الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج التعاطى والإدمان: الأدوية وحدها لا تعالج الإدمان

عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج التعاطى والإدمان: الأدوية وحدها لا تعالج الإدمان
عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج التعاطى والإدمان: الأدوية وحدها لا تعالج الإدمان


حرب من نوع خاص يخوضها صندوق مكافحة وعلاج التعاطى والإدمان، لتطهير دماء المصريين وخاصة الشباب والطلاب من سموم المخدرات والكحوليات والتدخين.
يواجهون الجهل بالمعرفة.. والإدمان بالعلاج.. والاكتئاب ببث الأمل فى النفوس.
لحظات خاصة قضتها «صباح الخير» فى مكتب عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج التعاطى -الإدمان، شرح فيها كيف يواجهون الإغراءات الجديدة للمخدرات.

كشف عمرو عن الأرقام التى بينها المسح الذى أجراه الصندوق وصدرت نتائجه مؤخرا، والذى أظهر أن 7.7% من طلاب المدارس يتعاطون المخدرات بينما وصلت نسبة تعاطى الكحوليات إلى 8.3% بين الطلاب وهم شباب المستقبل.. فتوالت الأسئلة.
• كيف ترى مشكلة الإدمان فى مصر؟
- الإدمان عرض لأمراض مجتمعية كثيرة، والعلاج ليس بالتدخل الدوائى وحسب، بل يجب أن يتبعه جلسات نفسية لإعادة دمج المتعافى فى المجتمع مرة أخرى لأنه لو ظل منبوذا سيسقط مرة أخرى فى فخ الإدمان من جديد.
• كيف تساعدون المتعافى للعودة للمجتمع مرة أخري؟
- هناك قروض يمكن منحها للمتعافى كى يبدأ حياته، كما أننا تعاونا مع وزارة الصناعة لتدريب الحرفيين على المهن ومساعدتهم فى الحصول على فرصة عمل وبذلك يمكن حمايتهم من نفسهم ومن خطرهم على المجتمع.
• كيف استقبلت انتقادات حملة  محمد رمضان عن مكافحة الإدمان؟
- لا نجرى حملة إعلانية إلا بعد دراسة دقيقة، والفنان محمد رمضان لديه شعبية طاغية بين طلاب المدارس الفنية والحرفيين، خاصة فى المناطق الشعبية، بعضهم يرى نفسه فيه، وكان على الصندوق أن يصل إلى شرائح مهمة من الشباب لا تستطيع الكثير من الشخصيات العامة الوصول إليها.. ومن نتائج تقييم الحملة، أن نسبة طلب العلاج عبر الخط الساخن تضاعفت ثلاث مرات عقب الحملة وهو نجاح كبير، ونلاحظ أن بوستر الحملة الذى يحمل صورة رمضان، ويوضع فى مدرسة للتعليم الفنى نأتى العام الذى يليه ونجده كما هو لم يصبه التلف، بل إن الكثير من الطلبة يحافظون عليه.
الصندوق يحاول الوصول إلى جميع الشرائح المستهدفة لأن خطر الإدمان لا يفرق بين شريحة وأخرى ويجب مكافحته بضراوة، وخلال عامين من الحملات الإعلانية قفزت صفحة الصندوق على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك إلى أكثر من مليون و600 ألف متابع.
• ما طريقة عمل الخط الساخن لعلاج الإدمان؟
- الخط يعمل 7 أيام فى الأسبوع خلال24 ساعة، والمكالمات والبيانات سرية للغاية، ولا يمكن لأى شخص الاطلاع عليها، ويرد على المكالمات متخصصون نفسيون أغلبهم حاصلون على الماجيستير والدكتوراة فى كيفية التعامل مع المدمن وطمأنته.. الخط يختص أيضا بالتحدث مع الأسرة التى تشك أن أحد أفرادها ظهرت عليه علامات التعاطى أو الإدمان وكيفية التصرف معه كما يتلقى أى شكاوى تتعلق بشكوك أولياء الأمور أن سائق حافلة المدرسة تبدو عليه علامات الإدمان أو التعاطى.
