السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هتك عرض من التلاميذ أم المجتمع ؟

هتك عرض من التلاميذ أم المجتمع ؟
هتك عرض من التلاميذ أم المجتمع ؟


صباح الثلاثاء 31 أكتوبر.. اقتحمت مجموعة غاضبة مكتب مدير مدرسة وهاجمته بالضرب المبرح.. بعدها وصلت شرطة النزهة لاصطحاب المدير إلى القسم للتحقيق فى بلاغ باغتصاب ثلاثة أطفال بالحضانة.. فوجدت أولياء الأمور مقدمى البلاغ قد سبقوا الشرطة إلى المدرسة ويشاركهم مجموعة فى ضرب المدير وإعلان الفضيحة، وصول البوليس أنقذ حياة المدير لتتسارع الأحداث..
 ساعتان وانتهى المحضر بالقسم وتم إرسال المتهم للنيابة.. النيابة قامت بالتحقيق وانتهت بسماع شهادة الأطفال الضحايا الذين أجمعوا على نفس الكلام.. وفى يوم الخميس نشرت أكثر من جريدة خبرا صفحة أولى بعنوان «مدرسة الاغتصاب»، قدمت تغطية إخبارية كاملة لجميع الأطراف، قسم النزهة، النيابة، وانتقال مسئولى وزارة التربية والتعليم للمعاينة وتأكدهم من صحة الواقعة، وإصدار بيان  بقرار إخضاع المدرسة للإشراف المالى والإدارى بناء على تحرياتهم وتحريات المباحث وتطابق أقوال الضحايا مع البلاغ فى النيابة.. وفى اليوم التالى- الجمعة - أبرزت الصحف الخبر بعدما استقرت الجريمة «هتك عرض وتحرش» وليس اغتصابًا، بناء على تقرير الطب الشرعى.. وتم نشر اسم المدرسة واسم المدير المتهم وإعلان تقديمه لمحكمة الجنايات.
انتشر الفزع، وانطلق الغضب نيرانا فى مواقع التواصل الاجتماعى تطالب بإعدام مغتصب الأطفال.. لكن فى أروقة النيابة وأروقة الوزارة، وأيضا قبل أسبوع  من تقديم البلاغ كانت هناك تفاصيل ووقائع أخرى تثير تساؤلات.
منها - مشادة حدثت بين مدير المدرسة وولى أمر تلميذ بالمدرسة طلب سحب ملف ابنه مع استعادة كامل المصروفات.. المدير رفض رد المصروفات لانتظام التلميذ فى الدراسة منذ شهر، فخرج ولى الأمر «أمين الشرطة» غاضبا متوعدا.. وظهر فى القسم زائرا بالصدفة مع وصول المدير متهما!!
مشادة أخرى مع ولى أمر آخر «رجل أمن أيضا» رفض المدير طلبه بدخول أتوبيس المدرسة شارعهم الضيق منعا لارتباك المرور.
فى النيابة طالت ساعات انتظار الأطفال الثلاث الضحايا لدورهم فى التحقيق، تعبوا فناموا مفترشين الأرض فى أحضان أمهاتهم الثلاث المنتقبات.. بعد تسريب نتيجتى فحص الطب الشرعى للطفل الأول، وفحص كاميرات المدرسة، سحب أولياء أمور الطفلين الآخرين بلاغيهما وانصرفا!!
وصمتت الجرائد انتظارا لحكم محكمة الجنايات.. لكن تحول الخبر إلى قضية رأى عام تثير من التساؤلات أضعاف ما فجرته من خوف وغضب.
مثلا، هل للمتهم سوابق؟ والمعروف أنه ابن دكتور أستاذ فى العلوم والتربية، تاريخ الأسرة فى التربية والتعليم لم يتلوث منذ إنشاء وإدارة المدرسة الناصرية عام 59 ثم إغلاقها عام 2001 وإقامة المدرسة المصرية الجديدة للغات وتسلم أبناؤه إدارتها بنجاح.
ولماذا أسرعت الوزارة بفحص أوراق المدرسة واستلام إدارتها قبل حكم المحكمة.. وهل مازالت أسباب استقالة وزيرها السابق محمود أبو النصر «تغلغل الإخوان» مستمرة ـــ وذلك قبل استدعائه وزيرا ثم إقالته -؟!
إن العدل يحتم استجواب الأطفال من قبل متخصصين فى التحرش لكشف صدق روايتهم.. ولعلاج الطفل ضحية كشف الطب الشرعى من التشوه النفسى، وعقاب أهله إذا ثبت اختلاق الادعاء.
 وفى انتظار حكم القضاء المصرى العظيم.. فلننظر بهدوء لنطمئن ونعدل، فلنثر مطالبين بإعلان إجراءات حماية أولادنا من مرض منتشر فى الحضانات.. ومطالبين الوزارة بفحص ملف سلوك المدير بعد 16 عاما من إدارته للمدرسة، بعدما طالت الفضيحة أولاده، ووصمت العاملين والمنتمين للمدرسة، وأسكنت الرعب قلوبنا.. ونطالب بالتأكد من سلامة كل من يتعاملون مع أطفالنا من مرض البيدوفيليا «الشذوذ مع أطفال».. وهو علميا اضطراب عقلى جنسى «مزمن» يصيب البعض فى سن المراهقة، وضحاياه من الأطفال تحت 13 سنة.. بدء الوقاية أهم من المحاكمات بعد حدوث المصيبة. •