الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

القطار الآلى يجتاح العالم بدون سائق!

القطار الآلى يجتاح العالم بدون سائق!
القطار الآلى يجتاح العالم بدون سائق!


مثير للدهشة أن تعلم وأنت تركب قطار الأنفاق فى لندن وضواحيها أو القطار العادى بين المدن وبعضها البعض أن القطار آلى.. أى بلا سائق، يقود نفسه بنفسه!

قد يصيبك نوع من الخوف أو القلق وربما الرعب، لو لم تكن ممن يثقون فى هذا التطور التكنولوجى  الهائل الذى أصاب صناعة السكك الحديد، ومعروف طبعًا أن بريطانيا هى التى اخترعت القطار ومعروف أيضًا أن مصر هى ثانى دولة فى العالم تستخدم السكك الحديد والقطارات.
ومع أن هناك خطين فقط فى لندن تمت بنجاح تجربة استخدام قطارات أنفاق فيهما تعمل بدون سائق وهما خط «فيكتوريا» وخط «الشمال» اللذان يصلان أطراف المدينة ببعضها البعض وتسير فيهما القطارات الآن اعتمادًا على ابتكارات الميكنة (أوتومايشون).. إلا أن مخطط تطبيق هذا النظام على كل شبكة قطارات الأنفاق فى العاصمة البريطانية سيجرى تنفيذه تباعًا وبأسرع ما يمكن، كما أعلن صادق خان عمدة لندن وهناك خطان آخران بدأ تشغيلهما بطريقة آلية وخلال 3 سنوات سيتم تطبيق النظام الإلكترونى بالقطارات الآلية على جميع الخطوط.
أما قطارات السفر بين المدن فدخلت عصر الآلية الإلكترونية وأصبح الكثير منها يسير أتوماتيكيًا وفق البرمجة ودون الحاجة إلى أن يقوده سائق، لكن لسبب ما سيلاحظ الركاب أن هناك سائقًا يجلس فى كابينة قيادة القطار!
والحقيقة أنه لا يسوق.. هو فقط موجود على سبيل الاحتياط، فالتجربة مازالت فى مراحلها المبكرة هنا فى بريطانيا، ويبدو أن البلد الذى اخترع القطار وصلته تكنولوجيا (الأوتومايشون) متأخرة عن بلدان أخرى تسير فيها قطارات السفريات وقطارات الأنفاق بدون سائقين منذ سنوات.. من اليابان إلى أستراليا ومن كندا إلى الدنمارك وبلدان أخرى.. ولا ننسى أن هناك بلدًا عربيًا انطلقت فيه مغامرة القطارات بدون سائق هو دبى فى دولة الإمارات العربية. وقد بدأ تطبيق نظام القطارات بدون سائق هناك منذ سنة 2009 بخطوط قطارات أنفاق يستخدمها نحو 400 ألف راكب يوميًا.. ويعتبر مترو دبى الأول فى شبه الجزيرة العربية والثانى عربيًا بعد مصر «خطوط مترو القاهرة».. لكنه الوحيد عربيًا المعتمد على تكنولوجيا الميكنة الآلية «قطارات بلا سائق».
 كما كان يعتبر أطول خدمة قطارات أنفاق تعمل بدون سائقين فى العالم، حيث تمتد خطوطه لمسافة 74 كيلو مترًا وضرب بذلك رقما قياسيًا رصدته موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية سنة 2012 إلا أن شبكة خطوط العاصمة الأسترالية فانكوفر تجاوزته فى العام الماضى، حيث تمتد إلى 79.6 كيلو متر.
ويطلقون عليها شبكة «قطار السماء».
 وأصبح الآن عدد كبير من دول العالم يستخدم تقنية القطارات الآلية التى تسيرها برامج إلكترونية  ومنها الصين التى بدأت خطوطها الأولى فى العاصمة بكين منذ سنة 2014 ومعظم دول أوروبا وأمريكا وكندا وسنغافورة والبرازيل وماليزيا وطبعا اليابان.. فالقطار الآلى الذى يسير معتمدًا على نفسه وعلى البرمجة الإلكترونية أصبح الآن يجتاح العالم بعد أن كان مجرد قصص خيالية تعرفها روايات الخيال العلمى.
