الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ريكس تيلرسون.. رجل النفط يقود الدبلوماسية الأمريكية

ريكس تيلرسون.. رجل النفط يقود الدبلوماسية الأمريكية
ريكس تيلرسون.. رجل النفط يقود الدبلوماسية الأمريكية


يجمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة «إكسون موبيل»، أكبر شركة نفط فى العالم من حيث القيمة السوقية، العديد من أوجه الشبه يأتى فى مقدمتها أنهما قادمان من خارج المنظومة السياسية الحكومية الأمريكية، تحديدا من عالم رجال الأعمال ولم يشغلا مناصب حكومية من قبل. 

وثانيا أنهما يتخذان موقفا واحدا صريحا تجاه إيران و«التطرف الإسلامي» وتعهدا بالقضاء على تنظيم «داعش» وإن كان تيلرسون أكثر تفصيلا فى تلك الجزئية بأن واشنطن عليها مواجهة بعض الأطراف بطهران وجماعة «الإخوان المسلمين» عقب «داعش».
وثالثا أن كليهما يتمتع بعلاقات جيدة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين بل إن بوتين منح تيلرسون وسام الصداقة عام 2013، وقد قال تيلرسون إنه يتفق مع رؤية ترامب  «لاستعادة مصداقية العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، وتعزيز الأمن القومى لبلادنا».
وكان ترامب وصف تيلرسون إنه واحد من أبرع مبرمى الصفقات فى العالم، وإنه سيساعد فى تغيير مسار سنوات من السياسة الخارجية الخاطئة، والأفعال التى أضعفت أمريكا، وأن «المسار الوظيفى لريكس تيلرسون يجسد الحلم الأمريكي».
ورجح موقع «بوليتيكو» الأمريكى سبب اختيار ترامب لوزير خارجيته بسبب واقعة حدثت فى اليمن فى عام 1996 عندما كان تيلرسون فى صنعاء للتفاوض مع الحكومة اليمنية بشأن إنشاء محطة لتصدير الغاز الطبيعي، وأثناء وجوده فى  صنعاء، تلقى تيلرسون اتصالا هاتفيا من الحكومة اليمنية فى الساعة الثالثة فجرا، يدعوه للقاء رئيس الوزراء اليمنى «فورا»، لتوقيع عقد اتفاق جديد بشروط جديدة، إلا أن تيلرسون أصر على التمسك بالشروط الأولية، رافضا أى محاولات لإعادة التفاوض، ومع إصرار صنعاء على إعادة التفاوض بشأن الصفقة، ألقى «كتابا سميكا» فى الغرفة تعبيرا عن غضبه، وغادر الاجتماع فجأة وسط دهشة الحاضرين، وقال الموقع إن هذا الموقف كان بمثابة اختبار جاد لقدرات تيلرسون الدبلوماسية، وأنه استطاع تنفيذ ما يريده دون التورط فى معارك غير ضرورية.
ورغم تلك النقاط المشتركة بين الرئيس ترامب ووزير خارجيته فإن الشهور الماضية شهدت اختلافات فى  مواقفهما تجاه عدة قضايا ففى خلال الأزمة بين قطر من ناحية وعدة دول عربية من ناحية أخري، اتخذ ترامب مواقف أكثر وضوحا من تيلرسون وأعلن أن الدوحة لها علاقات بتمويل الإرهاب ولكن وزير خارجيته لهجته كانت تعتمد على الدعوة لتخفيف «الحصار» على قطر مع توجيه بعض اللوم لها.
وكذلك على صعيد علاقات واشنطن بموسكو، أعرب تيلرسون عن تأييده لإبقاء العقوبات المفروضة على روسيا وقال إن أعضاء فى حلف شمال الأطلسى «محقون فى تخوفهم من عدوان روسي، وقال تيلرسون إن القول بأن بوتين كان على علم بالجهود الروسية للتدخل فى الانتخابات الأمريكية» افتراض منصف» بل وقال إن روسيا تدخلت بانتخابات هولندا وفرنسا ما سبب حرجا لإدارة ترامب التى تواجه يوما بعد يوم اتهامات بالتواطؤ مع موسكو لإسقاط منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون فى الانتخابات الرئاسية، وكذلك اتخذ تيلرسون موقفا مخالفا لترامب بشأن قضية التغير المناخى وقال إنها «خطر قائم بالفعل وعواقبه قد تكون من الخطورة بدرجة تحتم اتخاذ إجراءات»، وكان ترامب قلل فى حملته من خطورة التغير المناخى وشكك فى وجودها.
ويرى مراقبون أن تلك الخلافات جزء من السياسة الأمريكية التى تعتمد على إظهار مواقف مختلفة لنفس القضية ما يتيح لواشنطن حرية الحركة واتخاذ قرار نهائى بعدما تكون أخذت وقتا لتتضح أمامها مصالحها. •