الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السلفى قتل الكاهن سمعا وطاعة لخطيب الجمعة

السلفى قتل الكاهن سمعا وطاعة لخطيب الجمعة
السلفى قتل الكاهن سمعا وطاعة لخطيب الجمعة


أولا‮:- ‬منذ عام‮ ‬72 كم مواطنا قُتل لأنه مسيحى،‮ ‬وكم إرهابيا قاتل ثبتت إدانته‮ - ‬مثل السلفى قاتلاً الكاهن سمعان‮ - ‬تم إعدامه؟
ثانيا‮:-  ‬لماذا لا يخاف ولا يستتر قاتل المسيحى،‮ ‬بل يذبح جهارا ويعترف متباهيا مطمئنا‮!! ‬
ثالثا‮:- ‬لماذا يتأخر وصول الأمن والإسعاف لموقع الحوادث الإرهابية لحين وفاة الضحايا‮!! ‬وبدون محاسبة أو عُذر‮!! ‬غياب ساعة عن الكاهن سمعان،‮ ‬وثلاث لأوتوبيس رحلة دير الأنبا صمويل بالمنيا؟‮!
دماء الأب سمعان بالأمس فجرت نهر دم جديدا فى المطرية،‮ ‬ليتصل بالمنبع فى المنيا والمصب فى الإسكندرية‮.. ‬الأب الشهيد سمعان ذبحه قاتل سلفى جهارا مع سبق الإصرار والمطاردة،‮ ‬لقناعته المستمدة من شيوخ التكفير خريجى الأزهر الشريف،‮ ‬بأن المسيحي‮  «كافر» ‬والكافر يُقتل ويستباح ماله وعرضه‮.. ‬اعترف القاتل بجريمته،‮ ‬وشهد الشهود الذين طاردوه وسلموه للشرطة أنه اعتاد التعرض للمسيحيين وقت خروجهم من الكنيسة بعبارات أنتم كفرة وكلكم هاتموتوا،‮ ‬والأمن يعلم ويغض البصر‮!‬
‮ ‬يحيط منزلى ميكروفونات ثلاثة جوامع وزاوية‮.. ‬ميكروفونات تصحى الميتين وتلهب المشاعر الطيبة‮.. ‬ولا تنقطع عنها الكهرباء مهما زادت الأحمال‮!.. ‬بعد ذبح الكاهن سمعان انتظرت ميكروفونات صلاة الجمعة لأسمع الخطبة الموحدة التى تبثها الدولة لمصارعة التطرف والإرهاب‮.. ‬لكن الخطيب بدأ بتحية مسئول أمنى موجود باعتباره أهم حدث وتشريف للجامع،‮ ‬وربما رسالة‮ «‬نحن هنا‮» ‬للمتشددين،‮ ‬قلت واجب‮!! ‬ثم سمًع الشيخ‮ (‬أو قرأ‮) ‬خطبة مدرسية نظرية موجزة من فصيلة‮ «‬شرشر نط عند البط‮» ‬يعنى كل شيء تمام على رأى الشيخ إمام‮.. ‬ومصر بخير لا إرهاب ولا طائفية،‮ ‬ولا جريمة قتل روعتنا وسرقت أماننا بالأمس وتنذر بحدوث ما هو أفظع‮!!‬
‮ ‬وانتهت الخطبة مثل كل جمعة بالدعاء‮.. ‬قلت أكيد الدرس والموعظة فى الدعاء بالرحمة للقاتل المُغيب والجنة للضحية الشهيد‮.. ‬لكن لم أسمع مثل كل جمعة،‮ ‬إلا الدعاء للمسلمين وأبنائهم فقط،‮ ‬الحاضرون منهم فى الجامع والغائبون،‮ ‬دعاء بالشفاء والهداية ورفع الغلاء عنهم وعن الأمة الإسلامية‮.. ‬صمتت الميكروفونات وانصرف الجميع مسرورين لأنهم صلوا جماعة،‮ ‬منشرحين بحضور ضيف مهم‮!!‬
عاتبت نفسى تانى على توقعاتى المستحيلة،‮ ‬كيف انتظرت تسابق الميكروفونات لإعلان اعتذار الدولة وشيخ الأزهر لكل المصريين وخاصة المسيحيين عن ذبح الكاهن‮! ‬وتوقعت سماع تحذير وتهديد لكل مختل يفكر فى قتل نفس للدفاع بدلا من الله عن دينه‮!!‬
‮ ‬رد فعل حادث مقتل الكاهن سمعان أكد أن لا الخطاب الدينى ولا الخطاب الأمنى تقدما خطوة للأمام‮.. ‬بل يقودانا إلى الهاوية‮.. ‬أول تصريح رسمى للداخلية هو أن القاتل مهتز نفسيا‮.. ‬وبعد انتشار فيديو القتل واشتعال الغضب على مواقع التواصل الاجتماعى وانتهاء التحقيق وسماع الشهود واعتراف القاتل،‮ ‬أعلنت الداخلية أنها جريمة جنائية‮.. ‬القاتل لص والضحية قاوم السرقة‮!! ‬يعنى لا إرهابى ولا شهيد‮.‬
عام‮ ‬2017‮ ‬بدأ ذبح المصريين للمصريين فى الإسكندرية بذبح صاحب محمصة أمام دكانه علانية،‮ ‬ثم محاولة ذبح حارس كنيسة القديسين ثم طعن سيدة بالسكين بعد خروجها من كنيسة‮.. ‬وفى القاهرة محاولة ذبح سيدة داخل بيتها بالمرج‮.. ‬فهل هى صدفة أم بدايات تتنامى بعد الدرس العملى لذبح داعش لـ21‮ ‬ مصريا فى ليبيا‮!‬
أما العجيب فهو أن الكاهن الشهيد سمعان هو راعى كنيسة باسم الشهيد يوليوس الأقفهصى كاتب سير الشهداء أيام حكم الرومان‮.. ‬وختم حياته بصفحة يستحقها فى نفس كتاب الشهداء‮  «‬السنكسار‮» ‬فهنيئا له‮. ‬ولحين إنقاذ ضحايا الفكر الوهابى من شر أنفسهم وشر محركيهم،‮ ‬ياريت تبرمجوا ميكروفونات الجوامع على الدعاء لكل المصريين وللبشرية‮.. ‬أو تفصلوا عنها الكهربا‮.‬