السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خدعة «نسب المشاهدة»

خدعة «نسب المشاهدة»
خدعة «نسب المشاهدة»


من يتحكم بالإعلام المصرى؟
تساؤل قد يطرحه كثيرون لمعرفة من يدير دفة
الإعلام فى مصر، خاصة بعد أن تغيرت كثيرا من المفاهيم الإعلامية التى تتحدث عن الحيادية والمصداقية والسير وفق مبادئ ميثاق الشرف الإعلامى.
فقد طالعتنا بعض القنوات الفضائية منذ فترة بظهور بعض الإعلاميين الذين يخرجون عن قواعد المهنية للسعى وراء شهرة أو إحداث حالة من البلبلة، ربما تزيد من نسب المشاهدة التى أصبحت هى المؤشر على نجاح الإعلامى وتميزه عن غيره.. وفى نظرة سريعة على خريطة بعض القنوات الإعلامية تجد أن الشللية تحكمها، فهناك مجموعات من الإعلاميين لكل منهم «شلة» تنتقل معه من قناة إلى قناة ومن برنامج إلى آخر.. كما أن السياسة الإعلامية على أرض الواقع يحكمها فى الغالب فكر صاحب القناة والذى بالطبع يختلف من قناة لأخرى ومن مالك لآخر..وبالتالى أصبح رأس المال صاحب الكلمة فى تحديد ما يقوله مقدم البرنامج نفسه.
الخطايا
ويرى الإعلامى حمدى الكنيسى أن ما نراه الآن من بعض القنوات الإعلامية أخطاء تصل إلى درجة الخطايا، حيث تفتقد الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى والمعايير الأخلاقية والمهنية.. ومن المفترض أن الإعلام لا مجال فيه لأجندات خاصة سياسية كانت أم حزبية، لأن هذا يضر بالسياق الإعلامى، لكن لا يوجد رجل أعمال - إلا قليل - يقبل أن ينفق كل هذه التكاليف فى إطلاق قناة لا تخدم مصالحه ويغلب فيها الجانب الشخصى على المصلحة العامة.. ولا يعيب أى قناة أو إعلامى أن يعيد تقويم نفسه أو أسلوبه بالتدريب والدراسة ويستفيد مما هو متاح له من إمكانيات فى تحسين الصورة الإعلامية، بحسب الكنيسى..نحن فى حاجة أن يتم التوافق بين القنوات والإذاعات والصحف لتقديم محتوى جيد يعيد القارئ والمتفرج إلى البحث عن المعلومة الصحيحة، لأن الخطر الأكبر فى الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعى وما تبثه عبر صفحات مجهولة من معلومات مزيفة ومدسوسة هدفها إثارة الفوضى والارتباك.
قواعد «الإعلان»
تؤكد د.ريهام صلاح أستاذ الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب أن الإعلان أصبح يتحكم فى الإعلام الآن سواء الإعلام التقليدى أو الإليكترونى، حيث يتم تصنيف البرامج وتقييمها بناء على الأعلى مشاهدة دون النظر إلى المحتوى ومدى جودته، بهدف جلب مزيد من الإعلانات وبالتالى زيادة المكاسب المادية التى تعود على صاحب المحطة الفضائية.. أما أخلاقيات الإعلام وميثاق الشرف الإعلامى فهى غير موجودة وأصبح من النادر التعامل وفق هذه المفاهيم الإعلامية.. فالقنوات الخاصة تُسيِّر سياستها وفق سياسة المالك لها والتى تخدم مصالحه وهذا ما أفسد الإعلام وأفقده حياديته ومصداقيته فى كثير من الأحيان.. وأحيانا يكون اسم مقدم البرنامج  هو الحصان الأسود فى رفع نسبة المشاهدة وزيادة الإعلانات، لكنه فى نفس الوقت لا يستطيع أن يتجاوز فيما يقوله بما يخالف مصلحة صاحب القناة.
فالطلبة دائما يتساءلون عن وجود ما يدرسونه فى الإعلام وما يتم تقديمه على القنوات ودائما ما أنصح طلابى بمتابعة ماسبيرو زمان لأنها نموذج للإعلام الحقيقى والجاد.•