الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بيبو بيبو يا سلام يا خطيب

بيبو بيبو  يا سلام يا خطيب
بيبو بيبو يا سلام يا خطيب


لما الأهلى اشتراه من نادى النصر، صالح سليم اتصل بـ سعيد وهبة، وقال له: تعال اتفرج على أحسن لاعب كورة فـ تاريخ مصر.
كان اللاعب ده وقتها عنده 16 سنة، والكلام ده كان سنة 1970.

اللى قالهولى سعيد وهبة إنه لما راح يتفرج، كان مستغرب، لأنه مش متعود المبالغات من صالح سليم، و«أحسن لاعب» دى حاجة على ناشئ صغير، بس لما راح شاف محمود الخطيب مع فريق الأشبال، حس إن الكلام مفهوش ريحة المبالغة.
من أول لمسة للكورة اتعرف إننا قدام موضوع مش طبيعى، ومع الناشئين عاش الخطيب فترة زاهية فـ الأول، لـ حد ما كان الأهلى بيلاعب الزمالك فى دورى الأشبال، والماتش انتهى 7-1، سجل هو تلات أهداف، وقرب نهاية الماتش خد كورة، رقص الـ 22 لاعب، والحكم والجمهور، وانفرد بالشبكة، ومحطهاش، لف ورجع تانى للملعب، فـ صالح سليم سحبه من الملعب، ووقفه فترة، وقال له: لما تبقى تعرف إن الكورة يعنى زملاء ومدرب ونادى وجمهور وخطة وسلوك، نبقى نلعبك.
مع رجوع الدورى، قبل أكتوبر مباشرة، الخطيب لعب مع الفريق الأول، وكان ماتش الأول قدام البلاستيك، وكان هدفه الأول فى ماتشه الأول، بس موسم 1972 ما كملش، وموسم 73 خده المحلة، وموسم 74 ما اكتملش، علشان يبدأ الأهلى فى موسم 1975 عهدًا جديدًا، تحت قيادة هيديكوتى، وكان الخطيب واحد من أهم الملامح دى.
الخطيب كان له فـ الملعب صولات وجولات خلت المعلقين أيامنا هم كمان ييجى له هوس بيه.
سنة 78 لما كان الأهلى بـ يلاعب الزمالك فى نهائى الكاس، كان الخطيب مصاب، بس برضه هيديكوتى خده معاه على دكة الاحتياطى، فاضل نص ساعة، والزمالك متقدم على الأهلى 2-1، فـ المدير الفنى المجرى بص لـ الخطيب، وقال له: هـ نتغلب يا بيبو، وبدأت عينه ترغرغ من الدموع.
قام الخطيب يسخن وهو مصاب، فـ الكابتن لطيف (وكان زملكاوي) قال بـ صوت كله فزع: الخطيييييييب قام يسخن، لطيف عرف دا من زئير الجماهير المفاجئ، اللى كان أعلى من إحراز هدف، والكاميرا نقلت على فاروق فوزى حارس الزمالك، لامم المدافعين وقاعدين يتشاوروا، ونزل الخطيب، وأحرز التعادل، وفـ عشر دقايق النتيجة بقت 4-2
مرة الأهلى كان بـ يلعب فى أفريقيا، فـ الكورة جت لـ الخطيب جوه منطقة الجزاء، فـ الكابتن مدكور، بدال ما يعلق، بدأ يوجه الخطيب: ضم على جوه، خده ع الثابتة، شوط بـ شمالك، واللطيف إن الخطيب عمل اللى قاله بـ الحرف كـ إنه سامعه، والكورة جت جون، فـ مدكور راح صارخ: «كنت بـ ألعبها معاك يا خطيب، كنت بـ ألعبها معاك يا ابني». والإيفيه ده تاريخى بـ النسبة لـ جيلى.
إنما الألطف من كده، لما الأهلى كان بـ يلاعب فريق نيجيرى، ومدكور بـ يعلق: مجدى عبد الغنى لـ زكريا ناصف، لـ مجدى عبد الغنى، بـ يشوط، جووون، أيوه كده يا رب، يا سلام عليك يا خطيب، لعيب كبير يا ابنى.
مرة تانية كنا بـ نلاعب فريق أفريقى، فـ كانت خطتهم الواضحة هى ضرب الخطيب فى أى مكان من جسمه وأى مكان من الملعب، دا كان بـ يحصل على طول فى أفريقيا، وساعتها مكنش الحكم بـ يطلع إنذار إلا لما يشوف دم، ودا كان الحكم العادل، مكنتش الفيفا لسه ادت التعليمات بـ مقاومة الخشونة فى الملاعب.
الخطيب بـ سبب دا أصيب إصابات خطيرة، وكان عايش على الكورتيزون، ودا سبب له متاعب كبيرة بعدين.
المهم، فى الماتش دا المدير الفنى لـ الأهلى خاف على الخطيب من إنه يصاب إصابة خطيرة، لـ إن الفريق فعلا كان خشن خشونة غير طبيعية، وكانوا جايين مستهدفين بيبو، نمرة 10، فـ عرض على الخطيب إنه يريح الماتش دا وما يلعبش، بس الخطيب أصر، يا ابنى يهديك يرضيك، ما أمكنش.
فى النهاية حد قال حل نميس، إن الخطيب يلبس نمرة 12، ومحمد عامر يلبس نمرة 10، وكان عامر فيه شبه كبير من الخطيب، ومكنتش اللوايح بـ تفرض إن اللاعب يخوض البطولة كلها بـ رقم واحد.
فعلا نزل الخطيب فى المباراة الوحيدة اللى لبس فيها رقم غير عشرة، ومحمد عامر كل ضرب يوميها، بس كسبنا تلاتة والخطيب سجل هدفين.
طبعا مش ممكن أنسى أبدا ماتش اعتزال الخطيب، أكبر ماتش اعتزال فى تاريخ مصر على الإطلاق، 120 ألف مشجع فى ماتش تكريم، غير اللى ما عرفوش يدخلوا، وماتش الاعتزال امتد لـ حفلة بـ الليل، ومحدش أبدا من جيلى ممكن ينسى منظر الخطيب يوميها وهو بـ يحيى الجمهور وبـ يقول: ألف شكر، ألف شكر.
يا بيبو
الشكر والألف شكر ليك إنت.
وزى ما قال الشاعر:
بيبو بيبو بيبو بيبو الله يا خطيب.