السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قلـب شـاعرة كانت فى القاهرة

قلـب شـاعرة كانت فى القاهرة
قلـب شـاعرة كانت فى القاهرة


ما من تجمع أدبى أو اجتماع نسائى يتحدث عن ضرورة الشعر فى حياتنا أو عزيمة المرأة فى التاريخ إلا ويأتى ذكر اسمها ويجيب فى سيرتها الحضور. حديث شجون وذكريات وحديث احتفاء وتعظيم سلام. إنها مايا أنجيلو الشاعرة الأمريكية السوداء التى رحلت عن عالمنا عام 2014. وهى فى الـ 86 من عمرها. مايا أنجيلو كامرأة وسوداء ومتمردة ورافضة وحالمة خاضت حياة شاقة مليئة بالمخاطر والإحباطات والتحديات المستمرة والمصائب المتوالية. وكما ذكر أحد الذين عرفوها أنها مرت بكل ذلك ومع ذلك عاشت بل كتبت شعرا يحب البشر والدنيا، شعرا يحلق بنا بعيدا والأهم أنها علمتنا كيف نحضن تفاصيل حياتنا ونعطى قيمة ومعنى لوجودنا.. و«أن نكون كقوس قزح وسط السحاب». حسب تعبيرها.

مايا أنجيلو
مايا أنجيلو كانت فى القاهرة فى بداية الستينيات. وكانت قد ذهبت إلى العاصمة المصرية مع زوجها الثانى فاس ماهكاى أحد نشطاء حركة التحرير بجنوب أفريقيا ومعها أيضا ابنها الصغير من زواجها الأول. فاس زوجها كان على اتصال بالقيادات المصرية وكان يذكر بفخر لزوجته أنه التقى بالزعيم جمال عبدالناصر وتناول القهوة معه. هكذا ذكرت مايا فى كتابها «قلب امرأة». وفيه سطور عن حياتها فى القاهرة وشوارعها وتعرفها على المصريين، بالإضافة إلى بدايات تعلمها للغة العربية. وقد عملت مايا محررة ب «آراب أوبزرفر» الصادرة فى القاهرة باللغة الإنجليزية. وعاشت فى 5 شارع أحمد حشمت بالزمالك. وفى القاهرة أيضا التقت ولأول مرة بنلسون مانديلا الزعيم الأفريقى عام 1962. وقد توطدت بينهما الصداقة فيما بعد.. وقد أصدرت مايا أنجيلو 36 كتابا. الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفرى قالت عنها إن مايا كانت معلمة أو مدرسة حياة وبشر ومن أفضل دروسها لى «عندما تتعلم عليك أن تقوم بتدريس علمك وعندما تأخذ عليك أن تعطى أيضا».
كانت أنجيلو تتذكر دائما كيف أن جدتها فى يوم ما احتضنتها بكل الحب وقالت للطفلة التى كانت لا تتكلم إلا قليلا: «لا تهتمى بما يقوله الناس عنك. إن الله إذا أراد وأنت إذا اجتهدت ستكونين أستاذة.. تدرس للطلبة وتعلمهم». ومن عباراتها الشهيرة: «إن الطائر يغني ليس لأن لديه ردا (أو إجابة علي السؤال المطروح) بل لأن لديه أغنية».
اقلب الصفحة واقرأ كف الدنيا..!!
أحيانا أتساءل وخصوصا عندما أقرأ صحيفة «نيويورك تايمز»: ترى ما الذى ينتظره القارئ أو ما الذى تتوقعه القارئة عندما تقبل على قراءة جورنال ما أو مجلة ما. وبالتأكيد من الصعب التوصل إلى إجابة محددة. خاصة أن القارئ - أو «بتعبير سوقى» مستهلك الصحيفة ليس كمن يتردد على مطعم ما إذ لا يقدم له قائمة طعام ـ منيو - يختار منها ما يشاء أو ما يسعى لتذوقه والاستمتاع به. وإنما القارئ قد يقبل على صحيفة ويقرأ ما فيها.. ثم يقول رأيه أو يتخذ موقفه فى قراءة هذه الصحيفة مرة أو مرات أخرى أو الإحجام عنها والبحث عن مطعم آخر - أقصد صحيفة أخرى.
بلا شك الصحيفة التى تعمل حساب القارئ وتعمل لكسب ثقته وضمان تكرار قراءته لها تعمل أيضا ألف حساب لكل ما ينشر على صفحاتها - ومن ثم موقعها الإلكترونى ليكون شيقا ومثيرا لاهتمام وفضول القارئ وشاملا ومتنوعا وأيضا متابعا للأحداث الجارية ومتناولا لقضايا المستقبل وتجارب الماضى وتحديات الحاضر. يعنى جورنال مصحصح وودود وقريب من القلب ومصدر ثقة وتعمل بحرفية وحرفنة. و«نيويورك - تايمز» تؤمن بذلك وتعمل على تحقيق ذلك بإصرار واتقان وحرص على الجودة والمصداقية. هكذا يبدو.. والعينة بينة كل يوم.. وبرهان الصحيفة هو الصحيفة ذاتها.
