الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ندى العجيزى: مهمة النخب العربية صعبة

ندى العجيزى: مهمة النخب العربية صعبة
ندى العجيزى: مهمة النخب العربية صعبة


الأحداث الأخيرة التى شهدتها المنطقة العربية أدت إلى تسارع وتيرة عدم الاستقرار ، مما ادى الى تراجع وتيرة عملية التنمية ، لتصبح مهمة النخب العربية التى تكرس تفكيرها ومجهودها اليوم من أجل عملية التنمية هى المهمة الاصعب ، فما بين تصاعد الاحداث و تردى الاوضاع فى العديد من الدول العربية و بين محاولات هؤلاء النخب للتحسين من الاداء التنموى ، مازالت جهودهم حائرة و لكن لديها كل الاصرار لتحقيق الهدف الذى تسعى من أجله.

وفى محاولة للحاق بركب التنمية و استنادا الى الواقع السياسى و الاجتماعى و الاقتصادى الذى تشهده المنطقة العربية الان ، تواصل جامعة الدول العربية استكمال دورها بهذا الشأن و ذلك من خلال مشاركتها فى اجتماعات المنتدى السياسى رفيع المستوى ، الذى عقد مؤخرا بمقر الامم المتحدة فى نيويورك ، ومن قبل مشاركتها من خلال الاسبوع العربى للتنمية المستدامة احد اكبر التظاهرات المختصة بالتنمية المستدامة فى المنطقة العربية ، الذى عقد فى الفترة من 14 – 17 مايو 2017 ، هذا بالاضافة الى العديد من الجهود التى تبذلها جامعة الدول العربية، لهذا قررنا اجراء هذا الحوار مع مدير ادارة التنمية المستدامة و التعاون الدولى بجامعة الدول العربية المستشار اول « ندى العجيزى»، احد ابرز و اكفأ اعمدة الجامعة العربية فى العمل العربى المشترك ، و ذلك للحديث عن عملية التنمية المستدامة و الاسبوع العربى للتنمية وابرز جهود جامعة الدول بهذا الشأن  ، بالاضافة الى الكثير من المحاور التى تضمنها حوارنا معها ..
- فى البداية ماذا عن طبيعة مشاركة جامعة الدول العربية متمثلة فى ادارة التنمية المستدامة و التعاون الدولى ، فى اعمال المنتدى السياسى ؟
مبدئيا و وفقا للموضوع الرئيسى الذى تناوله المنتدى السياسى هذا العام ، جاءت مشاركة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فى اجتماعات المنتدى السياسى رفيع المستوى المعنى بالتنمية المستدامة لعام 2017، والذى عقد تحت رعاية المجلس الاقتصادى والاجتماعى، خلال الفترة  10 يوليو إلى يوم الأربعاء 19يوليو 2017؛ بما فى ذلك الاجتماع الوزارى للمنتدى الذى استمر ثلاثة أيام من يوم الاثنين 17يوليو إلى يوم الأربعاء 19 يوليو 2017، و ذلك بهدف الاطلاع على اخر مستجدات اجندة التنمية المستدامة الدولية و كذلك لعرض جهود الجامعة العربية فى الفترة من يوليو 2016 حتى موعد انعقاد المنتدى ..
 و ماذا عن ابرز جهود جامعة الدول العربية فى ضوء هذه المشاركة خلال الفترة الماضية ؟
اولا انشاء اللجنة العربية للتنمية المستدامة، احد ابرز اليات العمل العربى المشترك المستحدثة لتعزيز تنفيذ خطة 2030 ، ايضا تم الانتهاء من اعداد الاطار الاسترشادى العربى لدعم تنفيذ خطة 2030 فى المنطقة العربية ، حيث تعكف الجامعة العربية على وضع مشروع خطة تنفيذية لهذا الاطار بالتعاون مع الشركاء الدوليين و الاقليميين ، و ذلك من اجل مواءمة الاستراتيجيات الحالية لدول المنطقة العربية للوصول الى الترابط بين هذه الاهداف كوحدة متكاملة ..
كاحد ابرز جهود الجامعة العربية من خلال عملية التنمية المستدامة فى الفترة الماضية و هو الاسبوع العربى للتنمية و ابرز توصياته و ابرز مستجدات الوضع فى ضوء هذه التوصيات؟
