى، ثار وقال: أنا الرجل وكلامى نافذ، تحدته، أهانت رجولته المزعومة، وطلقها.
اهتمت بعملها، وأتقنت عدة لغات، كان مولودها ولدا، لم تحرم أبوه منه، وعملت بكل جهدها حتى لا تحرمه من أى شيء، بعد أن أصر أبوه أن يعطيها 500 جنيه شهريا ليرغمها على الرجوع.
كبر محمود، وكلما ابتسم لها أطفأ بداخلها نار الأحلام الموءودة. الآن هو فى الرابعة عشر، وهى مديرة بشركة عالمية، لم تتزوج ولا تفكر فى الزواج، لم يعد حلما لا فى عقلها ولا قلبها، لم يعد هناك مكان إلا لابنها.
الأبوة ممارسة
فكرة بنك تجميد البويضات للحفاظ على فرص الإنجاب للمتزوجات اللآتى يتأخر حملهن بسبب مشاكل صحية، اجتذبت الكثير من البنات اللاتى سبقهن العمر ولم يتزوجن أو يرفضن الزواج، لتظل بويضاتهن قادرة على الإنجاب لأطول فترة. - لو مش حرام !
بعد 15 عاما من هذا التطور، أصبحنا نسمع الشباب يكررون «أتجوز واحدة وأصرف عليها وتنكد عليا ليه يعني»؟! ويعيشون حياتهم بالطول والعرض، لا يفكر فى طفل فالأبوة بالنسبة لهم ممارسة وليست فطرة. بعض البنات أصبحن يحلمن بطفل بلا أب، بلا زوج، يرددن «لو مش حرام كنت عملت تلقيح صناعى، وحملت من غير راجل». - لن أدخل «نزناز» بحياتى كما قالت هبة صلاح 38.. عاما، تمت خطبتها لشاب أحبته، فخذلها، لم ينفذ كلمة مما التزم بها مع والدها، بل وصل به الأمر للتقليل من احترامه لها، بعد 4 سنوات من الحب اكتشفت أنها لا تعرفه.
حاولت الدخول فى أكثر من علاقة ودائما كانت تجد عيبا قاتلا، فقررت الاستغناء، لكن مازالت الأمومة تغازل مشاعرها، سألتها ألم تفكرى فى الزواج والإنجاب ثم طلب الطلاق، قالت: أفضل الاستغناء عن الحلم لا تشويهه! لن أقبل أن أنجب ممن لا أحبه وتكون بيننا علاقة حميمية، لا أقبل أن يصبح هذا الرجل بعد الطلاق «نزناز» يعكر صفو حياتى. أتشوق لطفل، لكن لن أدفع عمرى ثمنا لهذا الحلم، يتزوج بعض الناس ولا ينجبون؟، سأعتبر نفسى منهم، وأركز على مستقبلى وأصبح مسئولة عن نفسى وهذا حلمى المتبقى.
عيشة والسلام
لن أعيش عيشة.. والسلام ريهام طه.. 34 سنة، جادة وملتزمة، تقول إن هذه هى غلطتها، التزامها بكل التعاليم والأخلاق التى علماها لها والداها، لم ترتح مع الملتزم المتزمت، ولم تجد نفسها مع «الفاكك» على حد وصفها، لم تعد تحلم ببيت يملؤه الحب والدفء، تحلم بالحب والدفء بدون رجل. راقبت الكثير من الزيجات، وأيقنت أنها لم تخسر أو يفوتها الكثير!، فلن تعيش عيشة والسلام، ربما تجد يوما رجلا، لكنها لن تحتمل فقدانها أمل الإنجاب، فكرت فى تجميد بويضاتها لتطول سنوات الأمل.
ريهام وهبة نموذجان لكثيرات فقدن الرغبة فى رجال اختفت لديهم الأخلاق والشهامة والمروءة والحنية، التى كانت صفات الرجال زمان..
تعلق أستاذة علم الاجتماع نادية رضوان: اتجوزوا مرة واتنين وثلاثة» فالبحث عن مجرد تلقيح للبويضة، حالات فردية، فالزواج احتياج إنسانى بيولوجى، «تربينا على تقاليد جدتى، المهر والشبكة والرجل يصرف والزوجة لا تساعد، فإذا ساعدت، يصبح مقصرا، نوعاً من العبودية للرجل أو المرأة، هى تستعبده ليعمل ويصرف وهو يستعبدها فى البيت لأنه الذى يصرف.
الحل كما تقول نادية: المشاركة فى كل تفاصل البيت، فى تغيير حفاضات الطفل، فى الطبيخ، هى أسبوع وزوجها أسبوع، لتكون الحياة أسهل وأفضل، أن نتغير فكريا وعقليا.
نصيحة د. نادية: «لا تجعلى رجلا يستعبدك، اعملى واصرفى على نفسك، اتجوزوا وعيشوا وجربوا، ولا تنجبوا إلا إذا شعرتم أنكم لا تستطيعون الابتعاد عن بعضكم، أتجوزى مرة واتنين وثلاثة حتى تجدى الآخر، ليس عيبا أو حراما، حتى تجدى من ترضى أن تنجبى وتعيشى معه. لكن أن تحضرى طفلا للحياة بدون أب ويتربى فى خلل ويشوه نفسيا، فهذه جريمة وهذا هو الحرام بعينه.
ألن يزيد ذلك من نسب الطلاق؟
تقول نادية: نسب الطلاق كبيرة فعلا، وتخرج الفتيات بأطفال لا ذنب لهم.. تزوجوا ولا تنجبوا إلا من تتأكدوا أنه شريك الحياة، على المجتمع أن يسمع الآراء الصادمة ليفوق. •