الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حرب النجوم وأوراق فيتنام

حرب النجوم  وأوراق فيتنام
حرب النجوم وأوراق فيتنام


استقبالنا للحياة بدهشة ضرورة لا مفر منها، أنها النصيحة التى شدت انتباهى من جديد مؤخرا وأنا أتابع ما يقال وما يكتب فى أمريكا مع نهاية العام المنصرف.. أو مع استقبال العام المقبل والجديد.
والجديد لكى يكون جديدا أو لكى نراه ونسمعه جديدا ولكى نلمسه ونشعر به جديدا علينا أن نستقبله ونرحب به ونحتضنه.. وكلنا دهشة. الدهشة التى تدفعنا إلى الحياة بتفاصيلها والتى تقول لنا بلا تردد.. الدنيا حوالينا لسة بخير.. «وأنها حلوة.. بس للى يفهمها».. و«دور عليه دور».. وأنت بالتأكيد ستجد نفسك دائمًا وجهًا لوجه مع الجديد والمجدد والمتجدد.. والموضوع ده بالمناسبة جاد جدًا.. ومش هزار.
أجد أمامى كلمات الشاعرة الأمريكية مايا أنجيلو التى أبهرتنا ولسنوات طويلة بقدرتها الفائقة على الإمساك باللحظة التى لا تتكرر ورغبتها المتدفقة فى الحديث الدائم عن حميمية الحب وعبقريته، هى التى قالت:.. «إن الحب لا يعترف بالحواجز.. يتجاوز العوائق ويقفز من فوق الأسوار ويخترق الجدران وذلك لكى يتسلل وكله أمل ويصل إلى هدفه المراد مهما كان بعيدا!».
أقرأ هذه الكلمات لمايا أنجيلو بينما يستعد عشاق السينما فى أمريكا لاستقبال أفلام جديدة.. تسمى أفلام الأعياد أو أفلام نهاية العام، أفلام جميلة غالبا كأن السينما تريد أن تغفر خطاياها التى ارتكبتها على مدار عام كامل.  والأمر الأهم بالطبع هو أن هذه الأفلام مع الانتهاء من إنتاجها وعرضها فى هذا التوقيت.. تستطيع أن تتنافس على جوائز الأوسكار وعلى شباك التذاكر أيضا، ومهما قيل عن سعى صناع الأفلام للربح والكسب الماضى فإن عشاق السينما لا يترددون فى الاحتفاء بما هو جميل ومبدع ومبهج من عالم الأفلام.
والسينما الأمريكية فى الوقت الحالى أيضا مثلما كان الأمر معها دائما تبحث عن ما يسحب خيال البشر بعيدا عن الواقع آخذة فى الحسبان عشقهم وهوسهم للزمن الجميل الذى مضى. ونجد فى هذا الموسم فيلما جديدا من سلسلة أفلام «ستار وورز» ـ حروب النجوم بشخصياته وكائناته الغريبة وأيضا القريبة من قلوب عشاق هذه الأفلام، الفيلم الجديد «جيدى الأخير» هو الفيلم الثامن فى سلسلة الأفلام التى بدأت تعرض فى عام، والفيلم الجديد هو الفيلم الأطول فى الأفلام ومدته ساعتان و32 دقيقة، كانت مدة الفيلم الأول ساعتين ودقيقة، وأفلام ستار وورز تحديدا لها جمهورها الممتد عبر الأجيال ولها البيزنس الخاص بها من تذكارات وألعاب وملابس ومحلات صنعت من السينما أسطورة ومن الأسطورة بيزنس حجمه يقدر بمليارات من الدولارات.
