الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«usher» مغتربون فى الساحل الشمالى: شباب يبحث عن الأحلام بين «الميه والهوا»

«usher» مغتربون فى الساحل الشمالى: شباب يبحث  عن الأحلام بين «الميه والهوا»
«usher» مغتربون فى الساحل الشمالى: شباب يبحث عن الأحلام بين «الميه والهوا»


 فى الساحل الشمالى.. شباب «زى الورد» يعملون بكل جد ونشاط وحيوية، الابتسامة لا تفارق وجههم.. رغم ازدحام الناس من حولهم.. ورغم تعامل بعض الأشخاص معهم بتكبر أو غرور، فهم ملتزمون بالعمل.. صامدون.. قرروا أن يتركوا الصيف بكل ما فيه من متع ليعملوا.
هؤلاء هم شباب وبنات الـ «usher» ومعنى تلك الكلمة «المرشد» فهم إما يرشدونك لسلعة معينة يروجون لها.. وإما يوزعون عينات مجانية أو هدايا رمزية لمنتج معين، تستطيع أن تقول عنهم: شباب يروجون لمنتج معين أو حدث معين.
يعملون مع شركات الدعاية والإعلان... يتوجهون إلى الساحل الشمالى باختيارهم، لكسب المال وبحثا عن أحلام خاصة جدا.

