الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البعض لا يذهب إلى المأذون

البعض لا يذهب إلى المأذون
البعض لا يذهب إلى المأذون


الكثير من الشباب يظلون دون زواج.. وعندما تسألهم عن السبب يقولون تفاصيل كثيرة.. بعضها أسباب مقنعة.. وأخرى تشعر أنها «تلاكيك»..
ويظل هناك فى الجانب المظلم من القمر حكايات، تترك أثرا يظل طويلا..تجعل الطريق للمأذون صعبا وبعيدا..

 جالسا على كرسى منضدة خشبية فى مقهى بشارع شامبليون بوسط البلد، ينفث دخان نرجيلته، ويرتشف من فنجانه الزجاجى القهوة الفرنسية، باديا على وجهه اللاهدف، «محسن» 38 سنة يعمل فى إحدى شركات المحمول، غير متزوج، ولا يفكر فى الارتباط.
 عندما سألته لماذا لم يتزوج حتى الآن؟، أجاب: مثلى مثل بقية الشباب لا نرفض الزواج، لكن الدخل الشهرى الذى نحصل عليه متواضع جدا، لا يستطيع الصمود أمام غلاء المعيشة وصعوبة الحياة، وهو ما يدفع أغلب الشباب إلى تأجيل أمر الزواج.
 يحكى محسن: خطبت فتاة منذ 4 سنوات، وكنت أرغب فى الاستقرار معها لكنى لم أستطع توفير كل متطلبات الزواج،  فبالإضافة إلى السكن والأثاث، هناك تجهيزات حفل الزفاف وهى مكلفة جدا، ودخلى  لا يتجاوز 2000 جنيه.
بعدها خطبت أكثر من مرة، وفى كل مرة كنت أفسخ الخطوبة لنفس الأسباب، وهمى الوحيد الآن أن أؤمن مستقبلى بشكل يمكننى من الاستقرار دون التعرض إلى مشاكل.
ورغم ضغوط والدة محسن المتواصلة فهو لا يستبعد فكرة الزواج تماما، لكن يرى أن الزواج أصبح صفقة تحكمها حسابات مادية بحتة، وأن الحب الحقيقى الآن لا يوجد إلا فى المسلسلات التركية والهندية.
• البحث عن زوجة عاملة
لا يختلف رأى سمير -مخرج أفلام تسجيلية- عن رأى محسن، ويضيف: الزواج الآن عبء ثقيل على الشباب من الجنسين على حد سواء، ورغم بلوغه السابعة والثلاثين، لا يشعر بأنه تأخر عن قطار الزواج.
 وأضاف سمير: الشباب العازف عن الدخول إلى قفص الزوجية هم ضحايا البطالة، والمتطلبات الأسرية المبالغ فيها، فأغلب الفتيات لا يقبلن الزواج من عاطل، أو من يعمل بشكل موسمى، وفى المقابل أصبح الشباب يبحثون عن المرأة العاملة، وبالتالى لم تعد المشكلة فى مشاعر الحب.
يكمل: لست عازفا عن الزواج بشكل قطعى، فقد تتحسن ظروفى الاقتصادية وتتغير المعايير التى أتزوج لأجلها، فالزواج لم يعد هدفا، وإنما الهدف هو الشراكة التى تعود بالسعادة للطرفين.
• قسمة ونصيب
أما عصام -فى الأربعينيات-  فيقول عن عدم زواجه، أنه رغم كونه موظفا وحقق نجاحا ملحوظا فى عمله، ولديه شقة ثلاثة غرف وجاهزة من كل شىء، ولديه سيارة، لكن مختلف الأسر المصرية -ميسورة أو متوسطة الحال وحتى البسيطة- تبالغ فى الشروط والمطالب أمام من يتقدم للزواج من بناتهم، فيضرون بناتهم والشباب معا.
لكن عصام، يرى أن الزواج قسمة ونصيب، وأنه لم يتزوج حتى الآن لأنه لم يجد الفتاة المناسبة، التى يحلم بها، فهو ضد زواج الأقارب، ويكمل: لست مستعجلا ويوماً ما سوف أتزوج.
يبتسم عصام ويقول: المشكلة أن بعض المحيطين بى يشكك فى رجولتى، بالإضافة لضغط الأهل كلما جمعتنا اللقاءات، وبالوقت اعتدت هذا الكلام، لم أعد أقابلها بالهجوم أو الانزعاج، أستمع فقط وأكمل طريقى.
 بعد سنوات الغربة
لم يسبق لمحمد جمال- 57 سنة- من أسوان، الزواج، يحكى الأسباب: "عشت سنوات عمرى وأنا مضرب عن الزواج ، فبعد أن شقيت فى الغربة لسنوات طويلة وتركت قريتى التى ولدت فيها بأسوان، لتوفير متطلبات الزواج، وعندما عدت لأتقدم لخطبة زميلة الدراسة، وجدتها تزوجت من ابن خالها.
 عدت حزينا إلى عملى فى القاهرة بعد أن ضاع حب حياتى، بعدها بفترة قصيرة تعرفت على أسرة وتقدمت لخطبة ابنتهم ، وقبل أن نمضى فى إجراءات وترتيبات الزواج طلبوا منى أن أنسى أهلى فى أسوان، وأن أوفر المال الذى أرسله لهم شهريا بحجة أن تكاليف الزواج كثيرة، فصرفت النظر عن الزواج.
 يكمل: حتى هذه اللحظة ليس لدى استعداد نفسى للزواج ، فإذا كانت الفتيات بهذه الروح فلانريد أن نتزوج.•