أما الفيلم الذى ينتظره أهل واشنطن فى هذا العام السياسى الساخن اسمه «ذى بوست» ـ أى البوست والمقصود صحيفة واشنطن بوست. ويحكى الفيلم قصة الصحيفة الشهيرة مع نشر أوراق البنتاجون وهى الوثائق الخاصة بحرب فيتنام وتورط واشنطن فيها ودور وزارة الدفاع (البنتاجون) وقراراتها فى تلك المرحلة الحرجة من تاريخ أمريكا. الفيلم من إخراج المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج الذى صار على مدى العقود الأربعة الماضية اسما وقيمة وقامة فى عالم السينما بأفلامه التى أصبحت جزءا مهماً من تاريخ السينما الأمريكية والعالمية على السواء. سبيلبرج (وهو الآن فى الـ70 من عمره) أخرج  أكثر من خمسين فيلما منها «الفك المفترس» و«ايى تى» و«ميونخ» و«قائمة شندلر» و«جسر الجواسيس» و«لنكولن».
والفيلم الجديد البوست يتعرض للعلاقة الشائكة غالبا والمتوترة أحيانا بين الصحافة من جهة والسلطة أو الحكومة من جهة أخرى. ويشارك فيها تمثيلا توم هانكس وميريل ستريب، والأخيرة تقوم بدور كاترين جراهم- ناشرة واشنطن بوست حينذاك- فى بداية السبعينيات من القرن الماضى، وجراهام عرفت بأنها امرأة قوية تحدت مصاعب عديدة فى مدينة القرار الأمريكى- واشنطن، واستطاعت بإصرارها وعزيمتها أن تحتل مكانة مرموقة فى الأوساط الصحفية والسياسية بالعاصمة الأمريكية، ومن المرجح أن هذا الفيلم بمضمونه وتوقيت عرضه سيثير العديد من القضايا حول دور الصحافة ومسئوليتها فى التصدى لمشاكل وأزمات المجتمع وأيضا فى التعامل مع القرار السياسى وتبعاته.
وبالتأكيد هناك قائمة من أفلام ينتظرها ويسعى لمشاهدتها والحديث حولها.. عشاق السينما والأفلام والخيال المجنح فى أى مكان وفى أى زمان!!
• اعمل الخير وارميه البحر
بهذا المفهوم تقدم شخص لم يكشف عن هويته وعن اسمه واكتفى بالذكر أنه «تشارلى كى» لكى يدفع فاتورة شراء ألعاب لأطفال لا يعرفهم فى محل شهير بلعب الأطفال فى نيوجرسى، وقد بلغت قيمة ما دفعه 10 آلاف و780 دولارا وقد حدث هذا يوم الجمعة 24 نوفمبر الماضى. وكل ما قاله هذا الشخص عما فعله أنه يريد أن يجلب السعادة لأطفال فى مجتمعه الذى يعيش فيه.
خطوة مماثلة أخذها شخص آخر منذ أسابيع إذ قام بإهداء لعب أطفال يقدر ثمنها بنحو خمسين ألفا من الدولارات لمركز للخدمات الصحية والإنسانية فى نورث كارولينا، والهدف بالنسبة له أيضا حسب ما ذكر ـ هو إسعاد أطفال ذوى الحاجة فى موسم الأعياد والاحتفالات بقدوم العام الجديد.
أما الحدوتة الثالثة فى سلسلة حواديت العطاء والتفكير فى إسعاد الآخرين فقد ذكرت على صفحات مجلة «تايم» الأمريكية وقد حدثت فى ولاية تكساس فى نهاية عام 2016 أى منذ عام. إذ قام فاعل خير بتقديم بطاقات هدايا لأكثر من 300 معلم ومعلمة فى مديرية تعليمية بمدينة دالاس، وكانت قيمة كل بطاقة 400 دولار، هذا الموقف الإنسانى والعمل الذى يبقى فى البال تكلف إجماليا نحو 150 ألف دولار دفعها فاعل الخير وهو سعيد بإسعاده لمعلمى الأجيال المقبلة ومن يعطون بلا حدود ودون انتظار مردود فعلهم وعطائهم!! •