الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الإسكندرية السينمائى بنكهة المقاومة

الإسكندرية السينمائى بنكهة المقاومة
الإسكندرية السينمائى بنكهة المقاومة


المقاومة.. والصراع من أجل الهوية، هما التيمة الرئيسية لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الثالثة والثلاثون، الذى يتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر المجيد.احتفى المهرجان، الذى اختتم فعالياته الخميس الماضى، بمرور 75 عاما على معركة العلمين، بعرض مجموعة من الأفلام التاريخية التى تناولت هذا الحدث، طوال أيام المهرجان، وناقشت مجموعة من الأفلام أزمة الهوية، من خلال «السينما والهجرة غير الشرعية».

حالة حميمية شديدة الخصوصية صاحبت مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، لعل سببها هو عُمر المهرجان وقيمة وثقل جميع الفنانين وصناع السينما المشاركين فيه، على مدار سنوات إقامته، فهو عرس تستعد له الإسكندرية من عام إلى آخر.
• رجل وثلاثة أيام
كان للقضايا العربية الساخنة نصيب الأسد فى عروض وندوات مهرجان الإسكندرية، فشاركت فلسطين بفيلمين فى المسابقة الرسمية، هما «خارج الإطار» و«مراكب الموت»، وكرم المخرج السينمائى ميشيل خليفة والمخرجة أنا مارى جاسر.
أما عن الأوضاع فى سوريا فمازالت عدسة صناع السينما تحاول رصد المعاناة وأبعادها الإنسانية، وانعكاسها على حياة الناس ونقل الرواية الحقيقية ومحاولة تجسيدها بالصورة.
وهو ما شاهدناه فى فيلم «رجل وثلاثة أيام» للمخرج جود سعيد والذى يتناول الأزمة السورية من منظور إنسانى يستعرض حياة شاب مستهتر، يستشهد أحد أقاربه، فيذهب إلى ضيعته لنقل جثمانه، لتبدأ رحلته لمحاولة نقل الجثمان التي تغير أفكاره وقناعاته.
• ماء الورد
الفيلم السورى «ماء ورد»، المأخوذ عن رواية «عندما يقرع الجرس» للكاتب محمود عبدالواحد، للمخرج أحمد إبراهيم الذى استُشهد شقيقه الأصغر عميد فى الجيش على يد داعش، وقال إن داعش لم يكن لها وجود فى الفيلم وهو الذى أقحمها ضمن الأحداث ولم يكن لها تواجد فى الرواية أيضًا.
وفيلم «الأب» للمخرج باسل الخطيب الذى يستكمل فيها سلسلة معاناة المواطن السورى، وحالة الحرب التى تقتل الجسد حيًا وهى أفلام (سوريون مريم، الأم)، فيلم الأب بطولة أيمن زيدان، يحيى بيازى وروبين عيسى، يتناول الفيلم قصصا حقيقية مأساوية لما عاشته الأسر السورية، وهروبها من حصار الجماعات المسلحة والدواعش فى سوريا.. وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «الأب»، بينما حصل الفنان أيمن زيدان على جائزة أفضل فنان في مسابقة نور الشريف للفيلم العربى المتوسطى الطويل.
• زهرة حلب
عنوان رومانسى يسير بنا لقصة دموية ومأسوية ونتيجة حتمية للتفكك الأسرى والظروف الاجتماعية التى تودى بشباب فى عمر الزهور، وتدفعهم للارتماء فى أحضان الإرهاب، فالشاب التونسى الذى يعانى بعد انفصال أبويه ويشعر بضياع الهوية والتشتت، تبدأ الجماعات المتطرفة لاستقطابه للاستعانة به فى حربهم ضد النظام فى سوريا.
