الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أحلام عادية جدا

أحلام عادية جدا
أحلام عادية جدا


فى دمائها تجرى الحرية والالتزام وتحمل المسئولية، ترى أحلامها أمام عينيها.. يقودها إحساسها.. قالوا عنها فتاة بألف رجل.

فى عمر العشرين.. فراشة تطير وتحلق، تحلم وتتأمل، تجتهد وتتفوق ويشيد الجميع بتفوقها، ويترقبون تحقق حلمها، تصطدم وتواجه وينتظر الجميع انتصارها.. هى نصف المجتمع، الذى يراه البعض كائنًا ناقصًا بحاجة إلى من يكمله، رغم التقدم والتحضر الذى ندعى التحلى به، مازالت تحارب وتتمرد لتثبت للجميع أنها عمود هذا المجتمع، الذى لم يعد منتهى حلمه لقاء نصفه الآخر.
• الحياة أدوار
مع ظروف الحياة القاسية وتدهور الصفات الرئيسية لبعض الرجال، وجدت الكثير من الفتيات أنه من الأفضل أن تولى لعملها الجزء الأكبر من تفكيرها وتركيزها، إلى أن تعثر بالصدفة البحتة على من يستطيع كسب قلبها أو عقلها.. نسبة كبيرة من الفتيات لم يلتقين بعد بنصفهن الآخر والنسبة الأكبر لا تولى هذا اللقاء الأهمية المتعارف عليها منذ قديم الأزل، يواصلن النجاح فى الدراسة والعمل ومسئوليات أخرى كثيرة ويتمتعن بالحرية، حياتهن مفعمة بالنشاط وحافلة بالإنجازات.. ونسبة أخرى يشعرن بالنقص أو بخيبة الأمل لافتقادهن لدور الزوجة والأم، الذى لم ينجح دور العاملة الناجحة فى تعويضه وفى تحقيق الإشباع المطلوب بالنسبة لهن.. «س. م» الطبيبة - التى تبلغ من العمر 28 عاما.. كبرت على حلم الزواج وحفل الزفاف والفستان الأبيض، رغم عملها كطبيبة لم تستطع منع عقلها من التفكير بدور الزوجة والأم وتقول: «حلم طالما راودنى منذ أن كنت فى العشرين، رغم انشغالى بدراستى والتفوق فيها ومن بعدها انشغالى بتحقيق أحلامى الكثيرة فى عملى لم أستطع التخلى عنه، لكن لا أرتضى الزواج بأى رجل لمجرد الزواج، أنا بحاجة لرجل ناجح، قادر على تحمل المسئولية، متفهم، تجمع بينى وبينه مشاعر الحب والاحترام.. لأنه سيجمعنا مستقبل واحد.
• حلم النصف الآخر
أما «م. ح» الموظفة - 33 سنة.. فنجح عملها فى احتلال كامل تفكيرها واهتمامها فى الحياة على مدار أعوام طويلة، ولم تر فى ذلك ظلما لنفسها أو لمن حولها، لكن الجميع كان يترقب لقاؤها بنصفها الآخر، فى سن الـ28 استيقظت لتسأل نفسها: «أين دور الزوجة والأم فى حياتى ؟!»
تقول «م. ح»: «فى تلك اللحظة لم تسمح لى قناعتى بالموافقة على أى رجل.. لا أتذكر حب المراهقة وحلم الفستان الأبيض، يراودنى من حين لآخر حلم الزواج ولقاء النصف الآخر وإنجاب أطفال وأحيانا أشعر بالاستياء من أحاديث المحيطين بى، الذين لا يملون من الإشارة إلى دور الزوجة والأم وما يمثله من ضرورة قصوى فى حياتى، ولكن كل هذا لم ينجح فى أن يدفعنى لقضاء باقى حياتى مع زوج، فقط لنتشارك معا حياة واحدة.
• إجازة لإطلاق المشاعر
 ماذا إذا قررت الفتاة منح عقلها هدنة وإطلاق العنان لمشاعرها للقاء الحب أو النصف الآخر؟!
«م. د» صحفية - 30 سنة.. التى أخيرًا التقت حب حياتها، ظلت لأعوام طويلة يقودها عقلها، كانت تستمع إلى عبارات الإعجاب فتقول لنفسها، مجرد مجاملة، لم تسمح لنفسها بالانسياق وراءها، ومن حين لآخر كانت تشعر بحنين لدور الزوجة والأم والحبيبة، ولكن فى كل مرة كانت تحكم عقلها الذى كان يقودها لدور العاملة.
الصدفة قادتها للقاء نصفها الآخر.. تقول: «أشعر وكأننى فى حلم لا أريد الاستيقاظ منه، أخيرا التقيت نصفى الآخر؟! كنت على وشك أن أفقد الأمل فى لقاء شريك حياتى كما حلمت، لكن دون سابق إنذار التقيت به ونجح فى كسب قلبى وتركيزى واهتمامى، أصبحت أرى حياتى معه.. تلمس «م» بعض الفروق فى شخصية كل منهما وفى الظروف الاجتماعية، وتكمل: لأول مرة أضع عقلى جانبا وتقودنى مشاعرى، أسأل نفسى: هل هذا هو الحب؟!، ما يسعدنى للغاية أنه يرانى ناجحة وأرى هذا فى عينيه، يرانى مسئولة وألمس هذا فى حديثه وفى حرصه الدائم على الأخذ برأيى ومناقشتى فى أدق تفاصيل حياته».. فهل يكتمل الحلم؟! •