الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأنبا إبرام (1)- البابا تواضروس (0)

الأنبا إبرام (1)- البابا تواضروس (0)
الأنبا إبرام (1)- البابا تواضروس (0)


ألقى الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، بالكرة فى ملعب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عندما طلب منه إعفاءه من كل منصب رسمى وإدارى بإبراشية الفيوم، والسماح له بقضاء باقى عمره راهباً بالدير.
ورفض الأنبا إبرام فى البداية لقاء مجموعة من أعضاء المجمع المقدس- أعلى هيئة فى الكنيسة - للوساطة بينه وبين البابا، لكنه التقى لاحقاً وفدًا من كهنة الفيوم برئاسة الأنبا إسحق، الأسقف العام للفيوم، حيث تسلم خطابات وتوقيعات من أقباط الفيوم تطالبه بالرجوع إلى إبراشيته والإشراف عليها، ووعد إبرام بقراءة الطلبات والأوراق والتفكير فى الأمر.
وكان أسقف الفيوم أعلن رفض عدم إعادة المعمودية للمتحولين من الطوائف الكاثوليكية والإنجيلية إلى الطائفة الأرثوذكسية والذى وقعه بابا الإسكندرية تواضروس الثانى مع بابا الفاتيكان فرانسيس فى أبريل الماضى، وشدد على عدم الاعتراف بمعمودية الكاثوليك وطالب بأصل الوثيقة والبيان الذى وقعه مع البابا فرنسيس بالمقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
واشتعل الخلاف اللاهوتى آنذاك بين البابا تواضروس والأسقف، الذى كان يرأس الكلية الإكليريكية، ويعتبر من كبار معلمى اللاهوت فى الكنيسة، حيث أصدر أسقف الفيوم بيانًا رفض فيه القبول بمعمودية الكاثوليك إلى جانب عدد من الآباء الأساقفة التقليديين، بعدها بشهور أصدر البابا تواضروس قرارًا باباويًا بتعيين الراهب القمص سيرابيون السريانى، نائبا بابويا لدير الأنبا توماس السائح فى برية الخطاطبة والدير الأثرى فى قرية عرب بنى واصل فى سوهاج، وإنهاء إشراف الأنبا إبرام أسقف الفيوم وتوابعها على الدير الذى تولى مسئوليته بقرار من البابا الراحل شنودة الثالث فى العام 2001، فقام «إبرام» بترك إبراشيته وسلم مهامها للأنبا إسحق الأسقف المساعد له، وأغلق هاتفه المحمول، وقرر الاعتكاف بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون،  وتقدم بخطاب موجه إلى البابا تواضروس الثانى حرره بخط يده وبتوقيعه، يوم  15 يوليو 2017، طلب فيه السماح له بخلوة مفتوحة يقضيها بقلايته فى دير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وقال أسقف الفيوم فى رسالة تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى: «أرجو من الأحباء بالفيوم أن يقبلوا اعتذارى وأرجو السماح فى كل من أخطات فى حقه، أو يشعر بأى زعل منى لأى سبب، ومن كل قلبى فى سماح وحل وبركة لكل من تكلم أى كلمة فى حقى والرب يغفر لنا جميعا ويعطينا حياة توبة مقدسة تمجد اسم الرب».
وفى المقابل أصدرت الكنيسة بياناً أكدت فيه أن البابا عقد 3 اجتماعات لبحث هذا الموضوع، كان أولها مع الأنبا صرابامون رئيس دير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ثم مع وكيل مطرانية الفيوم والأب الراهب المسئول عن دير القديس الأنبا إبرام بالفيوم والمدير المالى لمطرانية الفيوم، بحضور 4 من الأساقفة من بينهم الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، ثم جاء الاجتماع الثالث مع الأنبا إبرام لمناقشة طلبه، والذى أصر فيه الأخير على رغبته فى الاعتكاف كما ذكر أن هناك أيضا بعض الأسباب الصحية التى تؤثر على قدرته على العمل الرعوى، ومن ثم قرر البابا تواضروس إحالة طلب أسقف الفيوم إلى اللجنة المجمعية لشئون الإبراشيات لدراسته واتخاذ اللازم.
ومن جانبه قال مصدر بالمقر البابوى- طلب عدم ذكر اسمه- فى تصريحات خاصة لـ«صباح الخير» إن الأنبا إبرام أدار الأزمة بينه وبين البابا بذكاء شديد، ولأنه يعلم أن الأسقف لا يحق له أن يستقيل من منصبه، فإنه استند لداعى «الأسباب الصحية»، حتى يكون طلبه صحيحاً من الناحية الكنسية، خصوصاً أنه تقدم بطلب سابق للبابا شنودة وكرره فى عهد البابا تواضروس منذ 3 سنوات لرسامة أساقفة عموميين مساعدين له فى الخدمة نظراً لظروفه الصحية.
وأضاف المصدر أنه لا يوجد فى قوانين الكنيسة ما يسمح باستقالة أسقف فأمور الخدمة لا مساومة فيها، فهو مرتبط بحسب تقليد الكنيسة الخاص بالزواج الروحى الرمزى بينه وبين إبراشيته، وفى هذا السياق يقول الكتاب «من يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت الله»، فالطريق صعب داخل ساحة الخدمة وعلى الإكليروس- رجال الدين- أن يحارب المحاربة الحسنة.
وتابع أن أسقف الفيوم وتلميذ الأنبا بيشوى- سكرتير المجمع المقدس  السابق- ينتهج نفس نهج البابا الراحل شنودة الثالث فى ممارسة التعبير عن الموقف- بالاحتجاج فى الصحراء- كما كان يفعل البابا الراحل فى أى خلاف مع الدولة، لأنه يعلم أن هذا السلاح هو الأقوى لحشد الأنصار والمؤيدين فى سباق الضغط على الكنيسة ضمن جناح الصقور بالمجمع المقدس الرافضين لأى تقارب مع الكنائس الأخرى.
وفى سياق صراع الضغوط على البابا والكنيسة، أغلق دير القديس الأنبا إبرام بالفيوم خدماته المدنية، الثلاثاء الماضى، وأعلن رهبانه التفرغ للصلاة والاعتكاف لمدة 3 أيام، للضغط على أسقف الفيوم الأنبا إبرام، للرجوع عن قراره بالاستقالة، وذلك عقب مظاهرة نظمها أقباط الفيوم بدير الأنبا بيشوى لمطالبة الأنبا إبرام بالعودة لإبراشيته.
وتقدم الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة بالتماس إلى الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس بخصوص الأنبا إبرام أسقف الفيوم وما أثير حول تركه لإبراشية الفيوم قال فيه: «نتمسك باستمرارية الأنبا إبرام فى خدمته ورعايته لكرسى الفيوم وعضويته فى المجمع المقدس لأننا نحن لا نعلم إن كان السبب المعلن أو أسباب أخرى هى التى دفعت الأنبا إبرام إلى اتخاذ هذا القرار».
 وأضاف «أغاثون»: «لا يوجد فى قوانين الكنيسة وخاصة قوانين المجامع الكنسية أو لائحة المجمع المقدس ما يسمح بالموافقة على طلب الاستقالة، ولا يوجد سند قانونى أمام لجنة شئون الإبراشيات أو المجمع المقدس لقبول طلب الأنبا إبرام».