الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مافيا المشاعر تسرق روحك

مافيا المشاعر تسرق روحك
مافيا المشاعر تسرق روحك


ريشة الفنانة : سارة جمال
نوع من السرقة قد لا يقترب من جيبك ،ولكنه قد يكون  أشد خطراً وأسوأ تأثيراً ؛فهو قد يسرق فرحتك.. أو عمرك ..أو وقتك.. أو طاقتك أو حتى كرامتك.. مافيا تستنزف روحك وغالباً ما يكون ذلك من أقرب الناس إليك، حيث لا مكان لشكٍ أو حيطة، والأخطر أنك قد تجد نفسك تشجع سارقك وتساعده، أو تلتمس له الأعذار.
خيوط عنكبوتية متشابكة من شخصيات قد تكون محورية فى حياتك.. مافيا مختلفة فى حياة كلٍ منا وخلال السطور القادمة تجارب لأناس اكتشفوهم فى حياتهم..
الدكتور محمد ذكرى استشارى التغذية العلاجية يرى أن من بين أنواع المافيا فى حياته، المريض الذى دائماً يظهر عدم رضاه عن مظهره، بعد ما بذلته معه فى إنقاص وزنه، حتى وصل للوزن المثالى، وأغلب هؤلاء نساء، قد يكون ذلك لسمات شخصية فيها كافتقادها للثقة، وقد يكون خبثًا ليبذل الطبيب كل ما يستطيعه لإرضائها.. وفى الحالتين هذا النوع من المرضى، يحبطنى ويسرق طاقتى، وينقل لى طاقة سلبية؛ فأتحاشى التعامل معه.
فى محيط أصدقاء د. ذكرى، صديق لص، عشرة عمر منذ  كنا بالجامعة ،كان مقرباً لى جداً وساعدته كثيراً فى دراسته، وزواجه، وسفره، ثم اكتشفت أنه صاحب مصلحته فقط، والغريب أن كل من حولى كانوا يرونه على حقيقته إلا أنا، لم أكتشف ذلك إلا بعد أن قضى سنوات لا يسأل عنى، واختفى تماما، ثم عاود الظهور عندما كان له طلب منى لأساعده فى مشروع.
لم أقاطعه.. لكنى أخرجته من محيط الصداقة وأصبحت أراه على حقيقته، وفى محيطى الأسري «لا أستطيع أن أطلق على زوجتى مافيا، ولكنها تشركنى فى تفاصيل صغيرة كأين دفعت مصروف البيت بالتفصيل، أو تفاصيل مشاكلها اليومية البسيطة مع ابنتى، يستهلك طاقتى، ويسرق من تركيزى ولكن هذا لأنها حساسة وتريد إشراكى معها فى تفاصيلها».
صخرة الأحلام
إيمان محمد مدرسة لغة إنجليزية 43عاماً زوجة وأم لثلاثة أطفال، تقول: فى حياتى وحياة آخرين من يقلل من أحلامك ويشدك للأسفل يجذبك للروتين، والحياة الآمنة، من وجهة نظره.
من هؤلاء أمى، فخوفها علىَّ  منعنى من تحقيق طموحاتى، كان والدى متوفياً و تريد أن تطمئن علىَّ، كنت أعشق الباليه فى صغرى وأتمنى أن أستمر وأصبح نجمة مشهورة، عندما وصلت للمرحلة الإعدادية قالت «انتى كبرتى مالوش لازمة الباليه اقعدى ذاكرى أحسن»، بعدها حلمت بدخول معهد السينما، فرفضت.
أقنعتنى بدخول كلية الآداب.. فطلبت أن أدخل قسم إعلام لأكون مذيعة أو صحفية، رفضت وقالت «لن تجدى عملاً بعد تخرجك» دخلت قسم اللغة الإنجليزية على وعدٍ منها بأن أعود لحلمى بعد التخرج وأدرس الإعلام، أو المسرح، أو السينما؛ لكن بعد التخرج أقنعتنى بالزواج من ابن خالتى، صاحب المستقبل المضمون.
 وانتقل دورها فى تقليص أحلامى لزوجى، أنجبت وكبر أولادى قليلا ً وأردت أن أعمل فى مجال الصحافة أو الإعلام، ولكن بحكم عمله كمحاسب نصحنى: «اعملى فى بنك أو فى مدرسة؛ لتكون مواعيدى مناسبة لأولادنا، استسلمت وعملت مدرسة، وحدث أن عرضت علىَّ منحة للخارج مدفوعة جزئياً لدراسة الإعلام لسنة واحدة، فثار زوجى وثارت أمى «هتسيبى ولادك وجوزك».
كل مرة كنت أتخلى فيها عن حلم من أحلامى كنت أشعر أنى أفقد جزءًا من روحى، والآن أنا أدور فى حياة روتينية رسمها كل من حولى إلا أنا، فلا أجد فيها نفسى.
سارق الفرحة
المهندسة سارة محمود 25سنة تعمل بإحدى شركات البترول تقول: عندى زميلة غالباً ما أشعر بأحاسيس عكسية سلبية بعد الجلوس معها، أقابلها سعيدة بنجاح ابنتى.. فتسرق فرحتى، فكله عندها «عادى» مما يحبط حماسى، فتوقفت عن أن أشركها فى تفاصيلى السعيدة.
الحق المكتسب
«ل.ع» فضلت عدم ذكر اسمها معيدة فى كلية الصيدلة بإحدى الجامعات الخاصة متزوجة ولها ابنة تقول: «للأسف رغم قصة الحب التى جمعتنى بزوجى إلا أن أسلوبه ورغبته فى تكريس حياتى للبيت فقط تسرق من حماسى وتركيزى وراحتى، وأحرص على تلبية طلباتهما مهما كنت مرهقة أو مشغولة، أصبح ذلك حقاً مكتسباً فإذا مرضت يقول: «لو الشغل كنتى قمتى!!» وأحيانا يطلب منى عمل أصناف من الطعام التى تستهلك وقتاً، أصبحت وكأننى فى ماراثون بين عملى، وبيتى، ومحاولة إرضائه التى لا تتحقق، ودائماً يرى عملى غريمه، ولا يشكرنى مهما بذلت. •