الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يوميات بنت تخطت الثلاثين: اسألوا القضاء والقدر

يوميات بنت تخطت الثلاثين: اسألوا القضاء والقدر
يوميات بنت تخطت الثلاثين: اسألوا القضاء والقدر


كتبت: سارة حسين
«شدى حيلك يا جميلة.. يلا بقى عايزين نفرح بيكى.. إيه مش ناوية بقى ولا إيه.. كل اللى قدك وأصغر منك اتجوزوا.. معقولة مفيش أى حد».. وأخيرا «خلاص احنا فقدنا الأمل فيكى»..

 تلك الجمل بعض مما يأتى إلى سمعى من آن لآخر.. بعض من التبكيت لأنى لم أجتهد فى اصطياد العريس.. حسنا.. لست من ذاك النوع الذى يجرى وراء الأشياء إن أتت فذاك جيد وإن لم تأت فلا بأس..
ولأنى أؤمن بالنصيب والقضاء والقدر متأكدة أن نصيبى لم يأتِ بعد، ولن ألهث وأسعى لأجد نصفى الآخر.. سوف يأتى وإن كان فى النصف الآخر من الكرة الأرضية.. أنا أؤمن بذلك لأنها إرادة الله.
فلا تلقوا بلومكم عليّ إذا أردتم اسألوا القدر.. اسألوه لمِّ لم ألتق بنصيبى حتى الآن؟ هل على أن أشمر ساعدى وأترك عملى وأبحث عن ذاك النصيب حتى ترضوا؟!
وماذا إذا لم يرد الله لى الزواج؟ هل أدفن حية؟ لم لا ترون نجاحى واجتهادي؟ لم اختزلتمونى فى الزواج وإنجاب الأبناء؟ نعم أعلم أن تلك هى الطبيعة والسنة، ولكن تعيبونى لأنى تجاوزت السن دون ارتباط.
أعيش فى مجتمع تهمه المظاهر والتباهى والتفاخر، يبحث عن المثالية وهو يخلو من المثل، يعيش الازدواجية، فى الحقيقة شىء ويتظاهر بشىء آخر.. يدعو لتحرر المرأة واستقلاليتها، وفى نفس الوقت يقيدها بشرقيته، يدعوها لتعمل وتجتهد وتنهض بمكانتها، وفى نفس الوقت ينبذها وينتقص من حقوقها، يدعوها لتتطور ثم يتجنبها لأنها أصبحت ذات شخصية قوية تظهر ضعفه وتخلفه.. يطلب منها العفة والاحتشام وفى نفس الوقت يرفضها لالتزامها.. يدعوها ويلّح عليها للاجتهاد فى تأسيس بيت وإنجاب الأبناء ويلومها لأنها تصرح برغبتها فى ذلك، ويدعوها للصبر والابتهال إلى الله والعودة إليه ليفرج كربها ويخرجها مما هى فيه.
مجتمع متناقض يبرر للرجل تصرفاته وإن كانت خاطئة ويلقى باللوم على المرأة وإن لم ترتكب الأخطاء، تتحمل جميع النتائج السلبية على الرغم من أنه لايوجد لديها سبيل ولكنها تتحمل المسئولية، تتحمل المسئولية لأنها لم تتزوج وإن تزوجت تتحمل مسئولية نجاح أو فشل زيجتها، إن نجحت فيرجع الفضل للرجل المحافظ على بيته وإن فشلت الزيجة تتحمل هى النتيجة ليس لأى سبب سوى أنها لم تتحمل أو لأى سبب آخر المهم أنها مخطئة، حتى إن تحملت زيجاتها الفاشلة ومساوئ حياتها فهى مخطئة لأنها تحملت وصبرت.
إذن لست فى ذلك المجتمع المثالى الذى أسعى لأن أرضيه وأحقق رغباته، بل على العكس فى أحيان كثيرة أرفض ما يمليه عليّ من أعراف، عاش عليها لدهور عديدة.. أعتذر أنى خيبت أملكم بالفرح بى ولكن سوف أمضى قدما دون الالتفات لكلامكم ولن أرضخ لرغباتكم التى لا أراها مبررة.. عذرا فأنا أنتظر قدرى.. وإذا كنتم فى عجلة فاسألوا القدر. •