أخويا اتخطف.. يابنات

ندي بهجت وريشة الفنانة نرمين بهاء
فى مجتمع لا يحتفى كثيراً بقصص الحب، تصبح فترة الخطوبة هى أفضل ما يمكن أن يعيشه الشاب، حيث تتوارث الأجيال معتقداً أن الحب عيب والزواج يجلب الهم، فيصبح ما بينهما هو أفضل ما يمكن أن يحصل عليه الشاب من حب واستقرار.. لكن على أرض الواقع، يبدو أن هذا الشعور بالاستقرار والسعادة لا يتحقق فعلاً، فتظهر تحكمات الأهل وغيرة الأخوات من الإضافة الجديدة على حياتهم، وباتت واضحة غيرة الأخوات الإناث على أخيهم الرجل من خطيبته أو زوجته على عكس ما تصوره الأفلام من ألفة وانسجام.
تعترف فاطمة محمود - 25 سنة - مهندسة الديكور- أنها شعرت بالغيرة على أخيها من خطيبته لأنها الأخت الكبيرة واعتادت أن تختار له كل شىء منذ كان طفلاً، فكانت تساعده فى مذاكرته وارتياد دروسه وتعرف جميع أصدقائه وحكاياته معهم، كما كان يحكى لها كل قصص الحب التى مر بها فى سن المراهقة.
شعرت فاطمة بالغيرة عندما علمت أنه مصمم على خطبة بنت لم تكن تعرفها جيداً، وربما لأنها لم تكن اختيارها، فشعرت بأنه لم يعد يحتاجها وأن هناك فتاة جديدة شغلته عنها.
• عايشة الدور
وعلى النقيض، تقول سلمى محمد- 19 سنة - الطالبة فى كلية التجارة - أنها لا تحب زوجة أخيها لأنها الأخت الصغرى واعتادت على دلع واهتمام أخيها الكامل لها.. ومع شعورها بأنها لن تحصل على نفس الاهتمام كما كانت تحصل عليه من قبل. شعرت أيضاً أن زوجة أخيها تتعامل بصرامة وتتحكم فى أمور العائلة لأنها أكبر منها، فتفرض عليها آراءها بخصوص دراستها وملابسها واختيارات حياتها، كما لو كانت أمها!
وتنزعج سلمى من هذا الأسلوب لأن زوجة أخيها تعتقد أنها بهذه الطريقة ترضى زوجها وتظهر له اهتمامها بأسرته وأخواته، الأمر الذى لا يرضى سلمى على الإطلاق.
• خطة غير ناضجة
وتقول رنا أكرم إنها لم ترتح لخطيبة أخيها لأنها شعرت أنها منذ بداية الخطبة تفتعل المشاكل والعداوة بينها وبين أسرة خطيبها، حتى تجعله يقف فى صفها وينحاز لها عن انحيازه لأهله. وترى رنا أنها كانت ودودة فى التعامل معها لأنها فى النهاية ستكون فرداً جديداً ينضم لأسرتهم، لكن مازالت خطيبته تخلق عداوة لا أصل لها، فقط لتحصل على مزيد من الاهتمام والانتباه. وربما لو كانت تتعامل بشكل أنضج من هذه الطريقة، لكانت أحبتها، ولكن طريقتها الحادة تمنعها من ذلك.
• الطاقة العاطفية
بينما ترى سارة معتز، 29 سنة، مهندسة فى شركة اتصالات أن غيرة الأخت من خطيبة أخيها ما هى إلا مراهقة على حسب قولها! فهى لم تشعر بالغيرة إطلاقاً من أى زوجة أخ من أخوتها من قبل.. سارة لديها ثلاثة إخوة ذكور والثلاثة تزوجوا وهى تحب زوجاتهم، وتربطها بهن علاقة صداقة قوية.
تفسر سارة مشاعر الغيرة التى تصيب بعض الأخوات عندما تظهر خطيبة الأخ، بقولها: «البنات اعتدن تفريغ طاقتهن العاطفية فى علاقتهن بأخوتهم الذكور، كبديل لعلاقة عاطفية ممنوعة فى مجتمع محافظ، فالبنت تحصل على الحب والدلع والحماية من أخيها وتشعر كأنه شىء تمتلكه».
ترى سارة أن هذه المشاعر غالبا ما تهدأ، عندما تدرك الأخت أن أخاها فى النهاية إنسان له الحق فى الاستقلال وتكوين أسرة، كما أن دور الأخت مختلف عن دور الزوجة، ولا يمكن المقارنة بينهما.
وتقول منة درويش - 32 سنة - ربة منزل، أنها فى بداية خطبتها شعرت أن أخت زوجها تمارس دور حماتها! وترى أن هذا شىء متكرر فى زيجات كثيرة، بين صديقاتها، فالأخت تشعر بمكانة عظيمة فى حياة أخيها، فتتعامل كما لو كانت أمه وتمارس كل صلاحيات السيطرة والتدخل التى تمارسها الأم كحماة مع ابنها.
وتكمل منة أن علاقتها بأخت زوجها تحسنت قليلاً عندما تزوجته، بعدما اطمأنت الأخت أنها لا تريد أن تخطفه من أهله حسب تعبيرها، ولكن من حين إلى آخر تشعر بأنها مازالت تعاملها كحماتها بدلاً من أن تكون صديقتها باعتبار قرب عمريهما.
• الأخت الوحيدة
وتقول منى أبو زيد، 31 سنة، محاسبة فى أحد البنوك، أنها تشعر بأن أخت خطيبها «منفسنة» منها على حسب قولها! فهى لم تتزوج حتى الآن، ولا تعمل فتشعر بأنه يوجد فراغ كبير فى حياتها يجعلها تتدخل فى أدق تفاصيل علاقة أخيها بخطيبته، وترجح منى أن سبب غيرتها الأكبر يرجع لعدم زواجها حتى الآن وشعورها بالأسى وهى ترى أن أخوتها وجدوا شركاء حياتهم بينما هى وحيدة حتى الآن!
وتختم مروة عبدالعزيز - 20 سنة - طالبة بكلية الحقوق - هذا الحديث قائلة أنها لن تشعر بأى غيرة من زواج أخيها بل على النقيض، سوف تشعر بالسعادة لأن الفتاة التى ستتزوجه ستريحها منه ومن مقالبه الدائمة! وسيعم المنزل الهدوء والراحة بعدما ينتقل أخوها إلى عش الزوجية! •