اليابان سبقت العالم
وكان أول خط قطارات بدون سائق فى العالم هو خط «بورت آيلند» فى «كووب» فى اليابان الذى أنشئ سنة 1998 والثانى فى العالم هو خط «مترو ليل» فى شمال فرنسا الذى يعتبر الأول فى أوروبا.
فى العام الحالى، ودخلت  الهند عالم القطار الآلى
وفى بريطانيا التى عرف من خلالها العالم القطارات البخارية لأول مرة، يحاولون أن يسابقوا الزمن لتعويض هذا التأخر.. ويعلنون أن المسألة لن تتأخر عن ذلك وأن القطارات بدون سائق سوف تصبح أمرًا معتادًا وأنها يمكن أن توفر الوقت وتسير بانضباط وإحكام أكثر من تلك التى يقودها الإنسان.
وعندما يتحقق لها النجاح المأمول - كما جرى فى البلدان الأخرى- فسوف يعنى ذلك أن تسير القطارات كل دقيقتين ونصف الدقيقة كما هو المعتاد من قطارات الأنفاق.
سائقو القطارات يحتجون
لكن ماذا سيحدث للسائقين؟!
سيستعان بهم فى التحكم فى أبواب القطارات والإشراف على تطبيق شروط الأمان داخل القطار الذى سيقود نفسه بنفسه اعتمادًا على التكنولوجيا المتقدمة!
لكن نقابة سائقى القطارات تحتج على ذلك وتنتقد النظام الجديد وتتشدد فى ضرورة الالتزام بوجود سائق فى كل قطار حتى لو كان يسير معتمدًا على التكنولوجيا..  بدون سائق!
وصرح سكرتير عام النقابة «ميك ويلان» للصحف بأنه يحذر من الاعتماد الكلى على هذه التكنولوجيا خاصة فى شبكات السكك الحديد خارج العاصمة، وأضاف: «القطارات لا تسير نفسها بنفسها، لابد أن يقودها أحد.. مهما قال اتباع الخيال العلمى.. وحتى مع تزايد الميكنة سوف نظل نحتاج ونريد سائقين مهرة فى كل قطار».
والمعروف أن هناك فوائد عديدة للقطارات الآلية التى لا تحتاج لسائقين، ومن هذه الفوائد تيسير الخدمة لمزيد من الركاب دون تزاحم وتعطل عن الوصول إلى مكان العمل، والنتيجة عائدات اقتصادية أعلى وراحة نفسية وتخلص من المعاناة اليومية للركاب الموظفين من زحام كل يوم فى الذهاب والعودة من العمل. وهناك فائدة خفية هى أن القائمين على إدارة شبكات القطارات وكذلك الركاب سوف يتفادون المشاكل والعطل والخسائر المالية والاقتصادية الناتجة عن إضرابات سائقى القطارات، فالقطار الآلى يعمل مثل الروبوت وهو مبرمج إلكترونيًا، وبالطبع لن يضرب عن العمل.. كما أن هذا النظام سيوفر كثيرًا من الأموال التى تدفع كأجور للسائقين من البشر!
 قطار كل 100 ثانية
وقد حققت قطارات الأنفاق رقمًا قياسيًا فى سرعة التواجد على خط فيكتوريا الذى يستعمله أكثر من 700 ألف راكب كل يوم، حيث لا تمضى أكثر من 100 ثانية (أقل من دقيقتين) بين مغادرة قطار للمحطة ووصول القطار التالى خلال ساعات الذروة فى الصباح الباكر وساعات خروج الموظفين فى المساء، ويقول المسئولون إن ذلك يتيح الفرصة لنقل مزيد من الركاب (3 آلاف راكب زيادة) فى كل ساعة من الساعات الأكثر ازدحامًا.
وهذه الخدمة الجديدة التى انطلقت فى مطلع الأسبوع الثانى من اكتوبر ستجعل خط «فيكتوريا» ثانى أسرع خط قطارات أنفاق فى العالم بعد مترو العاصمة الروسية موسكو الذى تتتابع القطارات فيه كل 95 ثانية فقط!