السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بعد الثلاثين أنت «عريس محتمل».. أو..مالوش فى «الجواز»

بعد الثلاثين أنت «عريس محتمل».. أو..مالوش فى «الجواز»
بعد الثلاثين أنت «عريس محتمل».. أو..مالوش فى «الجواز»


يتعاطف المجتمع مع الفتيات اللاتى يتأخرن فى الزواج، وينظر إليهن بتعاطف شديد، باعتبار أنهن ضحية المجتمع والظروف الاقتصادية، وقد لا يتعارض هذا التعاطف مع استخدام البعض تعبير «عانس» عليهن.

وتحظى قضية الفتاة التى لم تتزوج على تناول إعلامى مكثف، كلما ظهر تقرير أو رقم جديد يخص هذه «الظاهرة»، سواء الإعلان عن عدد الزيجات الجديدة أو عدد مرات الطلاق التى تتم خلال عام، ويتناسى المجتمع والإعلام تماما أن أمام كل امرأة عانس هناك رجلاً ينسحب عليه نفس اللقب بنفس قسوته.
ورغم كل هذه التقارير الإعلامية وحلقات «التوك شو» التى تناولت قضية المرأة العانس لم يتم التوقف عند سؤال ما هى معاناة الرجل «العانس»؟
- تصورات الناس عن حياة العازب أنها مليئة «بالموبقات»
-المتطفلون يسألونك عن الميراث المتوقع والعمل الإضافى والشقة وحالة الفحولة
فإذا كنت ذكرا وتجاوزت الـ30 من عمرك ولم تتزوج فأنت عرضة للأحكام القيمية والأخلاقية من جميع أطياف المجتمع بلا استثناء، خاصة المتزوجين الذين تزوجوا مبكرا أثناء دراستهم فى الجامعة أو عقب تخرجهم مباشرة.
بعض هؤلاء ينظرون إلى العازب الذى تأخر فى الزواج على أنه «فلاتى» حتى وإن لم يروا منك شيئًا يدل على ذلك، ولكنهم يتعاملون بيقين أن هذا العازب لديه بالتأكيد علاقات سرية لا يكشف عنها، فيبدأون فى إسقاط تصوراتهم التى تكون فى الغالب ساذجة عن حياة العزاب على جميع العزاب الذين يقابلونهم فى العمل أو النادى.
• حياة العزاب!
وإذا بالغ الذكر الأعزب فى نفى أن تكون له أى علاقات سرية أو أنه متعدد العلاقات «زير نساء»، يبدأ المجتمع المحيط به فى بناء وجهة النظر المغايرة على الفور، وهى «أنه رجل ملوش فى الزواج» وهى أفضل التعبيرات وأكثرها تهذبًا التى يمكن توجيهها للرجل الذى يتأخر فى سن الزواج ويُصر على أنه ليس له علاقات غير شرعية.
وفى كلتا الحالتين هو شخص غير مرغوب فى صداقته تحت أى سياق وفى أى ظرف إلا ممن يشبهونه اجتماعيًا، أى مجتمع المتأخرين فى الزواج فقط، لأنه ببساطة ليس ضمن دائرة احتمالات أن يكون «صديق العائلة»، ويتم التعامل معه من أغلب المتزوجين بحالة من النفور والاستبعاد، بناء على مجرد تصوراتهم عن حياة العزاب المليئة «بالموبقات».
• عريس محتمل!
فجأة يجد الذكر الأعزب نفسه وقد اختصر ليكون عبارة عن فرصة عريس لأى باحثة عن الزواج وصديقاتها وأهلها، هو دائمًا عريس محتمل فى أى وقت، يتم تحليله نفسيًا واجتماعيًا ووضعه ضمن قائمة عزاب آخرين يحملون نفس الشروط والسمات، التى تجعلهم جميعًا فرصًا لعرسان قائمة، ولكن الاختلاف فى ترتيب الأولويات، وهو أمر يختلف على حسب العروسة المحتملة والمجتمع الذى تعيش فيه، فالبعض يرتب بناء على الوسامة والبعض يرتب بناء على القدرات المادية، والبعض على حسب الوضع الاجتماعى ومنطقة السكن.
ولكى تتم دراسة وتحليل العريس المحتمل ووضعه فى الدور الصحيح ضمن قائمة العرسان المحتملين، يجب أن يتطوع أحد من دوائر «العروسة المحتملة»، ليخترق هذا العريس ويطلع على معلوماته الشخصية الدقيقة، ففى أثناء وجود هذا العريس المحتمل فى النادى أو العمل أو فى زيارة عائلية، يباغته من يتودد له بشكل مفاجئ وبدون مقدمات ويبدأ فى السؤال عن دخله ووضعه الوظيفى وإذا كان لديه عمل إضافى أو لا، وهل لديه شقة وحجم ميراثه المتوقع، وإذا كانت سنه تجاوزت الثلاثين عاما، فيكون هناك سؤال تلميحا أو تصريحا عن صحته الجنسية، وماذا إذا كانت فحولته تعانى أى مشكلات؟
كل هذه الأسئلة يطلقها المتطفلون على العزاب بكل ثقة وبدون تردد ودون مراعاة للحد الأدنى من الخصوصية وخدش حياء الآخرين، كل ذلك تحت مسمى وبدافع «توفيق راسين فى الحلال» وإعمالا للمثل الشعبى «اخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك».
أظن أن أى آنسة تجاوزت الثلاثين ومهما تعرضت لمضايقات، لن يحاول أحد أن يجد مبررًا شرعيًا لسؤالها عن ميراثها المتوقع بعد وفاة عائلتها، أو عن صحتها الجنسية. •