الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سنوات الدراسة والعمل والاستقلال.. بنات فى ندّاهة المدينة

سنوات الدراسة والعمل والاستقلال.. بنات فى ندّاهة المدينة
سنوات الدراسة والعمل والاستقلال.. بنات فى ندّاهة المدينة


جئن للمدينة من أجل الدراسة الجامعية، ويوما بعد آخر استسلمن لنداهة حياة المدينة بعيدا عن عادات وتقاليد أفلتن منها، العمل.. النجاح.. التحقق.. المال.. السكن والاستقرار.. مهندسات وصحفيات ومصورات ومترجمات.. وسكرتيرات.. وتمر سنوات العشرينيات.. ومع دخولهم العقد الثالث تتغير الأحلام.. وتتبدل اليوميات.. وتصبح العودة بعيدة.. ويصبح لليوميات طعم آخر..أحلام خاصة.. وسط نظرات المحيطين.. وغمزات وهمزات الزملاء.. ونداءات الأهل.. وانتظار الحب والأمومة.. رغم كل شىء..

فى الميكروباص المتجه من المنيا للقاهرة جلست هناء حبيب بجانب النافذة فى المقعد الأخير، وبجوارها والدها الذى أصر على أن يرافقها فى المرة الأولى التى تأتى فيها للقاهرة، ليطمئن على المكان الذى ستسكن فيه طوال فترة دراستها بكلية الإعلام.
خليط من السعادة والقلق شعرت به هناء وهى تخطو خطوتها الأولى نحو مستقبلها وعملها فى عالم الميديا، والمكان الجديد الذى ستعيش فيه.
مرت سنوات الدراسة سريعًا ولم يكن أمامها سوى خيارين، الأول أن تستمر فى القاهرة وتبحث عن عمل يناسب طبيعة دراستها، والثانى أن تعود لأسرتها من جديد وتُضيع مجهود سنوات الدراسة، لم تفكر هناء طويلًا وحسمت قرارها فور حصولها على فرصة عمل مناسبة كمصورة صحفية فى أحد المواقع الإلكترونية.
أكثر من 9 سنوات قضتها هناء فى القاهرة، أجادت فيها اللهجة المصرية وأثبتت قدراتها كمصورة محترفة، مما جعل عودتها لبيت أبيها مستحيلًا.
كنت مخطوبة وأنا فى الجامعة لأحد أقاربى وكنا نجهز لعش الزوجية فى القاهرة، لكنه حصل على فرصة عمل مناسبة فى الخارج، وطلب منى السفر معه لكنى رفضت وأصررت على التواجد فى القاهرة للاستمرار فى عملى، وحتى الآن لم أقابل الشخص المناسب «تحكى هناء عن حياتها العاطفية».
«أشهر قليلة وأبدأ عامى السابع والعشرين، وأسعى لأن أمتلك القدرة المادية لشراء منزل خاص بى بعيدًا عن بيت المغتربات الذى أعيش فيه من أيام الدراسة، وأيضًا أريد أن يكون لى طفل وحبيب يشاركانى لحظات النجاح والمرض والملل»، تتمنى هناء لعامها الجديد.
معنى النجاح الحقيقي
سيارة وشقة صغيرة فى العباسية هى ممتلكات مهندسة الاتصالات م.أ، التى بدأت حياتها فى القاهرة وهى ابنة الـ 18 عامًا من أجل الدراسة، واستطاعت أن تستمر فى القاهرة بعد حصولها على عمل فى شركة خاصة وهى طالبة بالفرقة الثالثة فى الجامعة.
«موافقة أهلى على الدراسة فى القاهرة كانت شبه مستحيلة، لكن بعد إلحاح من أشقائى الذين دعموا فكرة استكمالى للتعليم خاصة بعد المجموع الكبير الذى حصلت عليه، وافق والدى على الالتحاق بجامعة القاهرة، على أن أعود لبيتنا بطنطا فى نهاية اليوم».
 تابعت م: «وافقت رغم صعوبة الطريق وطول المسافات، لكن بعد انتهاء عامى الأول قررت ألا أستكمل تعليمى بهذه الطريقة المتعبة والتحقت بالمدينة الجامعية الخاصة بالجامعة، ومرت السنوات سريعًا وبدأت رحلة البحث عن بيت المغتربات».
لم يكن الاستقرار فى بيت المغتربات أفضل كثيرًا من السكن فى المدينة الجامعية، فوجود شخص غريب عنك فى نفس البيت يجعلك دائمًا فى حالة تحفظ، لكن لم يكن راتبى وقتها يسمح بوضع أفضل، فاستمر هذا الوضع 5 سنوات تقريبًا حتى استطاعت استئجار شقة صغيرة بمفردى.
نجاحى فى الدراسة والعمل غير معترف به فى عائلتنا، فالنجاح الحقيقى عندهم هو الزواج وإنجاب الأطفال ولا معنى لأى نجاحات أخرى دونهما.
«بعد أن أصبح عمرى 34 عامًا قلت فرصتى فى الزواج، فأقاربى وجيرانى فى طنطا لا يوجد فيهم الشخص المناسب الذى سيساعدنى على استكمال نجاحى والاستمرار فى عملى، وزملائى فى القاهرة لا يُفضلون الارتباط بفتاة تسكن بمفردها بعيدًا عن أهلها».
عملى.. حبي
منزل مكون من 6 أدوار بشارع شبرا تم تخصيص الثلاثة طوابق الأخيرة منه لسكن المغتربات، اختارته سارة «م» ليكون منزلها الجديد بعدما استطاعت أن تعمل كمصورة فى إحدى شركات الدعاية والإعلان.
تقول سارة عن يومياتها فى القاهرة: «أشعر بالضيق والوحدة كلما دخلت المنزل الذى أسكن فيه فإذا مرضت لا أجد من يسهر بجانبى مثل أمى، وإذا شعرت بالاكتئاب لا أجد إخوتى معى، إلا أن عملى طوال اليوم يخفف عنى هذه الآلام».
ثمن الغربة
30 عامًا هو عمر سارة، قضت العشر سنوات الأخيرة منه فى القاهرة بين الدراسة والعمل لتستطيع الإنفاق على نفسها فى «الغربة»، فرغم خبراتها الواسعة فى مجال التصوير، لم تستطع حتى الآن أن تحصل على الراتب الذى يجعلها تُنفق كما يحلو لها دون الالتزام بميزانية وخطة محكمة لمصروف البيت أول كل شهر.
وعن عش الزوجية وحلم الأمومة تؤكد سارة أنها أنهت هذا الموضوع من حياتها للأبد، فبعد قصة الحب التى عاشتها مع أحد زملائها فى العمل وانتهت برفض أهله، بسبب سكنها فى بيت مغتربات بعيدًا عن أهلها فى الفيوم والتشكيك فى أخلاقها، فقررت أن تعيش لتحقيق أحلامها وزيارة أهلها فى إجازتها الشهرية المجمعة.
بيت المغتربات
«درست الهندسة فى المنيا وبحثت عن فرص عمل تناسب شهادتى، فلم أدرس الهندسة حتى أعمل كبائعة فى المحلات، فقررت المجيء إلى القاهرة لتحسين قدراتى من خلال الكورسات المتخصصة فى مجال دراستى وأبحث عن فرصة عمل»، هكذا كانت رحلة ك.غ من المنيا للاستقرار فى القاهرة.
لم تواجه «ك» رفض أسرتها كغيرها من الفتيات، بل لاقت دعما وترحيبا من العائلة لاستكمال نجاحها فى العمل مثل الدراسة، ولكن كان الشرط الوحيد لترك بيت أبيها هو التواجد فى سكن مغتربات تابع للكنيسة، لكى تكون تحت رعاية الراهبات، ووافقت لتُرضى عائلتها.
«الغربة خبرة علمتنى كتير»، هكذا هى خلاصة السنوات العشر التى قضتها الفتاة الصعيدية فى القاهرة ففى كل يوم تتعلم شيئًا جديدًا سواء فى العمل والدراسة أو حتى شئون المنزل التى تولتها بسبب اعتمادها على نفسها.
ما يزعجها فى هذه الغربة هو الالتزام بمواعيد السكن التى لا تمكنها من الخروج أو تكوين معارف أو أصدقاء، «الناس بيقولوا دى فى بيت مغتربات محدش له كلمة عليها، ومش عارفين بتعمل إيه رغم أنى فى سكن تابع للكنيسة له قواعد، فتخيلى لو عشت لوحدي».
نظرات لا ترحم
رنا ماجد مترجمة فى إحدى الشركات الخاصة، جاءت من طنطا لدراسة اللغتين الإنجليزية والتركية فى كلية الألسن بجامعة عين شمس، واستقرت فى القاهرة من هذا الوقت.
33 عاما هو عمر رنا استطاعت أن توفر من خلال عملها سكنًا مستقلاً بها بعد 6 أشهر فقط من العمل.
«مكنتش متخيلة إنى هلاقى شغل بسهولة كده، لكن كرم ربنا كبير والمرتب كان «مغري»، خلانى أصمم على موقفى رغم اعتراض أهلى على التواجد فى القاهرة بعد انتهاء الدراسة».
اخترت الاستقرار فى مكان منفصل عن بيوت المغتربات لكى أستعيد خصوصيتى وحريتى التى ضاعت خلال سنوات الإقامة فى المدينة الجامعية، ولكن نظرات الجميع لا ترحم، فالجيران وزملائى فى العمل تنطق عيونهم بنظرات الاتهام، أما والدتى وأشقائى فدائمًا يتهموننى بالتكبر على المعيشة فى القرية التى نشأنا فيها، أما عن ردى على كل هؤلاء: «أنا مبسوطة بطريقة حياتى واختلاف الرأى لا يفسد للود قضية».
 
