الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مدام = جميلة.. ومحترمة وعفيفة: مدموازيل من فضلك

مدام = جميلة.. ومحترمة وعفيفة: مدموازيل من فضلك
مدام = جميلة.. ومحترمة وعفيفة: مدموازيل من فضلك


كتبت: ابتسام كامل وريشة الفنان: مينا ميلاد
يستفزنى دائما ضرورة ربط اسمى بلقب يصف وضعى الاجتماعى وحالتى الزوجية.. خاصة أن الغالبية تصر على مناداتى بـ«مدام».. فأردد داخلى: آنسة وحياتكم.
ولثقتى التامة أن لقب مدام فى ثقافتنا لا يمت بصلة لما تعنيه الكلمة فى الثقافة الغربية، التى تطلق هذا اللقب على النساء بغض النظر عن أعمارهن وحالتهن الزوجية، بحسب الدراسة التى أجرتها الباحثة إيمى إريكسون بجامعة كامبريدج، والتى تؤكد فيها أن لقب «السيدة «Mrs» كان يمنح لنساء الطبقات الراقية كسيدات الأعمال، بينما أية امرأة عادية أو سيدة منزل كانت تنادى فقط باسمها، بينما ظهرت لفظة «آنسةMiss » فى إحدى الوثائق الضريبية الإنجليزية عام 1698 كأول إشارة للمرأة غير المتزوجة..

