السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الكورى يُفقد الفيات واللادا والصينى شعبيتها

الكورى يُفقد الفيات واللادا والصينى شعبيتها
الكورى يُفقد الفيات واللادا والصينى شعبيتها


كتب: أحمد عبدالحافظ
لسنوات طويلة تربعت الفيات واللادا على عرش سوق السيارات الشعبى، التى تقيك زحام المواصلات، وأسعار بنزينها وقطع غيارها رخيصة ومتوافرة فى كل مكان، حتى إن أعمار بعضها تجاوز الثلاثين عاما على الأسفلت، ومازالت تعمل.
كل ما تحتاج له من آن لآخر هى «عمرة» أو «نصف عمرة» لا يتجاوز سعرها قطعة غيار أصلية فى بعض السيارات الحديثة.
خلقت هذه السيارات لنفسها معجما خاصا فى لغة المصريين، وظلت الخيار الأفضل بالنسبة لفئات صغار الموظفين والشباب، لم يكن يحسب أحد أن يوما سيأتى تتزحزح عن عرشها، فهى مثل «الجنيه الفضة» لا يأكل عليه الزمن ولا يشرب.
مفاجأة غير متوقعة
لكن العامين الماضيين شهدا مفاجأة، إذ تزحزحت ماركات «الفيات واللادا» القديمة عن عرشهما، وظهرت أنواع جديدة حازت قبولا واسعا بين مستهلكى فئة السيارات الشعبية، يقول ياسر فتحى تاجر متخصص فى بيع السيارات المستعملة والجديدة، أن شعبية موديلات السيارات الفيات القديمة، كانت نتيجة سهولة تصليحها، فميكانيكا موتور السيارات الفيات بسيطة والميكانيكية يمكنهم تصليحها، بل إن بعض أصحاب هذه السيارات ممن لديهم بعض الخبرة فى ميكانيكا السيارات كانوا يصلحون سياراتهم بأنفسهم.
شروط الشعبية
قطع الغيار الرخيصة والمتوافرة لدى جميع موزعى ومحلات قطع الغيار، كانت سببا فى انتشار هذه الموديلات القديمة، حتى انتشر بين المصريين ثقافة شراء سيارة مستعملة من أحد موديلات الفيات، فى البداية حتى يتمكن الشخص من قيادة السيارات، فيبيعها ويشترى جديدة موديل حديث.
العامل الثالث: سهولة بيع هذه الموديلات، فالسيارات الفيات عليها طلب بشكل مستمر، مقارنة بموديلات أخرى، يصعب بيعها.
خلال العام الماضى فقدت السيارات الفيات هذه الميزات النسبية الثلاث، ولم يعد المعروض منها عليه إقبال كبير بسبب توقف استيراد وتصنيع قطع غيار هذه الموديلات، فأصبحت موديلات الفيات أسعارها مرتفعة وقطع غيارها قليلة فى السوق والميكانيكية لم يعودوا مهتمين بتصليح هذه الموديلات.
أزمة ارتفاع أسعار السيارات القديمة
ويرجع أسامة فاروق سمسار سيارات بسوق السيارات المستعملة، ارتفاع أسعار السيارات الفيات، إلى ارتفاع أسعار السيارات بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، فارتفعت أسعار السيارات الجديدة «الزيرو»، فظن أصحاب السيارات القديمة المستعملة أن أسعار سياراتهم تضاعفت نتيجة هذا الارتفاع، فأصبحت السيارات المستعملة فى مصر أسعارها مبالغ فيها وغير حقيقية، لأن هذه السيارات تكلفة صيانتها وإصلاحها أصبحت مرتفعة والإقبال عليها لن يكون ما كان طول الـ20 سنة الماضية.
بعدما أزيحت موديلات الفيات عن عرش سوق السيارات المستعملة دخل مكانها السيارات الكورى، فهى سيارات تتمتع برخص سعرها سواء الجديدة أو المستعملة مقارنة بمنافسيها القادمين من الاتحاد الأوربى، نظم الميكانيكا الخاصة بها أصبحت منتشرة وهناك الكثير من الورش ومراكز الصيانة التى تفضل التعامل فى هذه الموديلات.
وأصبح الطلب عليها مرتفعا لأن قطع غيارها أصبحت متوافرة فى السوق، بعدما ارتفع الطلب عليها، وقطع غيارها رخيصة مقارنة بمنافسيها. وأصبح الطلب فى سوق السيارات المستعملة على الموديلات الكورى سواء الجديدة أو القديمة، لأنها توفر فى البنزين وسهل بيعها ومنها أحجام كبيرة وأخرى صغيرة «هاتش باج»، بهذه المزايا أزاحت الكورى السيارات «الفيات واللادا» من سوق السيارات المستعملة و«الزيرو».
الصينى تفقد صفة الشعبية
ويستطرد ياسر أن السيارات الصينى التى غزت السوق المصرية فى الخمس سنوات الأخيرة سعرها أرخص من السيارات الكورى، لكن لم تستطع أن تكون السيارات الشعبية فى مصر، لأن من أقبل على شراء الموديلات الصينى أكتشف أنها سيارات رخيصة لكن قطع غيارها غالية ومراكز صيانتها قليلة ومكلفة، مقارنة بانتشار المتخصصين فى السيارات الكورى. العمر الافتراضى للسيارات الصينى كان عامل حاسم فى تراجعها فى السوق، فالموديلات الصينى تتهالك وتظهر مشكلاتها الكبيرة بعد مرور ثلاث سنوات على الأكثر، مقارنة بالسيارات الكورى تتحمل حتى 5 سنوات، طبقا لمواصفات الاتحاد الأوروبى التى تقول إن السيارات يتم تصنيعها بناء على عمر افتراضى لا يقل عن 5 سنوات ولا يزيد على 7 سنوات، ثم تبدأ السيارة فى التهالك وظهور مشكلات فنية فى الموتور ودائرة الكهرباء الخاصة بها.
سيارات الاتحاد الأوروبى أرخص ولكن
ويقول أحمد بهاء المتخصص فى تسويق موديلات السيارات الصادرة عن دول الاتحاد الأوروبى إن سوق السيارات شهدت هذا العام تراجعا يقدر بـ60% فى المبيعات، مقارنة بالثلاث سنوات السابقة على قرار تحرير سعر الصرف للعملات الأجنبية، واقتراب سعر اليورو من الـ20 جنيها بعدما كان فى حدود الـ10 جنيهات.
يرى بهاء أن أسعار السيارات فى السوق بشكل عام تعتبر مستقرة ولم تشهد زيادة، ولكن القدرة الشرائية للمواطنين تأثرت بتحرير سعر الصرف، بل إن بعض أنواع سيارات الاتحاد الأوروبى أصبحت تدخل مصر بدون أى جمارك تطبيقا لاتفاقيات التبادل المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبى، ولكن هذه القرارات تم تنفيذها بعد ارتفاع سعر الدولار، فلم يشعر المواطن المصرى بتخفيض الجمارك لأن زيادة الدولار كانت أعلى بكثير.
ورغم تقديم أغلب وكلاء السيارات فى السوق المحلية تخفيضات على أسعار السيارات المتبقية لديهم موديلات 2016 و2017 إلا أنها لا تزال أسعار مرتفعة بالنسبة لقدرات المصريين الشرائية وهو السبب وراء تراجع حجم المبيعات.•