• عايز اتجوز
عصام البدرى، 25 سنة خريج كلية تجارة.. قادم من بورسعيد، شاب جاد ومجتهد، جدع.. لا يدافع عن اصدقائه بل يدافع عن الحق.. مدير مجموعة من الشباب والبنات، ولا يتوانى عن أداء عمله.. كالنحلة وسط المجموعة..
 يحكى عصام: الشغل اللى بنشتغله لا يحتاج إلى مؤهل بعينه، هناك شباب يعملون وهم مازالوا بالدراسة.. المطلوب مظهر لائق، سرعة بديهة.. وحضور، وقد يمتلك الشاب أو الفتاة تلك الصفات ولا يقبل فى العمل من قبل المسئول عن المنتج والمروج له.
عن بدايته: عملت فى هذا المجال وأنا فى عمر 18 عاما بالقاهرة، والإسكندرية، ثم المنصورة والساحل الشمالى، ومن خلال عملى اشتريت شبكة خطيبتى بنفسى، قبل ما انتهى من دراستى الجامعية، ولم أطلب من والدى جنيهًا واحدًا، أحببت الاعتماد على نفسى وشق طريقى بمفردى.
يكمل: اليوم أحصل على 200 جنيه أو 150 أو 180 جنيهًا، وبتكون اليومية محددة، وفقا لصاحب المنتج، فهو من يحدد الحملة كم يومًا؟ وفى أى أماكن؟ وعدد الشباب والبنات المشاركين فى الحملة، وشكل الزى الموحد واليومية، انتظر الصيف والانتهاء من الخدمة العسكرية، لكى أتزوج.
• الكورسات والسفر
محمد رمضان ، 23 سنة من القاهرة، خريج إدارة أعمال، محبوب وسط مجموعته، تجد البنات والشباب حوله دائما يسألونه عن شىء، يضحكون معه، أو يشكون له من سوء تصرف أحد الزبائن، فيمتص هو غضبهم ويجعلهم يضحكون.. ليستمر العمل بسلام تام.
قال: «أغلب من يعمل فى هذا العمل ليس لديه «شغل ثابت» شغلانة اللى ملوش شغلانة، هناك من يعمل ليجهز نفسه للزواج، وهناك من يعمل ليصرف على أسرته، أو ليتحمل مصاريف نفسه، وهناك من تعمل تضييع وقت ولمكسب كويس، أنا بشتغل عشان عايز أخد كورسات كتير وحلمى أسافر بره وأكون مصمم جرافيك أو مصمم أزياء».
ويكمل: «أشتغل فى الصيف عشان أغير جو واسافر فى الشتاء، الشغل مش سهل زى ما كتير متوقعين، محتاج سرعة بديهة، ولباقة وصبر وهدوء، لأن فى ناس وشخصيات أحيانا بتستفزك، تقف بالساعات «الشفت» الواحد 8 ساعات، ونص ساعة راحة، البعض يشتغل فترتين وهو واقف، من أجل العائد».
• مصاريف الشتاء
محمد منياوى، 23 سنة، من المنيا، لايزال يدرس سياحة وفنادق قسم إرشاد سياحى، ينطبق عليه مثل «7 صنايع» ومصر على ألا يكون بخته ضائعًا، يملك حلاً للمشاكل، يقول: «بشتغل عشان أساعد نفسى من الثانوية العامة، تخفيفا على أهلى، عشان أصرف على الدروس، يكون معايا مصروفى من تعب ايدى، عرفت الشغلانة من اصحابى وبقيت بقدم فى كل شغل دعاية وإعلان، اتغربت جوه مصر، وهفضل أكمل فى الشغل لحد ما أوصل لمكانة أعلى».
يكمل منياوى: «شغلنا مربح، يوفر لى مصاريف الشتاء والدراسة، لكن زى عمال التراحيل أو الأرزقية، ممكن نشتغل شهر واتنين لا، عشان تنجح فيه تكون مستعد تسافر وتلف وتشتغل بجد، بقيت أطلب فى مشاريع الدعاية بالاسم».
• جهاز العروسة
ربا سامى، 24 سنة، من القاهرة، تخرجت فى كلية التجارة جامعة عين شمس، رقيقة، وصلبة وقوية، قالت: «من أول ما طلعت بطاقة شخصية وأنا بشتغل «أشر» كنت باشتغل عشان أشترى اللى نفسى فيه كله، أول مرتب زاد من حماسى، فكرت أجيب عربية، ممكن أدفع مقدم بس القسط الشهرى صعب، بقيت اشتغل عشان أجهز نفسى، اهلى هيجهزونى زى بقيت إخواتى والزيادات اللى نفسى فيها أنا هدفعها».
 عن بداية العمل تقول ربا: أول مرة اسافر بعيد عن بيت أهلى، كل شغلى فى القاهرة، الآن أعمل شهرًا ونصفًا فى الساحل الشمالى، أسكن مع 3 بنات شغالين معانا، لا وقت للبحر أرجع هلكانة، أحضر أكل وأنام عشان شغل تانى يوم، أحيانا لا آكل من كتر التعب، أغسل ملابسى بنفس، بعد أول أسبوع شغل بعت لماما رسالة أقولها «انتى شايلة كتير شكرا يا أمى» الغربة صعبة.. غربة البيت والاهل.
• تحمل للمسئولية
إيثار جودة 23 سنة من القاهرة، تخرجت فى مودرن أكاديمى إدارة أعمال، تترك القاهرة خلفها فترة الصيف لتعمل بالساحل الشمالى، بنت بلد جدعة، تقول: «اشتغل لأكثر من سبب، لأعتمد على نفسى وأشيل مسئوليتى، أحب أستقل بذاتى ويكون لى ذمة مالية خاصة، مستناش المصروف عشان أحوش منه واشترى اللى نفسى فيه، يكون ليا مرتب انا اللى بديره لنفسى، أساعد ماما وأجيبلها أى حاجه نفسها فيها زى ما هى عاشت عمرها كله بتعمل معانا كده، الشغل خصوصا وقت ما تتغرب بيكون مختلف بتضطر تتعرف على ناس جديدة، كل 4 بيباتوا فى شاليه، فيه خلافات وتحمل كامل لمسئولية نفسك.. أكلك، لبسك.. احتياجاتك.. مفيش ماما تعملك حاجة أو تساعد فى حاجة، بتشيل كله لوحدك، حتى زعلك لوحدك، فى شهور الصيف كأنى متغربة بره البلد، ومفيش إجازات، لينا مصروف يومى بناخده من الشركة عشان أكلنا، ده غير اليومية، بتكون 250 أو 300 أو أكثر حسب المشروع.•