الثلاثاء 2 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شباب المسرح يحذر الدولة: أبوالفنون فى خطر!!

شباب المسرح يحذر الدولة: أبوالفنون فى خطر!!
شباب المسرح يحذر الدولة: أبوالفنون فى خطر!!


بالنسبة للفن وأهله.. المسرح هو القلب، هو مصدر الروح ومحرك الجسد.. والأقرب لى ولقلبى، قضاياه هى الأولوية.نداء إلى وزارة الثقافة ومسئوليها وموظفيها، المسرح محتاج إلى دعمكم المادى والأدبى، بحاجة إلى إعادة هيكلة وإعادة لترتيب المشهد.

منذ حريق مسرح بنى سويف الذى حلت ذكراه الثانية عشر فى الخامس من سبتمبر الماضى، لم نر أى تطوير بالمنشآت أو البيروقراطية التى تحبط الحماس وتقتل الإبداع وتقتل مشاريع فنية فى المهد. هذه شهادات لشباب المسرح، من أصحاب الرؤية والمواهب، عن مشاكلهم الحقيقية ومعاناتهم ورؤيتهم لتطوير «أبوالفنون».
قصور فى الثقافة الجماهيرية
الكاتب المسرحى سامح عثمان  يقول: جهاز الثقافة الجماهيرية، أحد أفرع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو إدارة المسرح، يعمل ويحاول وبه كوادر عظيمة ومجتهدة، لكن الجسد ودولاب العمل به قصور بأغلب فروع الأقاليم والأفرع «يجب أن يدير هذه الأماكن فنانون، وليس موظفين، لكى لا تتحول المنظومة لأن تدير ذاتها من أجل اللا شىء».
يتمنى سامح أن يكون نقل الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى وزارة التنمية المحلية، مجرد شائعة، لأن العمل الثقافى يجب أن تديره وزارة الثقافة، رغم مشكلاتها، ويمكن أن تتحول إلى إدارة مركزية لتتخفف من أعباء كثيرة جدا.
يدافع سامح: «نحن نقدم منتجًا ثقافيًّا ليس له مردود مادى على الدولة، نعم الدولة تنفق على الإنتاج الفنى للمسرح، ولا تحصل على عائد، وإن بدأت الأمور تتحسن قليلا، بفضل إدارة دكتور صبحى السيد، وتفعيله للائحة الجديدة، التى رفعت أجور الفنانين وفتحت شهيتهم للعمل».
 يرى سامح أن تجربة إسماعيل مختار فى البيت الفنى، بدأت تؤتى ثمارها بالإيرادات الكبيرة لبعض العروض، بالمقارنة بالسنوات الماضية.
توصيات المهرجانات
أما الفنانة إيمان غنيم، الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة صاعدة فى الدورة الأخيرة للمهرجان القومى للمسرح عن عرض «الجلسة»، من خريجات مركز الإبداع، فتشعر بالإحباط، لأن أحدا لا يفكر فى تطوير مواهب الفنانين.
لا أحد ينفذ توصيات المهرجانات، بالاهتمام بالشباب الذين يحصدون الجوائز فى المسرح، فى تطوير موهبتهم من أجل أن يستثمرهم، «سعيدة باعترافكم بموهبتى وبجائزتى، لكنى فى حاجة إلى دعم فنى أكبر».
تتساءل إيمان: لماذا لا تستعينون بالحاصلين على جوائز فى مشروع فنى ضخم بشكل تجارى، وفى مسارح وسط البلد  الكبيرة، كمسرح راديو فى قصر النيل، وغيره من الأماكن الجاذبة للجمهور، «عرضت الجلسة على مسرح الطليعة، ولم أكن أستطيع دعوة أحد إلى المسرح بسبب موقعه وسط الباعة الجائلين فى العتبة».
مشكلة أخرى فى نظر إيمان، أن الفنان المسرحى أقل الفنانين أجرا، فى حين أن المسرح هو أكثر الفنون إرهاقا للممثل.
المسرح المستقل
مصطفى سامى، مطرب وممثل شارك عروضًا ناجحة مثل «غنى مصرى» ومؤخرا يعرض له «كأنك تراه» على مسرح الطليعة، مصطفى تخرج فى مركز الإبداع بقيادة المخرج الكبير خالد جلال، يرى أن من بين الصعوبات التى تواجه من يريد التمثيل على مسرح الدولة، هل هو نقابى أم لا، وضرورة أن يكون جزءًا من الأبطال من المعينين والموظفين فى المسرح.
 يطالب مصطفى مسارح الدولة بالخروج من روتين اشتراط نقابية الممثل وتعيين الأبطال، من خلال تكوين لجنة مشاهدة لانتقاء المواهب وضمها للعروض، مما يمكنها من الحصول على عضوية النقابة.
وعن العروض المستقلة التى شارك فيها مع أصدقائه، «كنا نضطر لتمثيل البروفات فى جراج ساحة الأوبرا، وسط الناس، مع ديكور بسيط جدا، فلا توجد جهة حكومية تدعم المسرح المستقل».
يطالب مصطفى وزارة الثقافة بتمويل للمسرح المستقل، بالاستعانة بلجنة تختار العروض التى تستحق الدعم، لفتح نوافذ لشباب موهوبين.
الصدفة أم المحسوبية
«التسويف والبيروقراطية أكبر مشكلات وزارة الثقافة» هكذا بدأ المخرج الشاب محمد مبروك حديثه «بعض المديرين يقومون بتسويف الأمور، وخططهم غير معلنة لا أعرف كيف تسير الأمور هل بالصدفة أم بالمحسوبية».
 يتابع «بعد استعدادنا للتجهيز لعرض ما، يتم إخبارنا بأن الميزانية انتهت، أو أن السنة المالية انتهت، وعلينا الانتظار للعام التالى، وحجم الإنتاج قليل جدا بالمقارنة بعدد الشباب وعدد العروض».
يضرب مبروك المثل بالفجوة بين المسئولين والفنانين الشباب «قدمت عروضا كثيرة، حصد بعضها جوائز فى أكثر من مهرجان، ووعدت بالكثير، لكن حتى الآن لم أعرض من إنتاج الدولة، وكل ما أقدمه على حسابى الخاص».
آخر عروض مبروك «فى عرض النبى» من إنتاجه الخاص، وسيعرض على مسرح الجامعة الأمريكية فى أوسط القاهرة، «اضطررت لتأجير المسرح، لأننا نصر على أن نكون موجودين ولدينا طاقة على الاستمرار، رغم الإحباط».
لايخاف مبروك فقط من إصابته هو ورفاقه بالإحباط، لكنه يخشى على الحركة المسرحية بشكل عام «لماذا لا نضع خططًا واضحة، ولماذا يسير المسرح بشكل عشوائى، وعدنا فى المهرجان القومى للمسرح، بعقد لقاء للمسرحيين مع وزير الثقافة، ولم يتم».
يرى مبروك أن مستقبل الشباب والحركة المسرحية لا تتعلق فقط بوزارة الثقافة، بل لابد أن تتبناها الدولة، متمثلة فى رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية.•