الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مارى بارا.. رئيس «جنرال موتورز»

مارى بارا.. رئيس «جنرال موتورز»
مارى بارا.. رئيس «جنرال موتورز»


حققت «مارى بارا» حلمها بعد أن تجاوزت الخمسين، عندما أعلنت شركة «جنرال موتورز»، أكبر منتج للسيارات فى الولايات المتحدة والعالم، فى ديسمبر 2013، عن تعيينها رئيساً تنفيذياً للشركة خلفا لـ«دان أكيرسون»، الذى شغل هذا المنصب منذ يناير عام 2011، وتخلى عن منصبه قبل الموعد الأصلى للتقاعد لرعاية زوجته المريضة، لتصبح «بارا» أول سيدة تتولى رئاسة هذا المنصب، فى سابقة فى تاريخ شركات صناعة السيارات فى العالم.

وعلى الرغم من أن بارا تحاول قدر المستطاع أن تبدو وكأنها امرأة عادية فى المجتمع، فإن العمل دائماً يغلب عليها، فارتداؤها الثياب الرسمية على الدوام قد يطغى على كامل أيامها، إلا أنها تستطيع دائماً استخدام وقت فراغها من أجل إمضاء الوقت مع ابنتها وابنها.
وتقول بارا: «أشعر بالحزن الشديد عندما أتذكر أننى لم أستطع حضور حفلة آخر السنة لابنى الصغير، إلا أن عزائى كان وقتها من كلمات ابنى وابنتى عندما جاءا إليَّ ذاك المساء، وقالا لى أن كونى أمهما هو أهم شىء لهما فى العالم».
نجحت بارا (56 سنة) التى ولدت فى ديسمبر عام 1961 فى ولاية ميتشيجن الأمريكية، ونجلة عامل فى الشركة ذاتها، أن تثبت جدارتها فى عدة مناصب بفضل حرصها الدائم على احترام مواعيد العمل والرد على الرسائل الإلكترونية مهما كان عددها، ودرست الهندسة الكهربائية فى معهد تابع للشركة، ثم تخرجت وهى تحمل درجة البكالوريوس فى العلوم، وعلى أثر ذلك حصلت على منحة من الشركة بكلية إدارة الأعمال للدراسات العليا بجامعة ستانفورد، ونالت درجة الماجستير فى إدارة الأعمال فى عام 1990، ثم بدأت بارا مشوارها المهنى فى العمل مع شركة «جنرال موتورز» فى عام 1980 وكانت آنذاك تبلغ من العمر 19 عامًا، وتدريجيًا تقلدت مجموعة من الوظائف الهندسية والإدارية فى الشركة، بما فى ذلك إدارة مصنع التجميع الواقع بمدينة ديترويت فى ولاية ميتشيجن، وفى فبراير 2008 أصبحت «بارا» نائب رئيس قسم هندسة التصنيع العالمية، وترقت فى يوليو 2009 لتصبح نائب رئيس قسم الموارد البشرية العالمية، وشغلت هذا المنصب حتى فبراير 2011، ثم تولت عام 2013 مسئولية مشتريات وتوريدات جنرال موتورز على مستوى العالم.
أبرز ما يميز «بارا» أسلوبها فى الإدارة، والتدريب العملى والتركيز على العمل الجماعى والقدرة على التعبير، فلها بصماتها المميزة فى العمل،  فهى معروفة بالمرأة الحاسمة وبقدرتها على حلّ الأزمات كتوليها المفاوضات التى جرت لتهدئة وتلطيف العلاقات بين جنرال موتورز ونقابة عمال السيارات فى عام 1998، وعندما تكبدت الشركة خسائر بنحو 49.5 مليار دولار تحملها دافعو الضرائب، سعت الحكومة الأمريكية لإنقاذها فى أحلك فترات الأزمة المالية فى الولايات المتحدة بين عامى 2007 و2009 حين كانت البلاد فى غمار أسوأ ركود اقتصادى منذ الكساد الكبير. إلا أن بمجرد مجىء «بارا» تغيّر التعامل مع الشركة بنسبة كبيرة، وأعادت الشركة إلى المراتب الأولى من حيث تصنيع السيارات والسلامة العامة، وجعلها تتوج فى المرتبة السابعة على لائحة مجلة «فوربس» للنساء الأكثر نفوذاً فى 2014، كما صنفتها مجلة «فورتشين» الأمريكية، بأنها المرأة الأقوى فى عالم الاقتصاد.
وقالت «فوربس» إن الامتحان الأول الذى واجهته بارا، هو تسلمها مهامها إلى جانب مشكلة كبيرة كانت تواجه الشركة تتعلق بمشاكل فى نظام التشغيل فى السيارات التى أدت وقتها إلى وقوع خسائر بشرية كثيرة، إضافة إلى انخفاض فى ثقة المستهلكين بمنتجات الشركة.•