صفحات نيويورك تايمز
مثلا عندما نقلب صفحات «نيويورك تايمز» فى الأيام الثلاثة الأولى من شهر أغسطس نجد ونعرف الآتى من خلال تقارير وتحقيقات صحفية بعيدا عن الأحداث الجارية والمتابعات اليومية:
- أكثر من نصف مساحة المحيطات فى العالم لا تنتمى لأحد.. وتعتبر مناطق «قرصنة».
- أغلب الشركات التكنولوجية الكبرى ومنها فيسبوك وآبل ومايكروسوف لديها برامج خاصة توفر أموالا كمكافأة للهاكرز - قراصنة الإنترنت إذا اكتشفوا ثغرات فى نظام حماية وأمن نظام المعلومات بتلك الشركات.
- حجم بيزنس منتجات تعطير البيوت - شموع وغيرها يقدر بنحو ستة ونصف مليار دولار. وذلك حسب دراسة أجريت في العام الماضى 2016.
- مدينة نيويورك تعد الموقع أو المركز لأكبر تجمع سكانى لليهود فى الولايات المتحدة - وبسبب ارتفاع نسبة المواليد - والشائع هو إنجاب خمسة أو ستة أولاد فإن اليهود الهاسيديك وطوائف متشددة أخرى من اليهود يمثلون الفئة الأكثر توالدا فى مدينة نيويورك - أكثر من 330 ألفا - أى نحو ثلث اليهود فى المدينة.
- آخر ألعاب أوليمبية صيفية شهدتها الولايات المتحدة كانت فى عام 1996 فى أتلانتا بولاية جورجيا. كما أن سولت ليك سيتى بولاية يوتا كانت المدينة الأمريكية التى استضافت آخر ألعاب أوليمبية شتوية فى أمريكا عام 2002. والمعروف أن لوس أنجلوس سوف تستضيف أوليمبياد صيف عام 2028.
وفى كل الأحوال متعة قراءة الصحيفة تتواجد وتتعمق وتزداد مع حلاوة طعم ومذاق المكتوب.. وأيضا حرفنة الصحفى وتفننه فى الكتابة وبراعته فى عرض الأمور.
عفوا.. إنها شهور الصيف
وما أدراك ما شهور الصيف وما فيها من ظواهر وأسرار و«ما خفى كان أخطر» حتى فى أمريكا. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدأ إجازته الصيفية مع نهاية يوم الجمعة - 4 أغسطس الجارى. وهذه الإجازة الرئاسية تمتد ليوم 21 أغسطس. 17 يوما من الاستجمام ولعب الجولف فى نادى الجولف الذى يملكه فى بد مينستر - نيو جيرسى، فى حين أن الكونجرس بدأ إجازته قبل إجازة الرئيس بيوم ويمتد الغياب عن واشنطن حتى شهر سبتمبر القادم بعد إجازة عيد العمال - يوم 4 سبتمبر.
وحسب استطلاعات الرأى فإن الشواطىء تعد أكثر الأماكن التى يتردد عليها الأمريكان خلال شهور الصيف، بنسبة 45 فى المائة، تليها المدن الشهيرة، ومنها العاصمة واشنطن بالتأكيد بنسبة 42 فى المائة ثم تأتى فى القائمة الحدائق الوطنية والبحيرات.
بالنسبة للأنشطة الصيفية يظل الشوبنج - التسوق والشراء - هو النشاط الأكثر انتشارا وشعبية لدى الأمريكيين يليه زيارة الأماكن التاريخية ثم السباحة والرياضات المائية، ثم الزيارات لأحضان الطبيعة.
ومن ضمن أسرار شهور الصيف - حسب استطلاعات الرأى-  تزداد نسبة الخيانة الزوجية وتحديدا بالنسبة للرجال وأيضا نسبة الانتحار والطلاق !!
وبما أن الصبيان والبنات فى شهور الصيف تكون حركتهم قليلة نسبيا وأكلهم كثيراً نسبيا فإن الزيادة فى الوزن صارت ظاهرة صيفية تقلق الجهات الأمريكية المعنية بالصحة والأمراض.
من اللافت للانتباه أيضا أن فترة الصيف هى موسم الإقبال المتزايد على دور السينما وتزايد بيع التذاكر وكثرة الإيرادات ومن هنا يأتى اهتمام هوليوود وعلى مدى سنوات طويلة باختيار الأفلام التى تعرض فى شهور الصيف لكى «تكسر الدنيا» وتجلب الملايين. مثلما حدث من قبل مع «الفك المفترس»  و«جوراسيك بارك» و«آيى تى».•