• لماذا لاتستهدف حملات مكافحة الإدمان الإناث؟
- نعد حملة تستهدف الإناث، وليس شرطا أن تقوم بها امرأة، بل يمكن أن يكون نجما لديه شعبية كبيرة بين النساء، وكل من شارك فى حملاتنا مؤخرا مثل محمد رمضان ومحمد صلاح لاعب منتخب مصر ونادى ليفربول الإنجليزى، والمطرب أحمد جمال والنادى الأهلى، لم يحصلوا على أى مقابل مادى بل أن محمد صلاح قام بتصوير إعلانين وفى الثالث طلب بنفسه أن يؤديه بناء على رغبته بعدما وصلت رسالته إلى الكثير داخل البيوت.
• هل يخشى البعض من الأعراض الانسحابية متأثرين بمشهد الفنان عادل إمام؟
- بالفعل أثناء استماع المتخصصين لمكالمات بعض المدمنين، كان السؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو: هل ستظهر عليه الأعراض التى كان يؤديها النجم عادل إمام فى أحد أفلامه الشهيرة؟.. والحقيقة أن المشهد كان به بعض المبالغة وهناك تأكيد من المتخصصين أن الأدوية التى يحصل عليها المدمن مع الدعم النفسى قادرة على إزالة الكثير من ألم الأعراض الانسحابية والتى تستمر بالأساس من أسبوع إلى 10 أيام فقط.
• كم تكلفة علاج المدمن؟
- هناك نوعان، الأول لا يبدو مكلفا ويجرى عن طريق العيادات الخارجية، بحيث يحصل المتعاطى على الأدوية والدعم النفسى ويذهب إلى منزله، وهذه النسبة تمثل 90% من المتصلين عبر الخط الساخن، أما البقية فيجب حجزهم والتكلفة فى الشهر تصل إلى 3 آلاف جنيه ومن يقرر حاجة المتعاطى إلى سرير علاجى من عدمه هو الطبيب وذلك من خلال معرفة كمية العقاقير المخدرة التى يتناولها وتأخر حالته من عدمه.
• ما مصادر تمويل الصندوق؟
- المصدر الرئيسى هو الغرامات التى يفرضها القضاء على تجار المخدرات، ويحتاج إلى زيادة بالمقارنة بالتحديات الكبيرة التى تواجه الصندوق.
• بحسب إحصائية الصندوق فإن أكثر من 50% من المدمنين ضحايا للترامادول .. ما تحليلك؟
- الترامادول هو الاكثر انتشارا بين المدمنين ويليه الهيروين ثم الحشيش والأزمة الحقيقية فى أن الصندوق خاطب منظمة الأمم المتحدة، لاعتبار الترامادول من المواد المخدرة، ولكن لا يزال يجرى معاملته على أنه عقار طبى، وقد أبدينا اعتراضا على ذلك.
 • إذن الترامادول ليس مخدرا؟
- هو ليس «مخدر أو منشط»، ولكن كل وظيفته أنه يغلق مستقبلات الألم فى الجهاز العصبى وفى النهاية فإنه يدمره مع مرور الوقت، وهو منتشر بين فئات مثل بعض السائقين والحرفيين والذين يعملون فى مهن تتطلب جهدا بدنيا شاقا..ولكن الأزمة الحقيقية فى أن الجرعة عادة ما تكون 50 مليجرامًا فى القرص الواحد بينما ما يجرى ضبطه من خلال أجهزة الشرطة يصل إلى 250 ميلجرامًا فى القرص الواحد أى 5 أضعاف التأثير، وبالتالى فإن الغرض هنا ليس العلاج بل الإدمان التام.
