حكايات أول يوم مدرسة

صباح الخير
كتبت: ولاء بكر وريشة الفنانة سحر عيسي
خوف وقلق وترقب.. مشاعر تسيطر على كل أم، وهى تستقبل أول يوم دراسى.. حين يلتحق ابنها لأول مرة بالمدرسة.. هل سيتمكن من الاعتماد على نفسه، هل يمكنه أن يستقل عن أمه وعن بيته، وكيف ستعامله المعلمة، وهل سيتعرض للضرب من باقى الأطفال، وهل سيجد من يباعد بينه وبينهم فى الوقت المناسب، و...و.....
كل هذه المشاعر وتلك الأسئلة وغيرها تدور فى ذهن الأم والأب أيضا.. وقد تنتقل لطفلهما.. فيخاف من المدرسة.. أو قد ينجحان فى أن تصبح المدرسة بالنسبة له حلما جميلا يريد أن يعيشه.. تجارب تستحق أن نعيشها مع اقتراب.. أول يوم مدرسة.
تتذكر د.رنا هانى يس، أول يوم دراسى لابنها الوحيد: كان يوما عاديا بالنسبة له، لأنه شخصية اجتماعية، فاعتبر أن المدرسة مكانا للعب والتعرف على أصدقاء جدد، لكن بالنسبة لى كان يوما صعبا جدا، فبمجرد أن تركته ودخل الفصل مع أصدقائه، شعرت بالقلق والخوف دون أن أظهر له هذا.
تكمل رنا: لا أنسى الدور الإيجابى للمدرسة فى تخفيف مشاعر الخجل والتوتر عند الأطفال، نظموا حفل استقبال للأطفال، قبل بداية اليوم الدراسى، ليتعرف الطفل على الفصول والأصدقاء والمدرسين، وممارسة بعض الأنشطة، ليشعر بالأمان.
وعندما جاء ميعاد الخروج من المدرسة ذهبت إليه ورجعنا البيت، وتحدثت معه عن يومه وكيف كان الزملاء والمدرسون، بعيدا عن طريقة السؤال والجواب، أستخدم طريقة التمثيل بينى وبينه كأنى، أنا الطالب وهو المدرس.
فى بعض الأوقات يكون حديثى معه حول أكثر شىء حدث له خلال اليوم، وما أسعده أو أحزنه، أحاول أن تكون أسئلتى له غير مباشرة، فأتعرف على كل ما يدور فى المدرسة، وأتفاعل معه فى الوقت المناسب.
عيد المدارس
وتقول دينا أحمد، أم لثلاثة أولاد: أول يوم دراسى له طقوس خاصة، النوم مبكرا، والاستيقاظ مبكرا فى هدوء ومرح وتناول وجبة الإفطار، ليبدأ اليوم بنشاط وحيوية طوال اليوم. وأحرص على الذهاب مع ابنى أول يوم فى العام الدراسى حتى يشعر بالأمان والثقة.
أتعرف على مدرسيه وأعرفه بهم، لأساعده على إقامة علاقات ناجحة، وأحاول التغلب على لحظة الفراق الصعبة، عودت طفلى على الانفصال المؤقت بتركه مع جدته بعض الوقت، عندما يأتى ميعاد الخروج أذهب إليه لنعود إلى المنزل سويا.
تتابع دينا: أفضل وقت للحديث عن اليوم أثناء تحضير الغداء، كيف كانت مشاعره وهل واجهته صعوبات، وبعد الغداء نحضر الأدوات ونجلد الكتب والكراسات، وتحضير الملابس والحقيبة، وكأنها فرحة استقبال العيد، ليشعر بالأمان.
مشاعر الغربة
وتقول عزة عبدالعظيم الحديدى، مديرة مرحلة (kg) الحضانة فى إحدى المدارس الخاصة للغات: كمدرسين ندرك أن الأطفال قادمون من بيئة ليس بها كل هذا العدد من البشر، فندرب المدرسين على مواجهة مشاعر الغربة أو عدم الإحساس بالأمان عند الطفل، بإظهار الكثير من الحب والرعاية للأطفال، وممارسة أنشطة تعالج هذه المشاعر.
تحضر عزة مع المعلمين هدايا للأطفال فى أول يوم دراسى، ليشعروا بالراحة والأمان تجاه المدرسة، وتنصح الآباء والأمهات بمرافقة الابن إلى المدرسة قبل أول يوم دراسى، ليتعرف الطفل على المدرسة والمدرسين.
يختلف رد فعل الأطفال فى أول يوم دراسى، فهناك شخصيات انفتاحية ذات ذكاء اجتماعى، وشخصيات خجولة أو منطوية، قد تتميز بالذكاء الذاتى، والأسرة عليها عامل كبير فى نجاح علاقة الابن بالمدرسة، بتقليل مشاعر الضغط النفسى، وعدم الحماية الزائدة، التى تجعل الطفل يخاف الاختلاط بالآخرين.
وعموما الطفل إذا خاض تجربة دخول الحضانة من قبل، تجعله اجتماعيا وأكثر ثقة بنفسه، والمدرسة التى تحرص على إقامة مسرح للعرائس وقراءة القصص للأطفال فى أول أيام العام الدراسى، تحبب الأطفال فى المدرسة.
وتقول د.ياسمين حسن، إخصائى الطب النفسى والمراهقين: إن مشاعر الطفل اول يوم فى الدراسة، ترتبط بمشاعر الآباء أنفسهم، لأن قلق الآباء ينتقل للأطفال والعكس، والاعتدال فى المشاعر أفضل، واستقبال اليوم باحتفال، شىء مهم.
إعداد الطفل لهذا اليوم، يبدأ قبلها بتعويده أن يعتمد على نفسه، ويرتدى ملابسه بنفسه، الاختلاط بالأطفال والتعامل معهم، خصوصا إذا كان هو الطفل الأول أو الوحيد للأسرة، ويجب على الأم أن تقابل هذا اليوم بالحب والاحتضان حتى تقلل من القلق المصاحب للطفل.
تحذر د.ياسمين الأمهات اللاتى يواجهن بكاء أبناءهن بأن تقول له «سانتظرك خارجا»: كونى واضحة مع ابنك وقولى له إنك ستعودين للبيت وأنه سيقضى وقتا ممتعا مع ذويه ومدرسيه، وإنك سوف تعودين لاصطحابه إلى المنزل، وفى رحلة العودة تكلمى معه عن يومه وانصتى له بحماس وشاركيه الحديث.•