وهكذا يصبح من السهل توقع انتقال تلك الثقافة الغربية إلينا فى الشرق، الذى لم يعدم تلك الألقاب الاجتماعية منذ تاريخ بعيد، مثلما لم يخفِ ميوله للتمييز، ليس فقط بين الرجال والنساء ولكن بين أبناء الجنس الواحد.
- آنسة أو مدام.. تكشف اهتمام المجتمع بمعرفة الحالة الاجتماعية للمرأة وتتغافل وضع الرجل
- كونى «آنسة» أو «عانسة».. هو وضع اخترته بنفسى، وإلا كنت «مدام» ونص كمان..
-لحظة دخولى المنزل بعد وفاة والداى وزواج أخوتى صمت رهيب.. لا زوج ينتظرنى ولا أطفال يفرحون لقدومى.. ولا أحد يطلب منى شيئًا يملأ اهتمامى وفراغى الداخلى.
-بعض العانسات يتقن دور الأخت والصديقة الجدعة ظنا أن هذا يرضى الرجال.. حتى تفاجأ بأنه يستشيرها فى العروسة التى يرى فيها نموذج الأنوثة والدلال والمرح.
وتقول بعض الدراسات إن الألقاب الاجتماعية كانت تستخدم كوسيلة تعارف، حيث انحصر دورها فى وصف المرأة بأنها والدة فلان، أو وصفها الأخلاقى باعتبارها صاحبة الصون والعفاف، وأحيانا ما كانت تلقب بإحدى صفاتها الجمالية والشكلية.. إلخ ... وهذا ما تؤكده بعض حضارات الشرق الأقصى، مثل الهند التى كانت نساؤها لوقت قريب- وربما لا تزال- تضع علامة ملونة بأعلى جباههن لوصف حالتهن الزوجية، وألا تتعرض للوم والعقوبات الاجتماعية.
• حملة فرنسية ضد الألقاب
فيما تعتقد بعض النسويات وبعض المدافعين عن حقوق النساء أن هذه الألقاب ما هى إلا إحدى صور التمييز الاجتماعى ضد المرأة، خاصة أنه لا يوجد بجميع الثقافات واللغات سوى لقب واحد يصف الوضع الاجتماعى للرجل .. وهو فقط  لقب «السيد Mr»! ما يعنى اهتمام المجتمع بمعرفة وضع المرأة الزواجى، وتغافل وضع الرجل.
خاصة أنه بالفعل لا يوجد فى جميع اللغات لقب واحد يعبر عن الوضع الاجتماعى الزوجى للرجل، فغالبا هناك فقط السيد، أو الأستاذ!.
ورغم هذا وجدنا عمدة إحدى المدن الفرنسية فى عام 2012 يستجيب للحملة التى شنتها بعض النساء الفرنسيات طلبا لإلغاء الألقاب الزوجية، التى تشكل تمييزا ضد المرأة غير المتزوجة لصالح المرأة المتزوجة!
فقام بدوره بشن حملة لإلغاء لقب «مدموازيل» الذى يشى بالوضع الاجتماعى وأن صاحبته غير متزوجة .. لصالح لقب «مدام» الذى يستخدم كلقب عام لجميع النساء!
• مدام ونص!!
والحقيقة أن الفضل فى تخطى صدمة مناداتى بـ«مدام» يعود لأحد أصدقائى الذى فاجأه رد فعلي  للطريقة التى استقبلت بها كلمة «مدام» أمامه ذات مرة، فظل يستفزنى بأسئلته ومناقشاته الذكورية، حتى فاض صبرى، فاضطررت لشرح الأمر قائلة: أنت أكثر من يعرف أن كونى «آنسة» أو «عانسة» إذا شئت.. هو وضع اخترته بنفسى، وإلا كنت «مدام» ونص كمان! أما غضبى فليس أكثر من كونه احتجاجا على طريقة تفكير المجتمع الذى يربط بين كون المرأة «مدام»- أى متزوجة- وبين استحقاقها للتقدير والاحترام؛ حيث من المفترض بالضرورة أن أحد امتيازات كون المرأة متزوجة.. هو أنها امرأة محترمة عفيفة، وإلا لما تزوجت! فى إشارة ضمنية أخرى لكونها- طبعا- جميلة، وإلا لما وجدت من يقع فى غرامها ويحبها لدرجة أن يتزوجها.. ناهيك عن اتهام المرأة التى لا توافق على أى زواج، أو التى تشترط الحب والعواطف بأنها من فئة النساء الخائبات المتمردات.. الأقرب لجنس الرجال من النساء!
• شرف الزواج!!
بعد هذا الحوار مع صديقى «أحمد».. لم أعد ألقى بالا للمسألة، وقد نجح فى تسليط الضوء على فكرة لم أنتبه إليها يوما موضحا: بالعكس، يجب أن تفرحى حينما ينادونك بـ«مدام» لأن هذا معناه أن الناس يرونك إنسانة طبيعية، مؤهلة لنوال شرف الزواج بحسب المواصفات التى ذكرتِها، حتى لو لم تعجبك!
فاستنكرت قائلة: شرف الزواج؟! لم أعرف أنك تفكر كعامة الناس!! فتجاهل ملحوظتى، وتجاهلتُ استمرار «فذلكته»، مستطردة: وهذا يعنى أن المجتمع يذكرنى بأننى خذلته ولم أنل هذا الشرف، وأن العمر يجرى وأنا لم أحقق للمجتمع توقعاته، وأننى لا أستحق العيش مادمت لم أنجح فى التوافق مع متطلباتى فى رفيق عمرى، وأننى نصف إنسانة، وأننى دون مستوى أية امرأة متزوجة حتى لو كانت أقل علما وذكاء وجمالا و.. و..!!
ظل بيننا الحوار شديد السخونة والواقعية، لكننى أشهد أننى لأول مرة أتمكن من وضع يدى على منطقة ما فى أعماقى.. ترغب بشدة فى مراجعة مفاهيمى ومحاذيرى، وتتمنى لو كنت أقل إحساسا ورومانسية- كما يصفنى المقربون- حتى لا ألتقط ما يخفيه الناس وليس فقط ما يظهرونه أمامى! والحقيقة أننى لست وحدى التى تتمتع ببعض هذه الصفات، حيث تشير إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2015 أن عدد العوانس فى مصر بين آنسات ومطلقات.. بلغ حوالى 13.5 مليون عانس!
وأن بعض ملاحظاتى لبعض رفيقات الحالة الاجتماعية «العنسوية» تشير إلى أن معظمهن حساسات جدا على طريقتى، وبعضهن على الطريقة الإنسانية التى يقمن من خلالها بإتقان دورالأخت والصديقة الجدعة، ظنا منهن أن هذا يرضى الرجال، حتى تفاجأ الأخت منهن بأحدهم يجيئ لاستشارتها فى العروسة إياها التى يرى فيها نموذج الأنوثة والدلال والمرح!
• عن المخنثة والأمومة
أما بعضهن فاستقلاليات لا يحتجن للرجال «ولا حتى الاحتياج الطبيعى»، وبعضهن أضعن عمرهن بين الخجل فى طريقة إظهارالمشاعر.
أو التردد والخوف من خوض تجربة أخرى بعد فشل عاطفى عاشته ولم تتمكن من تخطيه، أو تجربة فشل عائلى عاشتها فى أسرتها أو.. أو..
أما أهم اكتشاف حول هؤلاء العوانس، كما أخبرت «أحمد»: فهو أن معظمهن لم تحلم بالأمومة.. حتى لو كن يعشقن الطفولة والأطفال! الطريف أنه استقبل هذا الاكتشاف بصراخ فى وجهى يؤكد أنهن نساء مخنثات- إذا كان يجوز الوصف على حد قوله!
• فى انتظار رجل
 كان طريق العودة لبيتى طويلا بعد هذا الحوار الشاق، وسريعا ما تخيلت لحظة دخولى البيت، وكيف يبدو بعد رحيل والدى وزواج إخوتى خاليا من الأسرة.. فلا زوج ينتظرنى ولا أطفال يفرحون لقدومى، ولا أحد يطلب منى شيئًا يملأ اهتمامى وفراغى الداخلى.. فأجبت نفسى: الفراغ الداخلى يملؤه الحب.. وطالما غاب الحب، فمن الطبيعى تغيب الأسرة بالنسبة لى!
لا شىء سوى الصمت الذى قد يحركه وجودى بعض الوقت!!
 عند الوصول لهذه النقطة.. أدركتُ أننى ربما أضيع عمرا طويلا فى انتظار رجل يقدر هذه الاختلافات، لست أنا وحدى.. نحن ملايين من البنات.•


أحب عيشة الحرية


كلمات: كامل الشناوى
ألحان وغناء: محمد عبدالوهاب
فيلم يحيا الحب
إنتاج   1938ت



أحب عيشة الحرية زى الطيور بين الأغصان
ما دام حبايبى حواليه كل البلاد عندى أوطان
مطرح ما يجى فى عينى النوم أنام وأنا مرتاح البال
وأغير الحال يوم عن يوم ما دام أشوف قلبى ميال
بحب عيشة الحرية
الحسن فى الدنيا ألوان تحيى الفؤاد وترد الروح
خفة ودلال وجمال فتان ترضى هواك مطرح ماتروح
القمر ساعة ظهوره يحلى نوره با حبايب
والفؤاد يزيد سروره كل ما يشوف اللى غايب
شوف النسيم فى الروض سارى ينبه الورد النعسان
أدى خيالى وأفكارى زى الطيور بين الأغصان
بحب عيشة الحرية •