• وهناك من يقول إن الحشيش أكثر انتشارا من الترامادول؟
- الحشيش أكثر انتشارا بالنسبة للمتعاطين، ولكن الترامادول هو الأكثر بين المدمنين، وهناك اعتقاد سائد بين الشباب أن الحشيش لا يسبب الإدمان، وهذا غير علمى وهناك حالات للإدمان يستقبلها الخط الساخن تتطلب التعافى من الحشيش، وبعض أنواعه مخلوطة بمواد كيميائية أكثر خطورة من المخدر الطبيعى، وأباطرة الشر من تجار المخدرات يعملون على زراعة نبات للحشيش يسرع من عملية الإدمان عبر استخدام التكنولوجيا فى الزراعة، وهم يستغلون أيضا العبارة المتداولة بين الكثير من الشباب بأن تعاطى مخدر الحشيش لا يسبب الإدمان لتسويق منتجاتهم وإيقاع الكثير من الضحايا.
• هل تنشطون فى الأحياء العشوائية؟
- المخدر عرض لأمراض مجتمعية كثيرة وعلى سبيل المثال فى عام 2010 قمنا بحملة داخل منطقة أبو صفيح العشوائية وكلما تحدثنا عن أضرار المخدرات لم تكن هناك استجابة بسبب عدم وصول أى مرافق مثل المياه والصرف الصحى والكهرباء وغيرها من الاحتياجات الرئيسية للمواطن.
والعكس كان صحيحا فمع انتقال سكان العشوائيات إلى حى الأسمرات كان هناك إصغاء أكبر لأضرار المخدرات وضرورة العلاج، لذا فمكافحة الإدمان تتم عبر المشاركة المجتمعية وحل المشاكل الرئيسية للمواطنين.. وهناك اتفاقيات مع هيئة تطوير العشوائيات ووزارة التضامن الاجتماعى للتواجد بصورة أكبر ومكافحة التعاطى والإدمان.
• كيف تقلصت نسبة المدمنين بين سائقى المدارس؟
- بدأ الصندوق يشدد الخناق على السائقين لأن هناك نسبة من الحوادث يلعب المخدر فيها دور الجانى، لذا تحركنا وكانت نسبة التعاطى بين سائقى المدارس 12% فى عام 2014 وانخفضت إلى نحو 3.5% فى 2017 حيث بدأنا فى تشكيل لجنة تداهم المدارس بصورة مفاجئة وتستقبل السائق لحظة دخوله بالحافلة إلى المدرسة، واللجنة مكونة من عضو من وزارة الصحة وضابط من المرور وآخر من المخدرات وعضو من التربية والتعليم وعضو من صندوق مكافحة وعلاج التعاطى والإدمان.
عرفنا كل المحاولات التى يمكن للسائق أن يفتعلها للعبث بالعينة سواء بتخفيفها بالماء أو إفسادها بأى طريقة والعينة الإيجابية يجرى إرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة للتأكد منها بصورة أكبر وبعدها يجرى إحالة السائق إلى المحكمة وعادة ما يحصل على حكم بالسجن 3 سنوات، ولولا هذه الخطوات الإيجابية لما انخفضت النسبة.. والأمر نفسه يتم عبر إيقاف سائقى النقل بصورة مفاجئة فى الطرق السريعة لأخذ عينة أيضا وقد انخفضت نسبة المتعاطين من 24% عام 2014 إلى 11.8% فى عام 2017.
• هل الصندوق يكافح مشاكل أخرى غير المخدرات والكحوليات والتدخين؟
- هناك اتصالات أخرى تأتى من بعض السيدات تطلبن العلاج من إدمان المهدئات ونساعدهن على ذلك من خلال إرشادهن لأقرب عيادة للعلاج،  وكل أنواع العلاج سواء بالحجز أو العيادات الخارجية ولجميع أنواع الإدمان والتعاطى للمخدرات أو الكحوليات أو التدخين مجانية ولا يدفع المواطن أى مقابل مادى لها..وأنصح السيدات بعدم تناول الترامادول على أنه عقار يساعد فى إنجاز الأعمال المنزلية دون تعب لأن نهايته مدمرة للغاية.
• ما تقييمك للفودو أو الأستروكس بين سوق المخدرات؟
- الخط الساخن فى العام الحالى بدأ يستقبل حالات لمخدر الفودو أو الأستروكس وهى بادرة إيجابية لاسيما أن هذا النوع من المخدرات مدمر لجسم الإنسان ويجب أن يحذر الشباب منه وهو مخدر شديد الخطورة.•