ومن هنا تبدأ معاناة والدته وسفرها إلى سوريا بحثا عنه، لتقتل على يد ابنها فى النهاية، دون أن يعلم هويتها، وهو فيلم للمخرج التونسى الشهير رضا الباهى.
وحصلت الفنانة هند صبرى على جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيما حصد مخرج الفيلم رضا باهى جائزة أفضل إخراج.
• أول مرة
للمرة الأولي أقام المهرجان استفتاء حول الأفلام المصرية، فحصل فيلم «على معزة وإبراهيم» على جائزة أفضل فيلم، جائزة أفضل مخرج كانت لشريف عرفة عن فيلم «الكنز»، جائزة أفضل كاتب سيناريو كانت للمؤلف أحمد على ماهر عن فيلم «على معزة وإبراهيم»، جائزة أفضل ممثل دور أول لعمرو سعد عن فيلم «مولانا».. وذهبت جائزة أفضل ممثل دور أول لماجد الكدوانى عن فيلم «الأصليين»، وأفضل ممثل دور ثان كانت من نصيب محمد ممدوح عن فيلم «الخلية»، وذهبت جائزة أفضل ممثلة دور أول لنيللى كريم عن فيلم «بشترى راجل»، أفضل ممثلة دور ثان كانت لريهام عبدالغفور عن فيلم «الخلية».
وأفضل تصوير لأحمد المرسى عن فيلم «الأصليين»، أفضل موسيقى لهشام نزيه عن «الأصليين»، أفضل مونتاچ لأحمد حمدى عن «الخلية» وأفضل مونتاچ أحمد حافظ عن «الأصليين».
• أزمات المهرجان
الجونة والإسكندرية.. مقارنة ليست فى محلها.. كانت الظاهرة التى لفتت الانتباه هى غياب جيل الشباب وحضور واضح لجيل الكبار، خاصة مع تكريم الفنان حسين فهمى وحضور مجموعة كبيرة من جيله لدعمه والاحتفاء به، باستثناء حضور النجم عمرو سعد لاستلام جائزة أحسن ممثل عن دوره فى فيلم مولانا.. وقارن البعض بين حضور النجوم المكثف لمهرجان الجونة وغيابهم عن الإسكندرية السينمائى، ورد رئيس المهرجان «الأمير أباظة» بأنه تم توجيه الدعوة لعدد كبير من النجوم الشباب لحضور المهرجان، والبعض اعتذر لانشغالهم بتصوير أعمال فنية، بينما لم يبرر البعض الآخر سبب الغياب. وأكد أباظة أن المهرجان هو للسينما والسينمائيين، وأن ما يهمنى هو الفاعليات والورش والندوات والحضور الإعلامى والجماهيرى.
وعن المقارنة بين الجونة والإسكندرية.. كل مهرجان له ملامحه وقضيته الخاصة وليس هناك مجال للمقارنة، والأهم أن السينما والثقافة فى مصر تظل فى حالة نشاط طول الوقت.
• نجل الساحر
ردا على اتهام المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، لإدارة المهرجان بتجاهل تكريم والده الفنان محمود عبدالعزيز، وهو على قيد الحياة والاكتفاء بإهداء الدورة القادمة له مضطرة، أعلنت إدارة المهرجان فى بيان لها «أن ما فعله المهرجان هو استثناء، لأن الدورة لا تهدى لفنان راحل، والمهرجان اتبع نهجا بتكريم الفنان فى حياته، ليستمتع بالإهداء والتكريم فى حياته، وأشار البيان إلى أن إدارة المهرجان كانت قد اتفقت مع محمود عبد العزيز برئاسة المهرجان شرفيا، وقبل أيام من انعقاد المهرجان اعتذر محمود لأنه رأى أن الظروف وقتها لا تسمح بإقامة مهرجان، بعد الاضطرابات التى شهدها الشارع المصرى بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.. وأن محمود عبد العزيز نجم كبير تم تكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى وحصل على عدد كبير من الجوائز منه، وكان ضيفا دائما عليه ولم يقصر المهرجان فى تكريمه فى كل وقت. •