الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حرب أكتوبر مازالت على الهامش

حرب أكتوبر   مازالت على الهامش
حرب أكتوبر مازالت على الهامش


إنتاج هزيل. لا يليق بحدث ضخم. حدث غير من حياة شعب. أمة بأكملها أعاد الروح إليها، مضت أعوام ولا يزال صناع الدراما التليفزيونية على موقفهم من توثيق حدث ضخم، يراه البعض تكاسلا، ويراه البعض تخاذلا، والبعض لديه أسباب أخرى.. ولديه مطالب محددة لإنتاج مثل هذه الأعمال.

«رأفت الهجان»، «دموع فى عيون وقحة»، «العميل 1001»،  أعمال تناولت حرب أكتوبر على هامش الأحداث الرئيسية، عن الجاسوسية وتجنيد أبطالها سواء لصالح مصر أو ضدها، فى النهاية تظهر حرب أكتوبر فى مشهد واحد، وفقا لمجرى الأحداث، الذى يستلزم الإعلان عن انتصار الجيش المصرى فى حربه ضد العدو، أما عن المعنى الحقيقى للتوثيق للحرب  فللأسف سقط سهوا من صناع الدراما التليفزيونية.
حدث عظيم
فى رحاب أهل الدراما التليفزيونية الآراء أغلبها سلبية، تدين بشكل أو بآخر غياب دور الدراما التليفزيونية فى التاريخ لانتصار أكتوبر.. البعض أدان الأفكار والموضوعات، البعض أدان الإنتاج والبعض أدان التخاذل المتعمد لمبدعى الدراما التليفزيونية.
 من أشهر هؤلاء النجوم، الفنانة «فردوس عبدالحميد» التى أكدت: «للأسف حتى الآن لم يتم التوثيق لحرب أكتوبر بالشكل الذى يليق بها، لا على المستوى الاجتماعى أو الحربى، فمن حين لآخر نشهد معا إحدى البطولات عن حرب أكتوبر، إلا أنه رغم هذا المخزون الضخم لم ينجح صناع الدراما فى الاستفادة منه بشكل جيد، فى تقديم أعمال تليفزيونية تليق بحرب أكتوبر وأحداثها وأبطالها.
وتواصل حديثها قائلة: «أنا مندهشة من تراجع الإنتاج عن تقديم مثل هذه الأعمال، فأين هى الدولة من هذا الواجب، لدينا العديد من البطولات الموثقة، التى آن الأوان أن يتم تناولها من خلال أعمال تليفزيونية، خاصة أن ما تم تقديمه لم ينجح  فى توصيل الواقع فى هذا الحدث، فالأعمال التاريخية تستلزم وقتا، ويجب أن ينجح الفنان فى هضم الحدث، وتجسيده كما ينبغى.
زوايا مختلفة
ويسهم الناقد «رامى عبدالرازق» فى تقديم حلول لإنعاش عجلة إنتاج الدراما التليفزيونية حيث أشار: «هناك سلسلة بعنوان أدب حرب أكتوبر، فالكثير من معاصرى حرب أكتوبر سواء فى الستينيات مثل جمال الغيطانى أو فى السبعينيات كتبوا عن حرب أكتوبر مثل رواية الرفاعى، فأين هو التليفزيون من تقديم أعمال تليفزيونية أو تحويل هذه الروايات إلى عمل فنى؟! أين هو المنتج ؟! لماذا لا تتولى القوات المسلحة إنتاج فيلم أو عمل تليفزيونى عن حرب أكتوبر بزواياها المختلفة، قصص وبطولات، توثيقات، ملامح إنسانية، فنحن فى التوقيت نفسه من كل عام نحتفل بالانتصار بعرض أفلام ومسلسلات تم إنتاجها فى السبعينيات فى عجالة.
أعمال معاونة
رواية شعب، دولة بأكملها، كيان، إنها حرب الكل وليس الفرد، إنه انتصار أمة وليس انتصارًا مصريًا، ربما تزامن غياب شركات الإنتاج الخاصة وكبار المنتجين عن الساحة، مع غياب دور الدولة فى الإنتاج، ليؤدى خلل فى عجلة الإنتاج التليفزيونى والنتيجة أرشيف تليفزيونى ضخم لا يمتلك عملا تليفزيونيا وحيدا، نجح فى التوثيق لحرب أكتوبر بكل ما تحمله من أحداث وتفاصيل وأسرار.
وهنا يقول المخرج محمد فاضل: «فى الأساس لم يحدث أن تناولت الدراما المصرية مرحلة الحرب والسبب برأيى ليس الفنانين أو القائمين على الإنتاج وإنما هى جهات سيادية، أما فيما يخص بعض الأعمال التى تناولت الحرب بشكل أو بآخر فهى للأسف لم تنجح فى تجسيد الواقع، فجميع الأعمال التليفزيونية كانت عبارة عن أعمال معاونة لحرب أكتوبر، وليست أعمالا كاملة عن الحرب، وهنا لابد أن نعلم السبب الرئيسى لما آلت له الأمور هو تخلى الدوله عن دورها فى الإنتاج منذ عام 2011، فالدولة تخلت تماما عن دورها فى الإنتاج الدرامى كما حدث من قبل حيث تخليها عن الإنتاج السينمائى.
على الهامش
ومن جانبه أكد الكاتب «مجدى صابر»: «الدراما المصرية لم تقدم لحرب أكتوبر ما يليق بها، فجميع المسلسلات عبارة عن دراما اجتماعية، وعلى الهامش تم تناول حرب أكتوبر، الحرب الوحيده التى نجحت مصر فى تحقيق النصر من خلالها أمام إسرائيل وأثبتت أنها حتى وإن جرحت، فهي  لا تموت، واللوم ليس على الكتاب ولكن على الجهات الحكومية، التى لم تبادر بإنتاج أعمال عن حرب أكتوبر، من المفترض أن تكون لها الأولوية فى قائمة أعمالها وإنجازاتها، أمريكا حتى الآن تقوم بإنتاج أفلام عن الحرب العالمية الأولى والثانية، فى الوقت نفسه مصر لم تستطع إنتاج فيلم أو مسلسل وحيد يليق بحرب أكتوبر.
الجدير بالذكر أنه ليس هناك منتج قادر على إنتاج عمل عن حرب أكتوبر بمفرده، لما يستلزمه من أسلحة وإمكانيات بحاجة إلى تكلفة ضخمة، وهنا يأتى دور الجيش المصرى ودوره فى توفير هذه الإمكانيات والأدوات من أجل كل عمل يتناول حرب أكتوبر.
ويختتم حديثه قائلا: «جميع الأعمال قدمت حرب أكتوبر بشكل هامشى، حتى أن حرب الاستنزاف تم تقديمها بشكل أفضل من الصورة الفنية التى ظهرت من خلالها حرب أكتوبر، وأنا شخصيا تناولت حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف فى مسلسل الفنار، ونظرا لعدم توافر الإمكانيات، كان تناولا غير مباشر، رغم أن هذا العمل من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامى، لكن فى الحقيقة كان عليّ أن ألتمس لها العذر لأن إنتاج مثل هذه الأعمال بحاجة إلى تكلفة ضخمة جدًا». •