الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المجد للشهداء.. ولكن

المجد للشهداء.. ولكن
المجد للشهداء.. ولكن


صورة أرملة شهيد الارهاب العربى ملازم على منير مهنا -قوات خاصة- وهى تتقدم المشيعين حامله على رأسها جثمانه الملفوف بعلم الدولة، هى نفسها صورة أم وأرملة كل شهيد فى مصر فى الفترة الأخيرة.. صورة تقطر غضبا يفوق الألم من التوحش فى قنص أولادنا كالذبائح، صورة تُرنم «المجد للشهداء»، صورة تؤكد قوة العزم الشعبى على القصاص.. صورة عكسية للبلاغات والبيانات الرسمية الخايبه التى عاملتنا بها الأجهزة الرسمية للدولة.

  هذه الصورة تستحق أن تتصدر الصفحات الأولى لكل الصحف ونشرات الأخبار المصرية بعد كل جريمة إرهاب.. وأطالب باستخدام هذه الصورة للحشد، لبدء ثورة شعبية عسكرية ضد الإرهاب، كما فى حرب 73.. النكسة أو بداية الإرهاب فى مصر عندما استوطن الارهابيون مناطق ومواقع وسط الشعب فى مصر من الصعيد إلى الساحل، يمارسون حياتهم وتدريباتهم.. ولا يبلغ الشعب عنهم خوفا من انتقامهم وضمانا لحمايتهم.. لكن بالتأكيد عيون الأمن كانت ومازالت ترصدهم.. وأحد الأمثلة استخدام نادى الشمس الرياضى كمركز تدريب للإخوان بدءا من منتصف الليل حتى الفجر كما ذكر "الخرباوي" الإخوانى المنشق فى كتاب له.. مساء الجمعة علمنا أن هناك مذبحة فى الواحات سقط فيها 15 شهيدا من أولادنا، نُقلب فى كل قنوات التليفزيون لكن لا حس ولا خبر.. أخبار العالم كلها بالتفصيل والتحليل ومعركتنا فى قلب مصر غائبة!!
بدأنا نبحث عن أخبارنا فى الخارج.. وكالة نوفوستى الروسية تتابع الخبر.. تعلن فور وقوع الحادث أن استشهاد قوة من الشرطة أثناء مطاردة خلية إرهابية خطيرة مختبئة فى منطقة صحراوية، وأن المستهدفين من أخطر العناصر الإرهابية فى مصر وسبق لهم الاشتراك فى هجمات دموية.. وذكرت التفاصيل التى بحثنا عنها فى اعلامنا بلا جدوى!! قالت الوكالة الروسيه أنه بمجرد وصول قوات الشرطة تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة منها قاذفات «آر بى جى».. وان 54 من رجال الشرطة قتلوا، بينهم 20 ضابط.. وأن هذه العملية تزعمها ضابط سابق بالقوات الخاصة (الصاعقة) هو هشام عشماوى، قائد عملية الفرافرة الهارب (25 شهيد من قوات الأمن منهم 22 مجند فى يوليو 2014).. ومذبحة العريش الثالثة التى استهدفت كتيبة كاملة وحصدت 29 شهيد من القوات المسلحة فى فبراير 2015).. ولم يكذبها أحد!
وأخيرا بدأنا نعرف الأخبار من مصر!! البيان الرسمى يعلن ويؤكد وفاة 16 شهيد فقط واصابة عشرات، ومقتل عدد من الإرهابيين.. وأكدت الأجهزة الأمنية معلومات الملف الاجرامى لهشام عشماوى، وإنها ترصد تحركات هذا الإرهابى المفصول منذ عام 2013، وتطارده بعد مذبحة الفرافرة.
وبعدين!! تم تحديد توقيت وحجم ما يجب أن يراه ويعرفه الشعب وكأنه تلميذ فى أولى ابتدائى، وهو تكرار نفس لقطات مشهد جنازة هادئة مؤمنة بالقدر، ومشهد جثث إرهابيين ملقاة فى الصحراء.. يليها طوفان تنظير خبراء استراتيجيين لتلقين الشعب نفس المحفوظات عن الصبر والاحتمال!
ألسنا كشعب شركاء وضحايا لهذه الحرب!؟ فما هو دورنا بخلاف الصبر والدعاء وتحمل الغلاء وتوديع الشهداء!
 ما حدث فى الواحات يجب استثماره لحشد الشعب فى حرب الارهاب.. أتصور أن تكون الجنازات بما فيها جنازات المدنيين شهداء الطائفية، كلها جنازات شعبية عسكرية ترهب المجرمين، وتلهب الشعب ليشارك فى حماية أولاده ووطنه.. وأن يكون دور الاعلام ليس التعتيم والتخدير، بل حث الشعب على الإبلاغ عن وجود أى تجمعات مشبوهة وسطهم.. الواحات فى قلب مصر، والقلب امتلأ وفاض.. وصورة هذه المرأة الشجاعة حاملة نعش الشهيد يجب أن تتصدر المدارس والميادين لانتزاع النصر.   •