الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أول عميد إمرأة لكلية الفنون الجميلة.. صفية القبانى: واجهت مكائد لأنى امرأة

أول عميد إمرأة لكلية  الفنون الجميلة..  صفية القبانى: واجهت مكائد  لأنى امرأة
أول عميد إمرأة لكلية الفنون الجميلة.. صفية القبانى: واجهت مكائد لأنى امرأة


تجلس على مقعد العميد فى أقدم صرح فنى فى الشرق الأوسط.. كلية الفنون الجميلة، كأول سيدة تتقلد هذا المنصب.
المقعد الذى جلس عليه كبار رواد الفن الحديث، تبحث عن الهوية المصرية، وعن الجودة التعليمية، تلمس خطواتها فى الأنشطة الثقافية والمبادرات الأهلية وفى جودة الأبنية.

بصماتها فى إعادة بناء وتطوير مبانى الكلية، وتخصيص بعض القاعات لإقامة متحف لفنون رواد الحركة التشكيلية، التى شاركت فيها بمعارض منذ 1998 لا تخطئها العين.
صاحبة السبعة عشر معرضا، آخرها معرض رابطات مصورات كلية الفنون الجميلة.. النفس المحبة  والعقل المتقد.. طاقة عملية وقيادية، وروح حرة تسبح ضد التيار.. تدرك التاريخ وتعى الجغرافيا، وتعشق روح القانون وتعلى من شأن القيم الإنسانية.
عن د. صفية القبانى.. نتحدث.. عن رحلة طويلة وصلت إلى مقعد العميد.. لتتركه إلى حيث اختارت أن تكون الوجهة.
عن تفاصيل الرحلة والوجهة المستقبلية.. جاء الحديث مع.. العميدة.
• من قسم التصوير إلى عمادة الفنون الجميلة.. كيف كانت الرحلة؟
- قسم التصوير هو القسم الوحيد الذى شعرت أنه يشبهنى، وأتذكر ما قاله أستاذى د. حامد صقر -رحمه الله - الذى لا يزال حديثه محفورا فى وجدانى وذاكرتى، وهو يصف خطوطى بالحرة والجريئة، فحببنى بأسلوبه التربوى فى قسم التصوير، كانت محاضراته مفعمة بالغناء والثقافة والشعر.
ومنذ توليت عمادة كلية الفنون الجميلة، وأنا أحلم بإعادة هذا الكيان إلى جماله ورونقه، لتوفير بيئة إنسانية لطلبة وأساتذة الكلية وجميع المنتمين إليها، تساهم فى خلق حالة إبداعية وخلاقة بين الجميع.
 لم أنتظر الروتين، ولجأت إلى المجتمع المدنى وبعض خريجى الكلية الذين يكنون شعورا بالوفاء تجاه هذا الصرح الفنى الضخم، فأعدنا إحياء حديقة الصبار للرائد المبدع صلاح عبدالكريم، رائد قسم الديكور بالكلية، بدعم من المعمارى خالد بن لادن، الذى تحمل تكلفة الأعمال، التى وصلت لمليون ومائتى ألف جنيه.
الهجرة إلى الأبناء
• بعد هذا المشوار الحافل بالإنجازات والطاقة العملية التى نجحت فى نقلها لكل من تعامل معك.. إلى أين ستكون وجهتك التالية؟
- تصمت د. صفية وتأخذ نفسا عميقا، وتقول: تعبت.. مازلت أرى هذا المجتمع مجتمعا ذكوريا، فرغم ما أرى أنى نجحت فى تحقيقه من إنجازات، فإنى أواجه الكثير من الصراعات والمكائد التى لا تهدف إلى أى مصلحة عامة، وأشعر فى الكثير من الأحيان أننى أحارب فقط لأنى سيدة.
كنت أتمنى أن يعمل الجميع من أجل كلية الفنون الجميلة، فصفية القبانى صفحة وستطوى، لكن يحضرنى هنا وصف أستاذى رضا كامل لكلية الفنون الجميلة، بأنها كلية ذكورية الهوى، فقد روى لى عن قصة والده يوسف كامل الذى إليه يعود الفضل فى التحاق الفتيات بكلية الفنون الجميلة، عندما طلب من الوزير والأديب طه حسين أن يسمح للفتيات بالالتحاق بالكلية.
• وإلى أين ستكون وجهتك؟
- إلى كندا حيث يعيش أولادى ويتلقون دراستهم.
• بالعودة إلى عالم الفن وأشكاله العديدة.. كيف ترى صفية قبانى فن الجرافيتى، الذى عاد كفن شعبى مع أحداث ثورة يناير 2011؟
- هو فن المقاومة، وأحد أشكال الاحتجاج، أو الفنون الاحتجاجية، كانت بدايته فى أمريكا وتحديدا نيويورك فى ستينيات القرن الماضى، يعنى بالإنجليزية وسيلة يقوم بها الفنان بالتعبير بالكتابة على الحوائط بترك رسومات أو أحرف، وغالبا ما يتم استخدام البخاخات فى رسم هذا الفن.
تواصل د. صفية: تطور فن الجرافيتى عبر الزمان، واليوم يطلق عليه الجرافيتى الحديث، ويستخدم فن الجرافيتى غالبا من أجل توصيل رسالة سياسية أو اجتماعية، فهو نوع من الدعاية، يمكن مشاهدته فى صالات العرض العالمية.
• هل الجرافيتى امتداد لفن التصوير الجداري؟
- لا.. على الإطلاق.. فن التصوير الجدارى هو فن الجداريات، احد أهم الفنون التى شهدها العالم، ويتميز بجماهيرته، ومن الممكن مشاهدته من خلال الساحات العامة والشوارع كتشكيل بصرى متحرك.
مشروع قومى للهوية
• ما المشروع الذى تحلمين بتحقيقه باعتبارك تمثلين جيل الوسط الذى تولى القيادة عقب ثورتين؟
- أحلم بعودة الهوية المصرية، باليوم الذى تصبح فيه جميع جامعات مصر على وعى تام بأهمية العمل على استعادة هويتنا والحفاظ عليها، فما يحزننى أننا لانزال نتحدث عن التاريخ، ونقف عند حدوده، دون أن نحاول التقدم خطوة نحاول فيها المساهمة فى الحركة المعاصرة بالشكل الذى يليق بنا.
نحن بحاجة لأن يصبح لدينا مئات وآلاف الرواد مثل حسن فتحى وشادى عبدالسلام، سمير رافع، ناجى شاكر، تحية حليم، أن يكون لدينا ألف حرانية ومئات العرائس، ألا تكون تجربة بكار للراحلة الدكتورة منى أبوالنصر هى التجربة الأخيرة.
أتمنى أن يتم إطلاق مشروع قومى للهوية المصرية فى كل الجامعات، من أجل الشباب، مستقبل مصر، الذى من وجهة نظرى بناؤه هو التحدى الأكبر أمامنا، وعلينا أن نعمل من خلال جميع الهيئات والمؤسسات وبمشاركة الأفراد جميعا من أجل تحقيق هذا التحدى، من أجل مصر التى تستحق منا أكثر من ذلك.