الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عصى اليأس

عصى اليأس
عصى اليأس


لا عين تبصرها سوى عين السماء ومقلب الألباب، المارة من حولها كُثُر لكنهم سراب، تجلس على أطراف شارع السوق لتسوق بضاعتها من منتجات «القناعة» و«الصبر»، شيئًا ما استوقفنى ناحيتها ولا أدرى ربما هو القدر.
وجدتها تخبئ دمعها بثباتٍ وإكبار، وتكتم حشرجةً تجرح حلقها الجاف كسكين جزار، حرارة الشمس تنفخ فى جسدها لهيبًا يوجعها من القدم إلى الرأس، وسنوات الشقاء ترسم على وجهها علامات اليأس.
كل صباح، ترفع صوتها البائس لتسوّق بضاعتها، ولا أحد يلتفت من الناس التى ماتت قلوبها، فتنتحب بصمت، فى دنيا بلا خِللٍ أو ظِلٍ إن شمس تلك الدنيا أُحرقت.
هنا.. مازال اليأس حاضرًا بقوة، ولم يوّقع بعد مع الحزن هدنة، ليخّلِف فى صوتها بحة انكسار، وكأن الوجود ضاق بها دون حلٍ مقترح أو أملٍ فى مسحةِ فرح.
اقتربت منها شيئًا فشيئًا، فهمّت تتوكأ على عصى اليأس، كادت أن تسقط فالتقطها بسرعة قائلًا: «لا بأس».
عندها، شعرت بخفقان قلبها، الذى كانت دقاته أشبه بعصافيرٍ خرجت للتو إلى الحياة، فاجأتها بقولى:
«أريد أن أشترى بضاعتك كلها»، فابتسمت غير مصدقة، وأخذت تحلم بالأمانى المقبلة.