الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

النحاس الأصلى!!

النحاس الأصلى!!
النحاس الأصلى!!


يتحدى حسن الجارحى، 52 عاما، ارتفاع درجة حرارة الجو خلال عمله فى صناعة تحف نحاسية، ينقش عليها فيعيد إليها الحياة، بعدما كانت كتلا صماء.. يكافح حبات العرق المتساقطة، فيما أكسبته الخبرة القدرة على العمل دون حتى النظر إلى القطعة الفنية الموضوعة تحت يديه، قد يكون ذهنه شاردا ولكن يديه لا تخطئان طريقهما إلى الطبق النحاسى.. يجلس حسن فى منطقة خان الخليلى ينقش على النحاس من أجل صناعة لوحات فنية مستوحاة من الفن الإسلامى والأندلسى والمملوكى، يحاول الحفاظ على مهنته التى هجرها الصبية بسبب ضعف مقابلها المادى.
عن متاعب المهنة يقول: الوظيفه الحكومية التى أذهب إليها فى الصباح حصن يحمى من مشكلة ركود البيع.
تعلم ابن حسن أسرار النقش على النحاس، ثم ذهب للعمل فى صناعة الذهب والفضة، فيما ابتعد بقية أولاده عن العمل فى المهنة من الأساس، فوالدهم لم تتحسن أحواله المادية بعد38 عاما فى صناعة التحف النحاسية على الأطباق.
حسن تعلم المهنة على يد الأسطى «محمود فرج» وكانت بداية تعلمه على الخشب ثم بدأ ينتقل تدريجيا إلى الأطباق النحاسية واستمر فى المهنة لمدة 38 عاما.
وقال حسن: صناعة التحف النحاسية تبدأ بالتصميم، الذى يرسمه بالقلم الرصاص والبرجل والمسطرة من ذاكرته، ثم يضع بعض الزيت على الطبق النحاسى من أجل سهولة النقش عليه.
البعض ينخدع فى الأطباق، يعتقد الكثير أن فى أيديهم «نحاس» ولكن فى الحقيقة هو معدن «مرشوش» ويمكن تمييز ذلك من خلال استخدام المغناطيس فإذا انجذب إلى التحفة، يعنى أنه ليس مصنوعا من النحاس.
 وأبدى حسن خشيته من انقراض المهنة طالما أن عدد الراغبين فى التعلم قليل للغاية وهو السبب الرئيس بجانب الظروف الاقتصادية، فالتعليم ليس مجرد دروس نظرية بل يأتى بالممارسة لسنوات طويلة.•