مما لا شك فيه ان الاسبوع العربى للتنمية المستدامة هو اكبر تظاهرة مختصة بالتنمية المستدامة فى المنطقة العربية ، فمن خلاله شهدنا جميعا مشاركة عدد كبير من الشركاء الدوليين و الاقليميين ، على رأسهم كان برنامج الامم المتحدة الانمائى و البنك الدولى و الاسكوا ، والجدير بالذكر مناقشة الاسبوع للعديد من التحديات التى تشغل المواطن العربى من المحيط الى الخليج ، اما فيما يخص التوصيات ، فهناك توصيات اسفر عنها الاسبوع فى اطار خارطة الطريق للشراكة و التعاون بين مختلف الفاعلين على الساحة من حكومات عربية و مؤسسات دولية و منظمات مجتمع مدنى و قطاع خاص و ذلك من اجل تنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة ، خاصة فى ظل الظروف الصعبة و التحديات الخطيرة التى تواجه المنطقة العربية ..
ما تطمحون كفريق عمل لتحقيقه من خلال توصيات الاسبوع العربى للتنمية ؟
ما نطمح له و كما يقول شعارنا نحو شراكة فاعلة ، فهذا هو الهدف الرئيسى و الخطوة الاولى لبناء كيان التنمية المستدامة ، فالاسبوع هو بمثابة الفرصة للجميع لتحقيق التفاعل و النقاش و الحوار سواء من خلال الجلسات الرئيسية او من خلال اروقة المؤتمر و الجلسات الجانبية ..
فنحن من خلال الاسبوع حاولنا و لا زلنا نواصل محاولاتنا لتحقيق التكامل و الترابط ، الهدف الرئيسى للتنمية المستدامة ، و لكن هذا الترابط بحاجة منا للعمل على مؤسساتنا ، و المنظمات ، و جميع الفاعلين ، حيث التواءم بين استراتيجيات كل منهم ، بما يتلائم مع اهداف التنمية المستدامة من اجل هدف واحد بدلا من جهود مبعثرة لا فائدة لها .
جاء الاسبوع ليصبح نقطة البداية لمشوار طويل ، لذلك ماذا عن الخطة المستقبلية من قبل ادارة التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية استكمالا لما بداتموه من خلال الاسبوع ؟
مبدئيا نفس عميق ، لاننا ما زال لدينا عمل و مجهود كبير ، نحن و شركاؤنا ، و ذلك من اجل تنفيذ التوصيات ، فنحن مبدئيا نعمل على تشكيل فريق من العلماء ، ففكرة التكنولوجيا و البحث العلمى و الابتكار اصبحت من اولويات هذا العصر و الاهتمام بها من ابرز العناصر الرئيسية لتحقيق الشراكة الفاعلة التى نطمح فى تحقيقها .
اخيرا لقد اصبحنا فى عام 2017 و لا يزال هناك من يجهل معنى التنمية المستدامة و الدور الذى تلعبه من خلال مستقبل الوطن العربى .. تعليقك ؟
من ابرز اهداف الاسبوع العربى للتنمية المستدامة التوعية باهمية دور التنمية المستدامة و هنا ينبغى التطرق لدور الاعلام من خلال هذه التوعية ، هذا الدور الرئيسى  ، الذى برأيى لولاه لن تتحقق التوعية المرجوة بمدى اهمية عملية التنمية ، تلك العملية التى تمس كل انسان ، لذلك وجدت انه من التقليل باهمية الهدف الذى نسعى من اجله ما شهده الاسبوع العربى للتنمية من حضور محدود لوسائل  الاعلام المصرية و العربية  ..
فعقب محاولات كثيرة فى مجال التنمية المستدامة ادركنا ان البداية ينبغى ان تكون من الانسان ، فكيف له ان يكون طرف فى عملية التنمية ، و ان يكون فاعل و ليس مجرد متلقى لها ، فاعل لنفسه و لعائلته و لوطنه ، لذلك وجدنا انه من الضرورى زيادة الوعى ، فاذا ادرك الانسان هذا و عمل من اجله فى بيئته و نجح فى تحقيقه ، فقد نجح فى ان يصبح مواطن مستدام ، فنحن نطمع فى تحقيق تغيير جذرى فى اسلوب تعامله مع الطعام ، المياه ، زراعته ، الطاقة ، التعليم ، اذا تحقق هذا التغيير سوف يجعل منه مواطن صالح لبيئته قادر على تحقيق رسالته من اجله و من اجل ابناءه و احفاده .•