الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

غريب الدار

غريب الدار
غريب الدار


أول واحد غنى فـ السينما كان محمد عبدالوهاب، التانى كان حامد مرسى، اللى ممكن تعرفه شكلا كـ ممثل كوميدى، لكنه مطرب وصييت كبير، التالت كان عبده السروجى، جد أحمد السقا مباشرة من ناحية الأم.
 السروجى كان صييت معروف، فـ كانوا بـ يستعينوا بيه فـ السينما كـ مطرب مش كـ ممثل. أحيانا يظهر بـ صوته بس، وأحيانا بـ صوته وصورته، لكن وهو بـ يغنى، مالوش دور فـ الفيلم.
سنة 1936، أم كلثوم عملت فيلم وداد، وكانت بـ تحضر لـ أغانى الفيلم، فـ جالها واحد بلدياتها شاب، بـ يلحن، وعرض عليها غنوة: «على بلد المحبوب»، فـ هى ما حبتش تغنيها، شافتها غنوة شعبية خفيفة، بس ادوها لـ مطرب يغنيها ضمن أحداث الفيلم كده يعنى، وكان المطرب ده هو عبده السروجى.
غناها الراجل، ولما الفيلم اتعرض، كانت من أنجح الحاجات فـ الفيلم، فـ ثومة قالت لك: جحا أولى بـ لحم توره، الفيلم أصلا بتاعى، والغنوة كانت معروضة على، واللحن فـ النهاية ملك السنباطى، فـ جابت السنباطى، وطلبت منه تغنى الغنوة على إسطوانة، وقد كان.
بس ناس كتير من السميعة مش بـ يعتبروا إن بداية شغل السنباطى وأم كلثوم، ولا هى ولا كام أغنية بعدها، لـ إنها كانت أغانى مناسبات وحاجات عرضية، فـ أول أغنية بينهم من الناحية الفنية كانت «النوم يداعب جفون حبيبي» 1938، اللى غنتها فى أمريكا.
بعد «على بلد المحبوب» السروجى اشتغل فى كام فيلم، لكن الأغانى ما حققتش نجاحات تذكر، وتقريبا مفيش حاجة معروفة ليه غير غنوة تانية، ضربت برضه أكتر بـ كتير من «بلد المحبوب»، هى غنوة «غريب الدار».
كان فيه ملحن ومطرب مش معروف قوى اسمه محمد قاسم، كان شغال فى دار القضاء العالى، وبـ يغنى ويلحن كـ هواية، وأغلب شغله كـ ألحان كان مع عبدالمطلب، وكـ مطرب فى جوقة محمد عبدالوهاب.
قاسم راح تونس أوائل الخمسينيات، فـ قابل شاعر مصرى مفيم هناك اسمه على الشيرازى، وعملوا مع بعض غنوة عن الغربة اللى هم فيها دى، فـ كانت «غريب الدار»، وسجلوها فـ الإذاعة التونسية الرسمية بـ صوت محمد قاسم.
لما رجع صاحبنا مصر، قابله عبده السروجى، وسمعه الغنوة، فـ السروجى اشتراها منه، وسجلها هو، وأذاعتها الإذاعة المصرية، ونجحت، بس ده ما شفعش لـ السروجى، خصوصا إنه بعد يوليو، اللون ده ما بقاش مطلوب قوى من الإذاعة، فـ اختفى ناس كتير، وبعدها بـ شوية السروجى اعتزل.
لكن «غريب الدار» فضلت، ولـ حد دلوقتى غناها اتنين، التالت كان سيد إسماعيل، اللى اتعرف فى فترة على محمد قاسم، وعملوا سوا غنوة اسمها «حبيت بلدي»، كلمات محمد فتحى مهدى، الغنوة اشتهرت بعديييين فى السبعينيات وأوائل الثمانينيات، لما صورها التلفزيون كليب، إخراج عبدالمنعم شكرى، وسيد إسماعيل لابس الجلابية، ومعاه طفل صغير، على أساس إن الكلام بـ يقول:
حبيت  بلدى
وعشان بلدي
أنا عايزك تكبر يا ولدي
وأشوفك بـ تعمر فيها
وبـ تزرع ورد فـ صحاريها
وبـ تبنى مصانع يا ولدي
تبنيها وتسعد أهاليها
فـ الفترة اللى قاسم عرف سيد إسماعيل فيها، إسماعيل سجل «غريب الدار» تالت مرة، وطبعها فـ شركته «راندا فون»، أما الرابع اللى غنى «غريب الدار» فـ ده بقى هـ ييجى الكلام عنه، وهو ممثل كبير، الناس مش واخدة بالها منه كـ مطرب.
المهم إن آخر أغنية لـ محمد قاسم، على حد علمى، كانت لـ أحمد عدوية، وهى أغنية مشهورة قوى «علقنى فـ الهوا وفلق»، واللى كتبها سمير محبوب، صاحب أول أغنيات عبد الحليم حافظ.
شفت الدنيا صغيرة إزاى؟! •