الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يوميات مقاتل بحرى على متن «سجم» الفاتح

يوميات مقاتل بحرى على متن «سجم» الفاتح
يوميات مقاتل بحرى على متن «سجم» الفاتح


«أسميتها عاليا.. لتصبح عالية مثل مصر».. بهذه الكلمات عبر أحد المقاتلين البحريين الذين رافقوا «الفرقاطة سجم الفاتح» فى رحلتها من فرنسا إلى الرصيف الحربى بميناء الإسكندرية.. ثلاثة أشهر.. هى عمر رحلتهم عبر المحيط بين السماء والبحر، ولدت أثناءها طفلته ولم يرها فأسماها عاليا.. لتعيش عالية مثل العلم المصرى الذى وضع على الفاتح.
تلك كانت ساعاتى على متن الفرقاطة الفاتح فى أول خروج لها، واشتراكها فى مناورة ذات الصوارى بالذخيرة الحية، أكثر من اثنتى عشرة ساعة فى عرض البحر قضيتها مع شباب من خيرة شباب مصر.
«عالى يا موج.. رجالة ياموج» هكذا كانت صيحتهم.. وصف الضباط المسئولين عن الفرقاطة سجم الفاتح- طيلة الثلاثة أشهر عمر الرحلة من فرنسا إلى مصر، لم يروا خلالها إلا مياه البحر وأمواجه العتية، والسماء المتقلبة، لكن هيهات أن تتقلب على أسود البحرية المصرية.. ثلاثة أشهر.. أصبح فيها طاقم السفينة بقيادة قبطانها أسرة واحدة، يعوضون غيابهم عن أسرهم الحقيقية، ولكن كل ذلك يهون من أجل مصر الوطن الحقيقى.. يشرح أحد الضباط البحريين المسئولين عن الفرقاطة،عقيد بحرى-م.م على متن الفاتح، معنى سجم الفاتح: كلمة سجم..اختصار لـ(سفينة جمهورية مصر)، وقال: إحساس لا يوصف عندما تكون مسئولا عن قطعة بحرية من أهم القطع التى ستدخل مصر فى مصاف الدول المتقدمة فى التسليح، تخاف عليها كأنها أحد أولادك، بل وأغلى.. خلال رحلة الإبحار من فرنسا إلى مصر.. ولدت طفلتى، فقررت تسميتها عاليا لتكون دائما عالية ومرفوعة الرأس مثل مصر، والعلم المرفرف على ظهر الفاتح، لا أخفى عليك.. شعور زوجتى واحتياجها لى فى لحظات استقبال مولودتنا، لكن مصر تحتاجنا جميعا فوطنى أولى، والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى، فقبل موعد زفاف شقيقى الأصغر الذى ربيته على يدى، واخترت موعد زفافه بنفسى، طلبنى قائد القوات البحرية فى مهمة عاجلة، فذهبت على الفور ولبيت نداء الواجب، وعدت بعد الفرح بأسبوع.. ما حدث مع هذا القائد ليس بالغريب، فكل ضباط وجنود القوات المسلحة يفضلون مصلحة الوطن على مصلحتهم الخاصة.
وعن يوم مناورة «ذات الصوارى» يصف المناورة، بأنها من أهم المناورات البحرية المصرية والتى تشترك فيها معظم الوحدات البحرية، والجديد هذا العام أن القطع البحرية الجديدة ستشترك فى المناورة بالذخيرة الحية فى أول خروج لها».
ذات الصوارى
 الرئيس السيسى شهد وقائع المناورة التكتيكية التعبوية «ذات الصوارى 2017» التى نفذتها وحدات من القوات البحرية بالذخيرة الحية بمشاركة عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وتشكيلات من القوات الجوية وعناصر الوحدات الخاصة البحرية.
وتضمنت المناورة العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب على مهام العمليات منها تأمين وحماية الأهداف الاقتصادية فى البحر، والإغارة على جزيرة حاكمة ذات أهمية حيوية باستخدام وسائط الأبرار، واكتشاف ومكافحة الألغام والتصدى لتشكيلات بحرية وجوية معادية والاشتباك معها بمنظومات الصواريخ والمدفعية ووسائل الدفاع الجوى.. تضمنت المناورة تنفيذ اقتحام  جزيرة حاكمة مهمة والسيطرة عليها بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية، انطلقت مجموعات من الصاعقة لفتح الثغرات والإغارة على الجزيرة للقضاء على الإرهابيين وتدمير الأهداف المعادية، ودفع صائدات الألغام لمسح الممر البحرى إلى الجزيرة واكتشاف وتدمير الألغام القاعية، ومرافقة وسائط الأبرار الخاصة بحاملة المروحيات المسترال المحمل عليها القوة الرئيسية من القوات والمركبات وإرشادها عبر الممرات المأمونة وصولا إلى الشاطئ وتأمين انزال قوة الأبرار الرئيسية على الجزيرة.
كما شاركت المدمرة «تحيا مصر» من طراز «فريم» والفرقاطة «الفاتح» من طراز جوويند التى تم رفع العلم عليها وعدد من لنشات الصواريخ من طراز «سليمان عزت» بالتصدى لهجوم بحرى معاد رمايات مدفعية سطح/سطح بالذخيرة الحية وبالأعيرة المختلفة على أهداف سطحية معادية ،والتصدى لتهديد جوى معاد ممثل فى طائرة تم الاشتباك معها بصاروخ سطح جو من علي  أحد لنشات الصواريخ ، ظهر خلالها الدقة فى إصابة الأهداف والتعامل معها وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بكفاءة عالية.. وتضمنت المناورة بيانا للإمكانات والقدرات الخاصة بالقوارب الهجومية والعائمات السريعة التى انضمت إلى صفوف القوات البحرية والمصنعة محلياً من الريبات «الفرنسية والأمريكية والمصرية» الصنع، والتى تشارك فى تنفيذ العديد من المهام القتالية وتقديم المعاونة النيرانية لتأمين البحر ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية وأعمال البحث والإنقاذ، وتأمين الأهداف الحيوية ومنصات الغاز والبترول بالبحر.. شاركت الغواصتان طراز 209 الجديدتان ضمن مهام التأمين، حيث تعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية لما لها قدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، والمزودة بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات مما يجعلها قوة ردع قادرة على حماية الأمن القومى المصرى.
كما شهدت المناورة إطلاق صواريخ السطح سطح لصد وتدمير وحدة بحرية معادية والذى يعد واحدا من أحدث صواريخ السطح المستخدمة فى البحريات العالمية بما تتسم به من قدرة عالية على التعامل مع الأهداف وإصابتها بدقة تحت مختلف الظروف، وفى نهاية المناورة قامت الوحدات البحرية المشاركة بالاستعراض بسرعات محددة وخط سير ثابت لتقديم التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة. •