 
موسيقي

 
شىء من بعيد نادالى
كلمات: مرسى جميل عزيز
ألحان: محمد الموجى
غناء: ليلى جمال

شىء من بعيد نادالى
وأول ما نادالى
جرالى ما جرالي
ومش بإيدى يابا
ومش بإيدى يابا
واللى نادالى يابا
صوته ولا الربابة
للمحرومين صبابة
نداه مية سواقي
تحيى الأرض الشراقي
وتسعد الغلابة
ومش بإيدى يابا
ومش بإيدى يابا
شيء من يعيد نادالى
وأول ما نادالي
جرالى ما جرالى
طيرلى عقلى منى
ولقتنى غصب عنى
أخف من خيالى
باطير للى نادالى
وجرالى ما جرالى
ومش بإيدى يابا
شيء من بعيد نادالى
سمعاه بينادى ينادى
بينادى هادي
ماعرف م الجهة دى
والا الجهة دي
ومش بإيدى يابا
ومش بإيدى يابا
نادالى من يميني
ولسه بينادينى
بيقولى حصلينى
على بلد العجايب
نادالى من شمالى
قال يا ام مهر غالي
تعالى اوام تعالي
خدى م الحب نايب
نادانى من ورايا
وقال ست الصبايا
تجيب مشط ومرايا
والباقى ع الليالى
وآه م الليالى
ومن حكم الليالى
آه م الليالى.