الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خبراء اقتصاديون: الشلة تبعد الكفاءات وتقلل المحاسبة

خبراء اقتصاديون: الشلة تبعد الكفاءات وتقلل المحاسبة
خبراء اقتصاديون: الشلة تبعد الكفاءات وتقلل المحاسبة


أن تحقق الشلة مصالح مجموعات فى مدرسة أو مؤسسة صغيرة، وتضيع حقوق آخرين، فهذا أمر متوقع وملموس، لكن أن تكون الشلة وراء ما نعيشه من مشكلات اقتصادية كبرى، تعوق تقدمنا، وتجعلنا متأخرين علميا واقتصاديا، فهذا ما نحتاج لأن نعرف إجابته من متخصصين فى هذا المجال.. والعهدة عليهم.
يرجع د. رشاد عبده، أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة أسباب تكون «الشلة» وبقائها فى مختلف المواقع فى مصر وفى غيرها من الدول النامية إلى ثقافة وممارسة الديكتاتورية، فمن يأتى فى موقع ما، يعمل على حماية نفسه وتضخيم ذاته، فيأتى برجاله وصبيانه، وتتحول بعد ذلك إلى شلة، فعزبة, وتكون النتيجة أن يكون «القرار قرارنا ومن لا يعجبه يخبط دماغه فى الحيط ومن ينطق يعاقب»، والأخطر أن يحدث نوع من تكاتف الشلل بسبب الفساد.
شلة المصرفى الكبير
يضرب عبده المثل بالشلة فى الاقتصاد بشلة مسئول مصرفى كبير، تنتقل معه من موقع لآخر، ويدعمها قانون يمكنه من استثناءات فى المكافآت لمن يعملون معه فى شركات وهيئات تابعة لمنصبه، على اعتبار أنها ذات طبيعة خاصة، فتستثنى من كادر الحكومة، ومن نتائج الشلة، ابتعاد الكفاءات، فى الوقت الذى يعتمد فيه على أجيال جديدة قليلة الخبرة فقط لانتمائهم للشلة، وترك أصحاب الخبرات، وتكون النتيجة قرارات «عك» نلمسها فى التراجع الاقتصادى بأشكاله المختلفة، بحسب عبده.
ويتفق مع هذا الرأى الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل بجامعة القاهرة مؤكدا أن شلة المسئول التى تعتمد على أهل الثقة مقابل أهل الخبرة، فتضيق دائرة الاختيارات، مما يترتب عليه غياب موضوعية التقييم، وبالتالى غياب أو على الأقل  المحاسبة لن تكون بشكل جيد، مما يؤثر سلبا على كفاءة الأداء بصرف النظر عن الموقع.
نوبات رى إضافية
شلة المسئول بحسب د. إبراهيم، لا تساعد على خلق صف ثانٍ أو ثالث، «للأسف القيادة لدينا مرتبطة بالأشخاص وليس بالنظام، ومصر تحتاج لمزيد من الاحتراف فى الإدارة للتقليل من الجانب الشخصى فى الإدارة.
ويقول د. سعيد سليمان، أستاذ علوم الأغذية بكلية الزراعة جامعة القاهرة: الشلة فى المجال الزراعى تخدم مصالحها فى البداية، ثم مصالح الآخرين فى المرتبة التالية، ضاربا المثل بالشلل التى تحصل على مساحات من الأراضى ونوبات رى إضافية لأراضيهم بالمقارنة بالآخرين، بالإضافة إلى احتكار تراخيص صيد السمك وتراخيص للإنتاج الحيوانى، وتراخيص لبيع الدقيق والحبوب.. إلخ.
بينما قال الخبير الاقتصادى د. سرحان سليمان: فى جميع مؤسسات الدولة تأثير للجماعات المتشابكة ذات المصالح المشتركة، تظهر فى قرارات هذه المؤسسات، التى تحقق مصالح هذه الجماعات، مما يؤدى إلى تكريث النمط التقليدى فى إدارة الجهاز الإدارى للدولة، وعدم استطاعته العمل خارج الصندوق لنشعر بنقلة فى الأداء.
واستطرد قائلا: «الشلة» تطال مجالات المفروض أنها بعيدة عن تأثيرها مثل البحث العلمى والجامعات، مما يؤخر تقدمنا فى مجال الابتكارات ويؤخر حدوث نهضة علمية. •